عمون-
حين نقول إن ما يجري بين طهران وتل أبيب ليس إلا عرضًا مسرحيًا، فليس ذلك تعصبًا مذهبيًا، ولا عداءً أعمى، فالعدل ميزاننا، والقرآن مرجعنا، وقد قال تعالى:
﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ﴾ [المائدة: 8]
لكنّ الحقيقة البسيطة التي يغفل عنها البعض، أن ما بين الكيان الاسرائيلي والنظام الإيراني تحالفات غير معلنة، ومصالح متبادلة، وعدو مشترك هو الصحوة السنية والمقاومة الحقيقية.
قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [الأنفال: 73]
طيب
لماذا نُسميها مسرحية؟
لأن الأحداث المفبركة تُنَفّذ وفق معايير متفق عليها:
-ضربات محسوبة في نطاق محدود لا تمس البنية الأساسية ولا تقتل فعليًا إلا ما يرضى عنه الطرفان.
-صواريخ تحمل الدخان والضوء أكثر من الحطام والدماء.
-مشاهد مُعادة من زوايا مختلفة لإضفاء صورة كاذبة عن “الخراب”.
-صور من خارج الميدان مثل الناطحة في دبي أو مشاهد أرشيفية.
-وأحيانًا خسائر حقيقية لقيادات ذات طابع رمزي، قد تكون ضمن “تكلفة التشغيل” أو إعادة ترتيب داخلي.
بل إن الذكاء الاصطناعي بات أداة فعالة لتزوير الصور ومقاطع الفيديو، ويستخدم لتصنيع رواية عاطفية كاذبة تشغل الجماهير.
*الأهداف الحقيقية لهذه المعركة “الوهمية”:
1.تحويل البوصلة عن المجازر في غزة، حيث يُذبح شعب ويُحاصر مجد، إلى قصة صراع “كبير” بين “أعداء” وهميين.
2.منح الكيان صورة الضحية عالميًا بعد أن تهاوت صورته الأخلاقية أمام العالم بسبب فظائعه في غزة.
3.إيقاف موجة المظاهرات والاحتجاجات ضد ترامب، وضد قادة الاحتلال مثل نتنياهو.
4.جرّ بعض الدول العربية المترددة لتأييد الكيان أمنياً تحت ذريعة “الخطر الإيراني”.
5.إعطاء قبلة الحياة للنظام الإيراني داخليًا، خاصة بعد احتجاجات واسعة وشكوك حول شرعيته.
ماذا عن “الصفّ الإسلامي”؟
حين يقول البعض إن هذا “يشق الصف”، فنسألهم:
أي صف؟!
•صفّ التطبيع مع الاسرائيلية؟
•أم صفّ يتعاون أمنيًا مع روسيا والصين والغرب؟
•أم صفّ يترك فلسطين لتنزف ويتفرغ للخطابات الحماسية؟
الصف الحقيقي هو الذي يجتمع على الحق، لا على الوهم، ويجمعه الصدق، لا المصلحة.
راجعوا
•كتاب “التحالف الغادر” لتريتا بارسي، يكشف العلاقات الخفية بين طهران وتل أبيب وواشنطن.
اقرأوا
•تحليل “The Times of Israel” في أبريل 2024 حول محدودية الهجمات الإيرانية المدروسة.
وتصفحوا
•تقارير من منظمة العفو الدولية حول تغطية إعلامية مضللة للحرب الأخيرة وتوظيف الذكاء الاصطناعي.