Tuesday 22nd of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jul-2025

١٣٤ شهيدًا بمجزرة إسرائيلية جديدة ضد المجوعين في غزة
الراي  - كامل إبراهيم -
 
أفادت وزارة الصحة في غزة بوصول ١٣٤ شهيدًا، بينهم شهيدان تم انتشالهما، و495 إصابة إلى مستشفيات القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية، وأصيب عشرات آخرون، الأحد، في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق منتظري المساعدات شمال غربي مدينة غزة.
 
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة ما وصل للمستشفيات من المجوعين منتظري المساعدات منذ فجر الاحد وحتى اللحظة 73 شهيدًا منهم 67 شهيدًا في شمال قطاع غزة وأكثر من 150 إصابة، منها حالات خطيرة جدا.
 
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، لليوم الـ 653 عبر القصف الجوي والمدفعي، وقتل المجوّعين والنازحين بدعم سياسي وعسكري أمريكي، وصمت دولي وخذلان غير مسبوق من المجتمع الدولي.
 
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر نحو 200 مواطن شمال غربي غزة بعدما دفعتهم حالة التجويع للذهاب لاستقبال شاحنات المساعدات شمال غربي غزة على أمل الحصول على الطحين، وأوقعتهم جميعا بين شهيد وجريح.
 
وفي السياق، استشهد 3 مواطنين على الأقل وأصيب أكثر من 20 آخرين، بنيران الاحتلال قرب مركز مساعدات الشاكوش شمالي مدينة رفح جنوبي القطاع.
 
وأفاد مصدر محلي أن المواطنين عمار أبو صلاح وبلال نبيل أبو طعيمة وفداء مصبح في منطقة الطعيمات شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
 
وحذّرت وزارة الصحة في غزة، من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، مؤكدة أن المجاعة وصلت إلى مستويات كارثية تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول الغذاء والدواء منذ أكثر من 140 يومًا.
 
وقالت الوزارة، في بيان أمس الأحد، إن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم التجويع كسلاح جماعي في إطار حرب الإبادة المستمرة منذ 21 شهرًا، مشيرة إلى أن أكثر من 2.4 مليون فلسطيني، من بينهم 1.1 مليون طفل، يواجهون خطر الموت نتيجة الجوع ونفاد الإمدادات الأساسية.
 
وأوضحت أن 71 طفلًا قضوا بسبب سوء التغذية، بينما يواجه 600 ألف طفل دون سن العاشرة خطرًا حقيقيًا على حياتهم، من بينهم 60 ألف رضيع محرومون من حليب الأطفال، و60 ألف سيدة حامل يعانين من نقص حاد في التغذية.
 
وأضافت الصحة أن الطواقم الطبية تعمل في ظروف قاسية، وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، وتراجع خطير في توفر الأدوية والرعاية الطبية، ما ينذر بوقوع وفيات جماعية في أوساط مرضى السكري، والضغط، والقلب، والكلى، وكبار السن، والنساء الحوامل.
 
وأفادت باستشهاد أكثر من 900 مواطن، وإصابة نحو 6 آلاف آخرين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية، في مواقع تحولت إلى مصائد موت نتيجة الاستهداف المباشر للمدنيين من قِبل الاحتلال، الأمر الذي فاقم الضغط على أقسام الطوارئ والعناية المركزة.
 
وناشدت الصحة الوزارة المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته، والتدخل الفوري والعاجل للضغط على الاحتلال من أجل فتح المعابر، والسماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية دون تأخير، محذّرة من أن كل لحظة تمر تعني فقدان حياة جديدة في غزة.
 
وحذرت الصحة في وقت سابق، من أن أعدادا غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من كافة الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالات إجهاد وإعياء شديدين، مشيرة إلى أن مئات من الذين نَحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتّم، بفعل الجوع وعدم قدرة أجسادهم على الصمود.
 
ويعيش مليونا إنسان في قطاع غزة أزمة إنسانية على المستويات كافة، حيث تغلق سلطات الاحتلال المعابر منذ 2 مارس 2025، وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما سبَّب تفشي المجاعة داخل القطاع.
 
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إن إسرائيل تتعمد تجويع المدنيين في قطاع غزة بمن فيهم مليون طفل يعاني الكثير منهم سوء التغذية ويواجهون خطر الموت.
 
وأوضحت في منشور عبر منصة «إكس»، الأحد، أن لديها ما يكفي من الغذاء لجميع سكان غزة لأكثر من ثلاثة أشهر، وهو مُخزّن في مستودعات على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي.
 
وطالبت الأونروا برفع الحصار عن قطاع غزة والسماح لها بإدخال الغذاء والأدوية. وقالت «ارفعوا الحصار: اسمحوا للأونروا بإدخال الغذاء والأدوية».
 
وناشدت سلطات الاحتلال قائلة «ارفعوا الحصار، اسمحوا للأونروا بالقيام بعملها ومساعدة المحتاجين، ومن بينهم مليون طفل».
 
يأتي ذلك وسط ارتفاع ارتفع عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية في غزة إلى 70 طفلا بحسب المكتب الإعلامي في قطاع غزة.
 
وأكدت «الأونروا»، أنها تمتلك مخزونا غذائيا كافيا لجميع سكان قطاع غزة لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، لكن الاحتلال لا يسمح بدخوله.
 
وأوضحت أن هذه الإمدادات، ومنها ما هو مخزن في مستودع بمدينة العريش المصرية، جاهزة للتوزيع، مشيرة إلى أن الأنظمة اللوجيستية قائمة.
 
