بترا –
أكد وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، أن هرطقات ما يسمى بـ”إسرائيل الكبرى” حتما ستتحطم أمام صلابة الأردنيين، وأمام الدول العربية وسيادتها، إضافة الى الوقفة الشعبية الكبيرة من جميع أطياف المجتمعات العربية ضدها.
وأضاف المومني إن تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية وأفعاله رعونة سياسية تدل على حالة كاملة من الانعزال الإقليمي والأزمات الذاتية والمتراكمة التي يواجهها هو وحكومته المتطرفة.
وقال خلال حديث لبرنامج “صوت حياة” عبر إذاعة “حياة إف إم”، أمس، إن نتنياهو لا يعي خطورة ما يقول، وهو لا ينفك يراكم الاستعداء الدولي والإقليمي من حوله، وهذا ما لا يمكن البناء عليه لأجواء إقليمية مستقرة.
ولفت إلى أن تصريحات نتنياهو إشارة واضحة على أزماته السياسية ووضعه المتدهور أمام يمينه المتطرف، مؤكدا أن السياسة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو ستزول، وسيحق الحق وتتحقق العدالة وينال الفلسطينيون دولتهم وحقهم في تقرير المصير.
وقال: “ما دام على سطح الأرض طفل فلسطيني واحد يطالب بحقه سوف ينتصر، وهذا ما تعلمناه من التاريخ، والصراعات والحروب التي جرت عبر التاريخ الإنساني”.
خط أحمر
بدورهم، عبر حزبيون وشخصيات سياسية، عن رفضهم القاطع لتصريحات نتنياهو بشأن ما يُعرف بـ”إسرائيل الكبرى”، مؤكدين أن الأردن لن يكون ساحة لتحقيق هذه الأوهام، وأن أمن أراضي المملكة يمثل خطا أحمر لا يمكن تجاوزه.
واعتبروا أن هذه التصريحات تشكل تهديدا مباشرا للسلام والاستقرار الإقليمي وخرقا للمواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وقال النائب السابق والمحامي رمزي العجارمة، إن تصريحات نتنياهو أثارت موجة قلق واسعة على المستوى الدولي والإقليمي، مشيرا إلى أن هذه التصريحات لا تمثل مجرد خطاب سياسي، بل تتجاوز ذلك لتشكل انتهاكا صريحا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها القرار 2334 لسنة 2016، الذي يؤكد عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية.
وأضاف العجارمة إن هذه التصريحات تأتي بالتزامن مع خطوات عملية على الأرض، مثل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في منطقة E1 بالضفة الغربية، ما يقطع أوصال الضفة ويقلص فرص قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيا.
وأكد أن ردود الفعل الدولية كانت سريعة وحاسمة، حيث أعربت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية عن إداناتها، معتبرة أن استمرار الاستيطان يشكل خرقا لاتفاقيات جنيف الرابعة وانتهاكا صارخا لالتزامات إسرائيل كقوة احتلال.
بدورها، قالت مساعد الأمين العام لحزب الميثاق، الدكتورة روان الحياري، إن المرحلة الراهنة تتطلب إستراتيجية توافقية ومرنة، تجمع بين الدبلوماسية والضغط السياسي والاقتصادي لضمان استقرار المنطقة ووقف أي محاولات لتفكيكها، مشيرة إلى أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تمثل تحديا حقيقيا للسلام والأمن الإقليمي وتفرض على المجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل لحماية الحقوق المشروعة للشعوب المتضررة، لا سيما الشعب الفلسطيني.
خطوة عدوانية
من جهته، عبّر مستشار إستراتيجيات المستقبل الدكتور ليث القهيوي عن إدانته الشديدة لتصريحات نتنياهو، واصفا إياها بأنها خطوة عدوانية واضحة وتحدٍ صريح للمواثيق الدولية، محذرا من أن الأردن بقيادته الهاشمية، ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني، لن يكون ساحة لتحقيق هذه الأوهام، وأن أمن أراضي المملكة يمثل خطا أحمر لا يمكن تجاوزه.
وشدد على أن الأردن متمسك بمبادئه الراسخة بأن لا أمن ولا استقرار ولا سلام في المنطقة يمكن تحقيقه دون التوصل إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا أن السياسات التوسعية والعنصرية للاحتلال لن تؤدي إلا إلى المزيد من النزيف والمعاناة.
ودعا جميع الأطراف إلى الالتفاف حول هذا الموقف، مؤكدًا أن الأردن سيبقى حاميا لمصالحه الوطنية وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مع الحفاظ على دعم القيادة الهاشمية والوفاء للقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية لضمان أمن واستقرار الوطن.
