فنانات أردنيات .. إبداع تجاوز الحدود
الدستور ـ طلعت شناعة - مع احتفال العالم بيوم المرأة، تبرز إطلالة النجمات والفنانات الاردنيات في سماء الفن العربي. وتحديدا تلك اللواتي سطعن وتجاوزن الحدود والساحة المحلية الى آفاق الدراما العربية. في ظل منافسة شديدة بين نجوم الدراما العربية عامة.
وتحضر على الفور النجمة صبا مبارك التي نافست نفسها العام الماضي في عملين خلال رمضان 2012 هما» شربات لوز» مع النجمة يسرا ومسلسل»حكاية بنات» مع الفنانة حورية فرغلي. وهذه الايام تعيد الفضائيات العربية المسلسلين، بحيث يمكن للمشاهد متابعة» صبا مبارك» مرتين على الأقل في اليوم وفي ذات المحطّة. ولو عدنا بالزمن للوراء ، لتذكرنا الفنانة الكبيرة جولييت عوّاد التي تميزت في مسلسل» التغريبة الفلسطينية» وهو عمل للمخرج حاتم علي وحظي بمشاهدة عربية واسعة وهو ـ العمل ـ من تأليف الدكتور وليد سيف. كذلك نذكر فنانتنا المتميزة عبير عيسى التي قدمت شخصيات المرأة عبر مراحلها عاشقة وسيدة بيت وأما، وايضا ،ايجابية وسلبية ، واحيانا كوميدية. أي انها لوّنت أداءها وعطاءها كما يليق بفنانة قديرة.
كذلك نجد الفنانة نادرة عمران التي تألقت في المسرح وفي السينما وفي الدراما العربية. كما نذكر دورها في فيلم يسري نصرالله «باب الشمس» ومسلسل» عمر بن الخطاب» وغيرهما من الاعمال.
ومن جيل الرواد في الفن الاردني نجد الفنانة القديرة سميرة خوري صاحبة الاداء المتميز في حقول الفن المختلفة من اذاعة وتمثيليات ومسرحيات ومسلسلات، ومشاركات في المهرجانات العربية. وتبرز اسماء مهمة ايضا : نجلاء سحويل، نادية عودة، نجلاء عبد الله
لقد ظلت المرأة حاضرة في ادوار الفنانات الاردنيات. فقد شاهدناهن» ريفيات» و «مدنيات»،ظالمات ومظلومات، فقيرات وثريات ومخمليات وبائسات. وتمتلىء الصورة الدرامية بالفنانات الاردنيات والمطربات وهذا مجال لوحده يحتاج الى ريبوتاج خاص بالمطربات الاردنيات.
تجارب
وعند سؤالها عن تجربة المرأة الاردنية في الدراما اجابت المخرجة سوسن دروزة قائلة: بان للمرأة دور كبير في هذا المجال.وقد حققت نجاحات في مجال المسرح والدراما واستطاعت ان تثبت نفسها وبانها فخورة جدا بالمرأة الاردنية وبجديتها في العمل وبما قدمته وما زالت تقدمه رغم الظروف المحيطة بها، لافتة الأنظار لتميز المخرجة الاردنية في اعمالها وقالت: لدينا مخرجات نساء مثقفات حاضرات استطعن اثبات وجودهن مثل لينا التل، وفاء القسوس، زين غنمة وسمر دودين وكثيرات غيرهن ممن يعملن في مجال الاخراج اضافة إلي انهن يعملن في مهن اخري بجانب الاخراج والتمثيل وقيامهن ببناء اسرة ومحاولتهن الموازنة بين العمل والبيت.
و اشارت دروزة إلي المشاكل التي تواجه المخرجات الاردنيات ومن اهمها قضية التمويل موضحة ان وزارة الثقافة تقوم بالدور المطلوب منها، لكن الموازنة عالية جدا ونحن بحاجة لتمويل اكبر، وايضا مشكلة التفرغ فالمــــرأة الاردنية غير متفرغة للعمل في مجال الاخراج وذلك لكثرة المسؤوليات والتي تقع علي عاتقها في الداخل والخارج، داعية لضرورة مساعدة المرأة وتمكينها ومنحها القليل من التحرر من القيود المحيطة بها والاهتمام بتعليمها لان هذا ما يعطيها القوة للتحرك والوقوف بجانبها ومساندتها. وعلي المخرجة ان لا تستند إلي موهبتها فقط وانما يجب ان تقرنها بالدراسة والمتابعة في المسرح والسينما والتلفزيون وان تكون علي اطلاع ودراسة بالفنون التشكيلية والجرافيكية وان تكون علي علاقة مع الواقع وما يحدث فيه والانتباه للظواهر والمشاكل التي تحدث وتتكرر فهي مواضيع الافلام. وتضيف دروزة ان الحياة في تغـــير كبير ونحن بحاجة لاعادة بناء الادوار بين الرجل والمرأة وعمل دراسات من قبل اختصاصيين لمواجهة الحياة المعاصرة الجديدة والمشاكل التي تظهر سواء اجتماعيا واقتصاديا ودينيا وسياسيا ودراسة الحروب وكيف تؤثر علي الحركة والحراك الاجتماعي، مبينة من وجهة نظرها ان المهرجانات المسرحية ليس لها دور في التوعية الثقافية بالشكل والقدر المطلوب داعية لان تكون هناك توعية تحتية باختيار مجموعة متميزة ومتفرغة والعمل علي تأسيسها وبنائها في شتي المجالات (اخراج، تأليف، تمثيل) ومساعدتهم بشتى الوسائل دون اغفال الجانب المعرفي المرتبط بالثقافة السينمائية العامة والمتخصصة وتدريبهم من اجل بناء سليم منذ بدايته وعلي اسس صحيحة.