Tuesday 22nd of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jul-2025

إسرائيل.. وخطة التطهير العرقي بغزة

 الغد

هآرتس
 جدعون ليفي
 
مسيرته النازية بدأها ادولف ايخمان في منصب "رئيس مكتب شؤون اليهود والاجلاء"، في اطار وزارة أمن الرايخ. يوسيف برونر، والد رئيس الموساد دادي برنياع، كان ابن ثلاث سنوات عندما هرب مع عائلته من المانيا النازية، حتى قبل خطة الاخلاء. في الاسبوع الماضي زار الحفيد برنياع واشنطن من اجل مناقشة "اخلاء" سكان غزة. براك ربيد نشر في "اخبار 12" بان برنياع قال لمحدثيه ان اسرائيل بدات في اجراء مفاوضات مع ثلاث دول، والمفارقة التاريخية خجلت. حفيد لاجئ التطهير العرقي من المانيا يجري مفاوضات حول التطهير العرقي، ولا يثور أي شيء في ذاكرته.
 
 
من اجل "اخلاء" 2 مليون شخص من بلادهم، هناك حاجة الى خطة. اسرائيل عملت على ذلك. المرحلة الاولى هي نقل الكثير من السكان الى معسكر تجميع من اجل التمكين من عملية طرد ناجعة. في الاسبوع الماضي نشرت "بي.بي.سي" تقرير يستند الى صور اقمار صناعية عن التدمير الممنهج الذي يقوم به الجيش الاسرائيلي في القطاع، بلدة تلو بلدة يتم محوها عن وجه الارض، وتتم تسويتها من اجل اقامة هناك معسكر التجميع، ومن اجل عدم السماح بحياة اخرى في غزة.
تسوية الارض للتجمع الاسرائيلي الاول في الذروة، ومعها يتم القيام باعمال التدمير الممنهج في كل ارجاء القطاع كي لا يكون أي مكان يعودون اليه، باستثناء معسكر التجميع. من اجل تنفيذ هذه الاعمال هم بحاجة الى سائقي جرافات. "بي.بي.سي" عرضت اعلانين لمطلوبين. الاول، "مشروع هدم مبان في غزة مطلوب سائقي جرافة بوزن 40 طنا، و1200 شيكل في اليوم، بما في ذلك السكن والطعام، وفرصة للحصول على سيارة خاصة دائمة. الثاني: "العمل من يوم الاحد وحتى الخميس، من السابعة صباحا وحتى الساعة 4:45، شروط العمل موضحة".
اسرائيل تنفذ ببرود جريمة ضد الانسانية، ليس بيت هنا وبيت هناك، بل "تصفية منهجية لكل مجالات الحياة واعداد البنية التحتية لتجميع السكان في مدينة انسانية، المخصصة لتكون معسكر انتقال قبل الطرد الى ليبيا، اثبوبيا واندونيسيا، وهي دول الهدف لدادي برنياع حسب "اخبار 12". هذه خطة للتطهير العرقي في غزة. هناك شخص وضعها، وكانت نقاشات مع وضد، وكانت بدائل، تطهير مطلق أو على مراحل، وكل ذلك تم في غرف مكيفة لجلسات مع محاضر وقرارات. للمرة الاولى منذ بدء الحرب الانتقامية في غزة من الواضح انه توجد لاسرائيل خطة، بعيدة المدى.
 الآن هذه ليست حرب متدحرجة، ولم يعد بالامكان اتهام بنيامين نتنياهو حرب لا جدوى لها. هذه الحرب يوجد لها جدوى، وهي جدوى اجرامية. مرة اخرى لا يمكن توجيه الانتقادات لقادة الجيش بأن الجنود يقتلون عبثا، هم يقتلون في حرب من اجل التطهير العرقي. الارض تم تمهيدها، يمكن الانتقال الى نقل السكان، الاعلانات والمناقصات المطلوبة اصبحت في الطريق. بعد استكمال عملية النقل وسكان المدينة الانسانية يشتاقون الى حياتهم بين الانقاض، جائعين ومرضى وتحت القصف، سيكون بالامكان الانتقال الى المرحلة الاخيرة وهي تحميلهم بالقوة في الشاحنات والطائرات في الطريق الى الوطن الجديد الذي يطمحون اليه – ليبيا، اثيوبيا واندونيسيا.
 اذا كانت عملية المساعدات الانسانية جبت مياة مئات القتلى فان عملية الطرد ستجبي حياة عشرات الآلاف. ولكن لن يقف أي شيء امام اسرائيل في طريق تطبيقها لهذه الخطة. نعم توجد خطة، وهي خطة شيطانية اكثر مما يمكن التخيل. ذات يوم جلس اشخاص ووضعوا هذه المؤامر في غرف مغلقة. السذاجة هي الاعتقاد بأن كل ذلك حدث بشكل تلقائي. بعد خمسين سنة سيتم فتح الارشيف وسنعرف من كان مع ومن كان ضد، من الذي فكر ربما بأن يبقي مستشفى واحد قائم. الى جانب الضباط والسياسيين جلس ايضا المهندسون واشخاص متخصصون في السكان واعضاء قسم الميزانيات، ربما ايضا ممثلون عن وزارة الصحة. كل ذلك سنعرفه بعد خمسين سنة.
 في هذه الاثناء رئيس مكتب اخلاء الفلسطينيين، دادي برنياع، ينفذ مرحلة اخرى، هو موظف رفيع، مطيع ورمادي، ولم يخلق أي احتكاك في أي يوم مع المسؤولين عنه. هل يبدو هذا معروف؟ بطل عملية تقطيع الاعضاء الجماعي في البيجرات. اذا تم ارساله لانقاذ مخطوفين فهو يسافر. وماذا بشأن طرد ملايين الاشخاص؟ ايضا هذا جيد بالنسبة له. في نهاية المطاف هو فقط ينفذ الاوامر.