الغد
هآرتس
سامي بيرتس
اليمين في اسرائيل قام الاسبوع الماضي بإحياء ذكرى مرور عشرين عاما على خطة الانفصال. في المؤتمر طرحوا الحجج مثل لو انهم لم يقوموا بإخلاء غوش قطيف لما حدث 7 تشرين الأول (اكتوبر). لماذا؟ لانه حيثما يوجد استيطان يوجد الجيش. هذا الادعاء يوضح انه بمفاهيم اليمين فان نير عوز وكفار عزة ونتيف هعسره وبئيري ليست "بلدات"، بل فقط شيء موجود خلف الخط الاخضر. هذا ما حدث حقا يوم المذبحة. في الضفة الغربية عملت قوات كبيرة، وفي غلاف غزة كان تواجد عسكري ضعيف.
خطة الانفصال قادها رئيس الوزراء اريئيل شارون بتشجيع من كبار في الليكود، على رأسهم بنيامين نتنيناهو. وفي حينه عارضها رئيس الاركان موشيه يعلون. الخطة فشلت لأن حماس سيطرت على غزة وحولتها الى قاعدة لها. الحكومات المتعاقبة في اسرائيل منذ ذلك الحين هي التي سمحت لها بان تصبح قوية، ونتنياهو كان رئيسها في معظم السنوات. إن إلقاء التهمة على الآخرين والتنصل من المسؤولية يميز الحكومة الحالية منذ تشكيلها. هم دائما سيبحثون عن مذنبين في مكان ووقت آخر. هم سيحاولون اخفاء الوضع الامني الصعب الذي كان سائدا في غوش قطيف عشية الاخلاء. من فعل ذلك لم ينجح في منع الانفصال، لكن كان يمكنه منع تعزز قوة حماس. نتنياهو الذي أيد الانفصال، هو الذي قوى حماس واهتم بتحويل اليها مئات ملايين الدولارات كل سنة من قطر كجزء من صفقة "الاموال مقابل الهدوء". حسب بعض رؤساء الشباك السابقين هو ايضا رفض توصياتهم بتصفية يحيى السنوار.
الحديث يدور عن رئيس حكومة عرض بنفسه خطط حماس في نقاش في الكنيست اجري في نيسان (أبريل) 2017: "الخطة العملياتية التي اعدتها حماس هي هجوم متعدد الاذرع، هجوم من الجو في البداية، أي بآلاف الصواريخ، على مدن اسرائيل، في موازاة هجوم من البحر بواسطة قوات كوماندو بحرية. في الجو ايضا بواسطة هبوط مظلات، وفي اليابسة من تحت الارض من خلال عشرات الانفاق التي قاموا بحفرها، جزء منها اخترق الى داخل اراضينا. بواسطة القوات الخاصة التي تم تدريبها، وعبور قوات بحجم كتيبة من اجل الاختطاف والقتل، سواء في البلدات أو المواقع والعودة بهم الى اراضيهم. يوجد ايضا 30 ألف رجل يريدون تدميرنا، وهم يستعدون لذلك طوال الوقت. هم يبنون أدوات قتلنا وغزونا ومهاجمتنا، اشخاص يلتزمون بالقضاء على اسرائيل".
نتنياهو قال هذه الاقوال بعد ان نشر الليكود في 2015 دعاية انتخابية فيها يظهر مقاومين وهم يقتحمون اسرائيل في سيارات تويوتا، مع تحذير بان هذا ما سيحدث اذا اصبح اليسار في السلطة. اقوال وتحذيرات كهذه اقتضت استعداد مناسب. ولكن بدلا من ذلك نتنياهو اختار في 2018 ترسيخ تدفق الدولارات، وبذلك بث اشارات للعالم بأن تمويل المنظمة هو على ما يرام، الامر الذي زاد تدفق الاموال وسمح بزيادة قوة حماس واستعدادها للهجوم.