الغد
هآرتس
بقلم: يوسي ميلمان
أزمة اقتصادية، فساد، صعود القوى الدينية، فاشية عنصرية، ازدياد أعمال عنف اليمين حيث توجد في الخلفية حرب على الحدود وتهديد بتوسيعها، كل ذلك أدى في نهاية المطاف إلى إنشاء جبهة موحدة لوقف هذه الظواهر. هذا حدث في فرنسا في أيار 1936 عندما توحدت أحزاب الوسط واليسار، بما في ذلك الشيوعيين الذين آمنوا بقيم الديمقراطية والليبرالية، وشكلت الجبهة الشعبية برئاسة رئيس الحكومة ليئون بلوم. وقد نجحت مدة سنتين في التسامي على الاعتبارات الشخصية، الخصومات السياسية الصغيرة والخلافات الايديولوجية الصعبة، من اجل وقف الخطر الأكبر الذي يهددهم، وهو صعود الفاشية والنازية، التي ترسخت في ألمانيا، إيطاليا وأسبانيا، وانزلقت أيضا إلى وسط وشرق أوروبا.
الأمر الملح الآن في إسرائيل هو جبهة شعبية مشابهة، مناسبة للواقع هنا. جبهة تتشكل من كل القوى التي تحب الديمقراطية والليبرالية وتعارض القومية المتطرفة المتصاعدة والعنصرية والمسيحانية والتحريض والفساد وتعفن الأخلاق، التي تقود إسرائيل إلى ضياع هويتها. جبهة ربما ستنجح في وقف العزلة الدولية المتزايدة والخطر من أن تصبح إسرائيل دولة منبوذة تشبه جنوب إفريقيا في فترة الفصل العنصري، إيران الإسلامية، كوريا الشمالية، روسيا وبعض الدول التي تحكم على يد الديكتاتورية.
هذا وقت طوارئ، دعوة للنهوض، ساعة المنبه وجرس الإنذار دق. الاحتجاجات والمظاهرات بالأسلوب السابق تم استنفادها. لم يعد يوجد مكان لصوت العويل والبكاء على مصير الدولة المر كما عرفناها واحببناها إلى أن صعد إلى السلطة قبل سنتين ونصف بنيامين نتنياهو جديد. شخص لم نعرفه في سنوات حكمه السابقة. نتنياهو الذي تربى في أحضان والده، الذي كان سكرتير زئيف جابوتنسكي، وتربى على عقيدته، عقد تحالف بعد الانتخابات الأخيرة مع الكهانية واصبح جزء لا يتجزأ منها. مطلوب الآن عمل مختلف لتوحيد الصفوف. يجب على كل جهات الاحتجاج المدنية والأمنية التوحد تحت سقف واحد ومعجزة واحدة. لماذا من تخرجوا من جهاز الأمن، الذين يطالبون بوقف الحرب في غزة ويعتبرونها حرب خداع وغير أخلاقية، لا يتوحدون في جسم واحد؟. مثلهم أيضا منتدى الطيارين "555"، "قادة من أجل أمن إسرائيل"، وكل مجموعة رؤساء الأجهزة السابقين، رؤساء الأركان، رؤساء الموساد، رؤساء الشباك، المدراء العامون والمفتشون في شرطة إسرائيل.
الشعار يجب إن يكون واحد ومشترك للجميع، "فقط ليس بيبي". اليمين نجح في ترسيخ هذا الشعار كنوع من الشتيمة، ونتيجة لذلك فان عدد غير قليل من الذين يريدون إسقاط نتنياهو، يخشون القول ببساطة "فقط ليس بيبي". ولكن هناك بالتحديد ما يدعو إلى التفاخر بهذا الشعار، وحمله عاليا ورفعه كوسيلة توحد وتُجمع.
جميع رؤساء الأحزاب الذين يعارضون نتنياهو وحكومته الخبيثة مجبرون على التوحد والعمل كجبهة واحدة، نفتالي بينيت، يئير لبيد، افيغدور ليبرمان، بني غانتس، غادي ايزنكوت ويئير غولان. يجب عليهم ضم أيضا الأحزاب العربية أو زعماء عرب مدنيين الذين هم جزء من المجتمع الإسرائيلي والديمقراطية في إسرائيل. يجب وقف المقاطعة، الوقت ليس وقت الصغائر، الجميع يجب عليهم التسامي مع عظم الساعة، التوحد رغم الخلافات هو الذي احدث الثورات والتغييرات الكبيرة على مدى التاريخ. سيكون أمامهم الوقت للتشاجر والتخاصم ومحاولة تمييز انفسهم. الآن مطلوب العمل بشكل فوري. محظور الانتظار حتى انتهاء العطلة الصيفية.