Friday 5th of September 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Sep-2025

صفقة جزئية استسلام كامل

 الغد

إسرائيل هيوم
 نداف هعتسني
حملة الاستسلام لحماس ارتدت في الأيام الأخيرة ملابس تمويه جديدة. مروجو "الصفقة" يحاولون تشويش معنى الخطوة الفتاكة ويعدون بأننا دوما سنتمكن من العودة إلى القتال وإلى الحسم. هم يطلبون وقف الدبابات الآن، إلغاء تجنيد الاحتياط، الانسحاب تقريبا حتى خط الغلاف والتنازل عن حسم المعركة مع حماس. يحاولون إخفاء الحقيقة بأنه لا يوجد فشل تام أكثر مما يسمى "صفقة جزئية". ومن لا يتجاهل الواقع– يفهم بأن هذا إما الآن أو أبدا، نصر بقوة أو خسارة تامة.
 
 
المعطيات غير قابلة للتلاعب. بخلاف "الصفقة" الجزئية الأولى، فان المنحى المقترح الآن، منحى ويتكوف لن يجمد الوضع بل سيجبرنا على أن ننسحب حتى خط 6 أكتوبر تقريبا. وهكذا، فاننا ليس "فقط" سندفع ثمنا لا يطاق بمئات المحررين، لا يكفي أن نمنح العدو توقف انتعاش، انتظام وتسلح، بل سنضطر الى الانسحاب من تلك الـ 70 في المائة من أراضي القطاع التي أعدنا احتلالها، بعد الانسحاب/ الصفقة السابقة. بعد أن نكون قد دفعنا على إعادة الاحتلال دماء جنود اكثر بكثير من عدد المخطوفين الأحياء.
وإذا رغبنا في استئناف القتال بعد الهدنة، للعودة الى الخطوط التي نستولي عليها اليوم، سندفع الثمن بعشرات آخرين من الجنود القتلى على الأقل. وماذا سيكون عندها الاحتمال لإنقاذ مخطوفين آخرين؟ صفريا حقا. والأهم – هل يتصور أحد ما حقا أن من ناحية دولة سنتمكن عندها من فتح جولة جديدة من الحرب؟ ائتماننا الدولي يوجد في أواخر عهده ولم يتبقَ سوى حفنة لمعركة أخيرة وحاسمة.
حقيقة أن دونالد ترامب يعطينا الآن ضوءا أخضر، وعمليا يحثنا على الحسم، هي مثابة معجزة. لكن بعد التوقف التالي هو الآخر سيوقفنا مثلما فعل في إيران. إسرائيل ستكون مطالبة بان تتوقف تماما، توقفٌ معناه استسلام. سنضطر لأن نوافق على استمرار وجود العدو وإعادة تأهيله على خط الغلاف. والأخطر– سنثبت المبدأ في أنه يوجد سلاح سحري يهزمنا في كل مرة، مخطوفون. خطفنا عشرة إسرائيليين وعطلنا بدون مشاكل الدبابات، الطائرات والاستخبارات. المعنى الإستراتيجي – الآخرة.
هذه المفاهيم واضحة بحيث أنه لا يمكن فهم سلوك رئيس الأركان وبعض من كبار رجالات جهاز الأمن. ضمن أمور أخرى من الصعب أن نهضم محاولة زمير، في جلسة الكابنت هذا الأسبوع، الدفع بكل ثمن نحو "صفقة جزئية"، والتي من مثله يجب أن يفهم الاستسلام الكامل فيها. ليس واضحا المضمون. إذ حسب وزراء حضروا المداولات أدار زمير حملة ترهيب للوزراء، مثل تلك التي تسرب إلى جزء من وسائل الإعلام.
لقد بدأ هذا بالطبع بتهديدات بأن المخطوفين سيموتون وكأن إسرائيل لم تحرر في الماضي مخطوفين بوسائل عسكرية الى أن استسملت. لكن الذروة جاءت عندما حذر رئيس الجيش من مس بسكان غزيين كـ "ضرر جانبي" من الهجوم. ونذكر – يدور الحديث عن رعايا عدو طولبوا بالإخلاء واختاروا البقاء في ميدان المعركة. هل يحتمل أن يكون المجرمون من اليسار المتطرف ممن أفسدوا ساحات بيت رئيس الأركان قبل أسبوع في أن يزرعوا فيه بعضا من أفكارهم.
وفضلا عن ذلك– لم يتوقف رئيس الأركان عن التلويح والتحذير من أن من شأننا أن ننزلق إلى حكم عسكري. مقلق أنه يستصعب الاستيعاب بأن الغزيين تغيروا وأن هذا على الإطلاق ليس تخويفا بل وعدا. إذ في الظروف الحالية لا مفر من السيطرة على كل القطاع– عسكريا ومدنيا. هذا هو الطريق الأمني الوحيد للنجاة فضلا عن الخطط الإبداعية للرئيس ترامب. صحيح حتى اليوم رئيس الجيش ملزم بأن يستوعب بأن الحكم العسكري الإسرائيلي في غزة وفي الضفة والذي كان قائما حتى كارثة أوسلو، كان الأرخص والأكثر نجاعة من ناحيتنا – بالجيوش، بالمصابين وبالمال.