الغد
هآرتس
بقلم: ايتي روم
في كتابه "تحليل الفاشية" يشير المؤرخ الأميركي روبرت باكستون إلى ميزة مشتركة بين الأحزاب الفاشية: غياب برنامج سياسي. "الزعماء الفاشييون لم يخفوا حقيقة أنه لا يوجد لديهم برنامج سياسي... موسوليني كان مسرورا ومتحمسا لهذا الأمر". الفيلسوفة حنه ارنديت كتبت أن موسوليني كان كما يبدو "الزعيم الأول للحزب الذي رفض بشكل متعمد أي برنامج سياسي رسمي". في إسرائيل تبنى حزب الليكود هذه الرؤية منذ زمن. فعندما سأل المراسلون عن ذلك قبل انتخابات 2013، أجابوا في مقر حملة دعاية الحزب "أن تسأل الحزب الحاكم عن برنامجه السياسي"، هذا يعتبر انشغال بصغائر الأمور. ليس للاقتباس، قالت في حينه جهات في الحزب إن نتنياهو يفضل الامتناع عن نشر برنامج سياسي "كي لا يتورط مع الموضوع الفلسطيني".
هذا المنطق يطبقه الآن نتنياهو بالنسبة للحرب في قطاع غزة. فمنذ اندلاع الحرب هو يمتنع عن طرح خطة حقيقية لتحقيق أهدافها. في الحقيقة وعد مرة بعد الأخرى، بتدمير حماس في موازاة تحرير المخطوفين، وفي هذا الأسبوع كرر ذلك أيضا. ولكنه لم يوضح في أي يوم كيف حسب رأيه يمكن تحقيق الأمر المستحيل. يبدو أن مجرد توقع طرح تفسيرات وتفاصيل حول قراراته يعتبر بالنسبة إليه فضيحة – على الأقل حسب أقوال ابنه يئير الذي تغريداته توفر لنا إطلالة على مزاجه الحقيقي. عندما غرد مراسل "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشع في هذا الأسبوع، أنه إذا كان نتنياهو معنيا باحتلال غزة، فإن عليه الوقوف أمام الشعب و"توضيح الأثمان المتوقعة مقابل حياة المخطوفين والجنود الذين سيسقطون". هذا الطلب الأساسي رد عليه نتنياهو الابن بتلميح يفيد بأن هذا الأمر كان بمثابة توجيه إجرامي من قبل رئيس الأركان ايال زمير، وهو يمثل تمردا ومحاولة انقلاب عسكرية.
حقيقة أنه لا يوجد حقا خطة لنتنياهو تصرخ إلى عنان السماء، إلى درجة أنه حتى أشد مؤيديه اضطروا مؤخرا، إلى الاعتراف بذلك مع إظهار أمل يائس بأنه وراء هذا اللاشيء الكبير تختفي خطوات عبقرية للاعب الشطرنج الأفضل في العالم. "السياسة في غزة تنهار تماما"، اقتبس المراسل السياسي المتماهي في القناة 14 جهة مجهولة، "واثقة بأنه يوجد هنا خداع ذكي لنتنياهو، حيث إن جزءا من الخطة لا نعرف كل تفاصيلها". في هذه الأثناء يبدو أن خطة نتنياهو الوحيدة هي جعل أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين، يؤمنون بهذه الهراءات، وأن يؤمنوا بأن النجوم ستنتظم بصورة معينة، وفي حالة الفشل سيلقي المسؤولية على آخرين.