Tuesday 22nd of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jul-2025

ثرثرات خطيرة

 الغد

معاريف
عوديد تيرا
 
على مدى كل السنة الأخيرة زعم من فوق كل منصات المظاهرات لتحرير المخطوفين بانه يجب الموافقة على كل شرط الآن – على أن يتحرروا كلهم فورا. كما زعم أيضا "مسؤولون سابقون" و "زعماء" آخرون من الماضي، ممن "ركبوا بالمجان" على مظاهرات المخطوفين بانه بعد ان نخرج من غزة ويتحرر المخطوفون سنعود لنبيد حماس. كل هذا قيل في نفس واحد وفي صوت عال لآذان زعماء حماس.
 
 
لا اذكر اني سمعت في أي مرة قولا اكثر غباء من هذا، بحكم الظروف. رجل حماس الذي يستمع الى هذا يستخلص من هذا القول استنتاجين: الأول، ان حماس ملزمة بان تحتجز هذا الجزء أو غيره من المخطوفين كي تضمن الا يعود الجيش الإسرائيلي ليهاجم، وحتى اذا ما هاجم – يبقى لدى حماس ذخر استراتيجي خسارة اضاعته قبيل ذاك الهجوم الإضافي. وبعامة، لماذا تحرر كل المخطوفين، عندما يخطط الإسرائيليون للعودة الى الهجوم بعد تحريرهم؟
استنتاج ثاني لحماس هو أن في إسرائيل يوجد من يضغطون على وقف القتال، وقف هم بحاجة ماسة اليه. وعليه، فلا داع للإسراع والوصول الى أي صفقة، وفي هذه الاثناء حتى ولا لصفقة جزئية. وذلك لانه يوجد خلف الحدود، في دولة إسرائيل، قوى تساعد حماس على تحصيل صفقة أفضل في كل لحظة معطاة. فمعروف ان في المفاوضات يخسر من يتراجع أولا.
لنفترض أن يعطي الاميركيون حماس ضمانات الا تعود إسرائيل للقتال. وعندها توجد امكانيتان: الأولى الا تصدق حماس الرئيس دونالد ترامب، المعروف مؤخرا بمخادعاته – ويبقى على رأيه في أن تفعل إسرائيل ما يعلنه زعماؤها. أي تعود لتهاجم بعد تحرير كل المخطوفين. في مثل هذه الفرضية تقرر حماس الا تحرر كل المخطوفين وتبقي لديها بعضهم على الأقل كذخر استراتيجي لوقت الحرب.
 على سبيل البديل اذا كانت ضمانات الغرب لعدم قيام إسرائيل بالهجوم بعد إعادة المخطوفين قوية، بخاصة حين يقوم في إسرائيل مزاودون فيقولوا انه ليس مناسبا التعارض مع الضمانات الدولية، لن نتمكن من إبادة حماس وتحقيق اهداف الحرب. بمعنى ان تهديد حماس من الجنوب سيبقى حيا يرزق.
على كل محلل او ناطق، بتكليف من نفسه او بتكليف من جماعة ترتبط بمظاهرات عائلات المخطوفين، ينطبق هذه الأيام واجب الفهم بانه يلمس احكام النفوس. وعليه، فاني اعود لاوصي المحللين على انواعهم ان يراعوا أنهم عندما يحللون وأحيانا بتحليلهم يعطون العدو معلومات ذات قيمة عظيمة – ان يكفوا عن الحديث.
اقوال عن ان جيشنا منهك ولا يمكنه أن يصمد، او ان القتلى يسقطون عبثا بسبب نزوات سياسية او انه ينبغي اسقاط الحكم حتى في وقت الحرب، تدفع العدو الا يتراجع. وذلك بافتراض ان إسرائيل على شفا الاستسلام وان كل ما ينبغي لحماس ان تفعله هو أن تنتظر بصبر. تذكروا كيف شاهدنا بعيون تعبة ما يحصل في النظام الإيراني على امل ان يسقط وتنتهي الحرب بسرعة أكبر.
للاسف، حماس لن تحرر كل المخطوفين – لانها تسمع منا وحتى من المتظاهرين ومن المحللين باننا سنعود الى القتال، وهي كما أسلفنا بحاجة الى المخطوفين في ايديها قبيل استئناف الحرب. يحتمل ان توافق المنظمة على صفقة جزئية، لكن ليس أكثر من هذا. بمعنى ان تحرير كل المخطوفين لن يتم الا بالقوة. اطلب من المحللين على انواعهم ان يكفوا عن اسهال الثرثرات التي في نظري هي عديمة المسؤولية وتبعد عن إسرائيل المخطوفين والنصر في الحرب على حد سواء.