هآرتس

بقلم: ايتي روم

 

 

 

 مبررات إسرائيل لتصفية أنس الشريف غير مقنعة. المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي عرض وثائق بحسبها مراسل قناة "الجزيرة" انضم في شبابه لحماس، وحتى انه عمل كرئيس خلية، التي اطلقت الصواريخ نحو إسرائيل. ولكن حتى لو كان الامر يتعلق بوثائق اصلية الا انها لا تثبت بانه كان مقاتلا فعالا في السنوات الأخيرة، ولم يتم تقديم أي تفسير لتصفيته بالتحديد الآن، رغم ان ادلة على انتمائه للمنظمة تم الحصول عليها منذ فترة طويلة. هذه العملية يبدو انها ارادت اغتيال مراسل وليس مقاتل، الا اذا ثبت عكس ذلك.

 

 

 مع ذلك، المسافة طويلة من هنا وحتى الطريقة التي تم عرض الشريف بها في العالم. ايقونة للشجاعة الصحفية، الذي كان مستعد للتضحية بحياته من اجل كشف حقيقة ما يحدث في غزة. أو حسب تعبير امراء حرية التعبير في حماس: "هو كان نموذج الصحفي الحر". هذه الرومانسية تطمس حقيقة انه من الصعب، وحتى من المستحيل، خلق صحافة حرة في القطاع. "لجنة الدفاع عن الصحفيين"، المنظمة الاميركية التي انتقدت بشدة لفظية التصفية وسياسة إسرائيل تجاه المراسلين في غزة، نشرت مؤخرا شهادات على الطريقة التي تفرض فيها حماس عليهم الرعب.

 مثلما ان المقابلات الحصرية التي يحصلون عليها في القناة 14 مع نتنياهو ليست الدليل على انجاز صحفي، بل هي عار صحفي، فان السماح الحصري الذي أعطي للشريف، بتغطية اطلاق سراح اغام بيرغر وغيره من الرهائن، هو دليل على ذلك أيضا. 

  في الشبكات الاجتماعية الفلسطينية سمعت ادعاءات تقول بان الشريف أيضا تم اسكاته عندما تجاوز خطوطا معينة. ربما هذا صحيح، لكن حتى لو كان انتقد حماس فذلك كان بسبب استمرار الحرب، وليس بسبب مقاربتها الابادية تجاه اسرائيل. لا يمكن توجيه الانتقاد لصحفي غزي امتنع عن تغطية نقدية تجاه حماس بسبب الخوف. لكن من منشورات الشريف يتبين ان ذلك نبع لديه أيضا من التماهي.

 نحن نتحدث عن شخص اسلاموي، تألم من المس بأبناء شعبه وفرح بالمس بنا. كل ذلك لا يبرر تصفيته، وبالتاكيد لا يبرر قتل اعلاميين آخرين معه، حتى الذين في الجيش لا يدعون انهم كانوا مرتبطين بالقتال. مفهوم العنف الموجه ضد المراسلين المثيرين للغضب من الأفضل تركه.