وأكد القهيوي أن الأردن سيواصل وقوفه الثابت إلى جانب الفلسطينيين، والدفاع عن حقوقهم ومقدساتهم، باعتبار ذلك واجبا أخلاقيا وقانونيا، مشيرا إلى أن القيادة الهاشمية، بالتعاون مع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأردنية، ستظل الدرع الحامي للأمن والاستقرار الوطني، وأن أي محاولات للتعدي على تراب المملكة أو النيل من حقوق الشعب الفلسطيني ستقابل بحزم ودفاع مستمر.
تصريحات استفزازية
من جهتهم أكد سفراء في الأردن، تمسك بلدانهم بحقوق الشعب الفلسطيني وسيادة الدول في المنطقة، مشددين أن مثل هذه التصريحات لا تخدم جهود السلام، بل تزيد من حدة التوتر وعدم الاستقرار.
وحذروا من خطورة المساس بوحدة أراضي الدول العربية، لما يمثله ذلك من اعتداء على الأمن القومي العربي بأسره، مطالبين المجتمع الدولي بموقف حازم تجاه هذه التصريحات، مع ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في صدارة الاهتمامات الإقليمية والدولية، باعتبارها جوهر الصراع ومفتاح تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
وقال السفير الباكستاني في عمان اللواء محمد أجمل إقبال، إن تصريحات نتنياهو تمثل انتهاكًا للقانون الدولي، وهي تصريحات استفزازية ومسيئة وتثير القلق، ليس فقط على مستقبل القضية الفلسطينية، وإنما أيضًا على أمن واستقرار دول الجوار.
وأضاف إن مثل هذه التصريحات ليست جديدة وصدرت في الماضي، وأن نتنياهو يسعى من خلالها إلى تحقيق مكاسب داخلية، من بينها استعادة الأسرى وإخراج الفلسطينيين من غزة، قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. ودعا إقبال المجتمع الدولي برفض مثل هذه التصريحات، مؤكدًا أن باكستان ترفض تلك التصريحات لما تمثله من تهديد للأمن الإقليمي.
من جانبه، قال السفير البلجيكي سيرج ديكشن، إن بلجيكا كانت وما زالت تدافع بقوة عن حل الدولتين، بما يضمن قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، مستدامة، وذات سيادة كاملة.
وأضاف، إن بلاده ترفض وتدين أي طرح ينطوي على انتهاك لوحدة الأراضي الأردنية أو أراضي أي دولة أخرى في المنطقة.
فيما، أكدت القائم بأعمال السفارة الفرنسية في عمان جاناينا هيريرا، أن القانون الدولي واضح في أن الحدود الدولية لا يمكن تغييرها بالقوة، وأن سلامة الأراضي والسيادة مبادئ راسخة نص عليها ميثاق الأمم المتحدة.
وقالت، إن فرنسا تتمسك بالحدود المعترف بها دوليا للمملكة الأردنية الهاشمية، وبحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد الكفيل بضمان السلام والأمن الدائمين في المنطقة.
وأضافت، أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطين في أيلول 2025، داعية إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة.
من جانبها، أكدت السفيرة التونسية في عمان مفيدة الزريبي، أن أمن الأردن ومصر جزء من الأمن القومي العربي، وأي اعتداء عليه، هو اعتداء على الدول العربية كافة، مشددة على أن تونس تدين هذه التصريحات أو أي تحرك يمس سيادة دولة عربية.
وزادت، تبقى القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة على أرض فلسطين جوهر القضايا ومفتاح السلام الدائم والشامل في المنطقة.
بدوره، قال السفير الفلسطيني في عمان عطا الله خيري، إن تصريحات نتنياهو خطيرة وتحمل نوايا توسعية ضد الأردن الشقيق، وتمس الأمن القومي والوطني الأردني، وتضع المنطقة بأسرها على صفيح ساخن، وترفع حالة التوتر الاقليمي وتهدد الشرق الأوسط بعدم الاستقرار والفوضى والعنف. وأضاف خيري، إن أمن الأردن ووحدة أرضيه، محمية بسواعد قواته المسلحة وشعبه الملتف حول قيادته الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.
ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه تصعيد الخطاب السياسي الإسرائيلي ضد الأردن والدول العربية، والعمل على وضع حد لهذا السلوك وتجنيب المنطقة حروبًا دامية، كما الدول العربية إلى وحدة الصف والموقف لمواجهة المشاريع التوسعية على حساب الدول العربية المجاورة لفلسطين، مؤكدًا ضرورة التحرك الديلوماسي والسياسي الفاعل على صعيد مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها والدول المؤثرة على إسرائيل لافشال مخططات حكومة اليمين.
وأكد خيري، وقوف فلسطين قيادة وشعبًا إلى جانب الأردن الشقيق في كل الأوقات والظروف، وأي مساس بالأمن الأردني يعتبر مساسًا بالأمن الفلسطيني.