وطالب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الاتحاد الأوروبي، الذي أعلن مؤخرًا عن تفاهمات مع الاحتلال الإسرائيل بشأن تدفق المساعدات، إلى مراقبة تنفيذ هذه التفاهمات ميدانيًا وضمان ألا تبقى حبرًا على ورق، بعدما ثبت فشلها في تحقيق أي تغيير ملموس على الأرض.
 
وحذر المركز في بيان له،أمس الأحد، بأن سكان القطاع على أعتاب كارثة مؤكدة في ظل غياب تام للقدرة على التدخل والاستجابة نتيجة استمرار الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 2 أذار 2025.
 
وأكد أن المجاعة في قطاع غزة باتت واقعًا لا يُحتمل يحصد أرواح العشرات يومياً. ووضعاً قاتمًا يعيشه مليونا فلسطيني محاصرين تحت وطأة الحرمان ونيران القتل، وفي ظل حصار شامل، وتدمير منهجي لمقومات الحياة، وفشل كامل للمنظومة الدولية في وقف جريمة الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق السكان منذ 22 شهرًا، وسط عجز المجتمع الدولي عن وقف هذه الجريمة، علاوة عن العجز في تأمين المساعدات الغذائية والصحية، وهو ما مكّن سلطات الاحتلال من مواصلة جرائمها دون رادع، والإفلات الكامل من المساءلة والعقاب.
 
وكان آخر تقرير لشبكة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) الصادر في أيار 2025، قد أشار إلى أن قرابة نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة يواجهون جوعًا كارثيًا ضمن المرحلة الخامسة، وهي أعلى درجات انعدام الأمن الغذائي، بينما يعاني كافة سكان القطاع وفق التقرير من انعدام حاد في الأمن الغذائي بدرجات متفاوتة.
 
وبعد نحو شهرين من صدور هذا التقرير، يزداد الوضع سوءًا وتتعمق مأساة سكان قطاع غزة بعد أن صم العالم آذانه عن جريمة القوات المحتلة في استخدام التجويع سلاحًا، فعلى وقع ذلك ارتفع عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد إلى أكثر من 71 ألف طفل، إلى جانب أكثر من 17 ألف سيدة بحاجة إلى تدخل علاجي فوري، وفق المركز الحقوقي.
 
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن أقسام الطوارئ في المستشفيات تستقبل أعدادًا غير مسبوقة من كافة الفئات العمرية لمواطنين يعانون من حالة الإجهاد والاعياء الشديدين، بعد أن فقدوا الكثير من أوزانهم ونحلت أجسادهم نتيجة عدم تناولهم الطعام لأيام طويلة.
 
كما أكد الطبيب صهيب الهمص، مدير مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس أن جميع الحالات التي تصل المستشفى بحاجة ماسة إلى الغذاء قبل الدواء، فجميعهم باتوا مهددين بالموت بعد أن تجاوزت أجسادهم القدرة على الصمود.
 
وفي موازاة هذا التجويع الممنهج، حوّلت سلطات الاحتلال ما تُسمى بـ”مراكز توزيع المساعدات» إلى مصائد موت حقيقية، وهي آلية توزيع للمساعدات أكد المركز مراراً أنها صنعت لقتل الموجوعين وإذلالهم وقد طالب بوقفها، فمنذ بدء العمل بها في 27 أيار2025 الماضي، وبدل أن تكون هذه المراكز بوابة للنجاة، تحوّلت إلى ساحات إعدام ميداني للمدنيين المجوّعين.
 
وأكد المركز أن المجاعة في غزة باتت جزءًا لا يتجزأ من مشروع سياسي إسرائيلي لإخضاع السكان وتفكيك المجتمع في قطاع غزة، وهو أمر لا يمكن فصله عن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال منذ عقود، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ السابع من تشرين الاول 2023.
 
ورأى المركز بأن استمرار الصمت الدولي، وتقاعس منظومة العدالة الدولية، يمنح الاحتلال غطاءً سياسيًا وجنائيًا لمواصلة الإبادة.
 
كما أكد المركز أن الإفلات من العقاب لم يعد خطرًا قانونيًا فقط، بل بات تهديدًا أخلاقيًا لما تبقى من منظومة القيم الإنسانية.
 
وطالب المركز الأمم المتحدة وهيئاتها، وخاصة المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء، بالتحرك العاجل لإجراء تقييم ميداني شامل للوضع في قطاع غزة، وعدم الانتظار لإعلان قطاع غزة رسميًا منطقة مجاعة من الدرجة الخامسة.
 
ودعا المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق عاجل في جريمة التجويع الحالية، ومساءلة قادة الاحتلال على ما يرتكب من جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
 
في المقابل، أعلنت كتائب القسام عن قنص جندي إسرائيلي واستهداف ثلاث دبابات في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
 
وقالت القسام في قناتها على «تليغرام» أمس الأحد: إن «مجاهديها أكدوا بعد عودتهم من خطوط القتال، قنص جندي يعتلي دبابة (ميركفاه) في محيط مدرسة الناصرة بشارع بغداد بحي الشجاعية شرق مدينة غزة ».
 
وفي عملية أخرى، أكد استهداف 3 دبابات صهيونية من نوع «ميركفاه» بعبوتي «شواظ» و"ثاقب» وقذيفة «تاندوم» في محيط مسجد الرضوان بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.