Tuesday 5th of August 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Aug-2025

من فك الارتباط إلى 7 أكتوبر

 الغد

 إسرائيل هيوم
 ايال زيسر 3/8/2025
 
 
 
شكل فك ارتباط إسرائيل عن قطاع غزة في 2005، وقبل ذلك، الانسحاب أحادي الجانب من الحزام الأمني في جنوب لبنان في أيار 2000، نقطة انعطافة في تاريخ النزاع الإسرائيلي – العربي، وهما رفعانا إلى الطريق التي أدت إلى هجمة في 7 أكتوبر.
 
 
يمكن الجدال في المنطق الذي قبع خلف هاتين الخطوتين، اللتين في أساسها الإيمان الهزيل بأن حماس وحزب الله معنيان بالهدوء ولن يلاحقانا بعد الانسحاب. لكن لا شك بأن الشكل الذي أخرجتا فيه هاتين الخطوتين إلى حيز التنفيذ، هروب بلا اتفاق وتحت النار بث رسالة انثناء واستسلام بل وأخطر من هذا – أقنع أعداءنا بأنه يمكن كسر قوة إرادتنا، وإنه تحت ضغط هجمات الإرهاب فاننا نحن سنكون من نتراجع أولا.
حتى ذلك الحين كان دارجا بالذات الافتراض بان النزاع الإسرائيلي – العربي يتقدم نحو حله، والدليل – في التسعينيات خاضت إسرائيل مفاوضات للسلام مع كل أعدائها، بل إنها وقعت مع بعض منهم اتفاقات سلام. نقطة منطلق الطرف العربي في النزاع كانت رفض مصمم للاعتراف بحقنا في الوجود وإيمان عميق بأن تصفية إسرائيل هي "ضرورة تاريخية" بل هدف قابل للتحقيق. غير أنه بمرور السنين، وحتى وإن كان بلا مفر، بدأ العرب يسلمون بوجود إسرائيل.
حرب الأيام الستة، وبعدها حرب يوم الغفران، هما اللتان شقتا الطريق للسلام لأنهما قوضتا إيمان العرب بأن نصرهم في المعركة مضمون. فقد تبين لحكام العرب بأنهم إذا كانوا يريدون أن يستعيدوا الأراضي التي فقدوها في أثناء الحربين، وإذا كانوا يريدون الوصول إلى قلب بل وإلى جيب الولايات المتحدة لأجل التصدي للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية الداخلية، فإن عليهم أن يتوصلوا إلى تسوية سلمية مع إسرائيل.
غير أن الإيمان بأن ليس للعرب مفر غير إقامة سلام مع إسرائيل تعرض لضربة قاسية في العام 2000، عندما انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان بعد أن فشلت في محاولاتها إنزال الهزيمة بحزب الله وفرض تسوية سلمية على لبنان. بعد خمس سنوات من ذلك، في آب 2005 عادت إسرائيل ورفعت علما أبيض، عندما انسحبت من قطاع غزة في ضوء هجمات لا تتوقف من حماس.
لا غرو ان زعماء حزب الله وحماس سارعوا إلى عرض الانسحابات الإسرائيلية كنقطة انعطافة تاريخية في تاريخ الصراع الإسرائيلي – العربي، إذ افلحوا في أن يحققوا ما لم تفلح فيه أي دولة أو أي جيش عربي في الماضي – طرد إسرائيل من أرض استولت عليها دون أي شرط أو مقابل، فما بالك دون أن يتعهد الطرف العربي بالتوقيع معنا على اتفاق سلام. العكس هو الصحيح: منظمات في غزة وفي لبنان أوضحت لنا بأنها ستواصل الصراع ضد إسرائيل حتى بعد الانسحاب. بل إنهم تباهوا في أنهم أفلحوا في إيجاد المفتاح لهزيمة إسرائيل – كون المجتمع الإسرائيلي شعبا مدللا، مجتمع لم يعد يمكنه أن يتحمل ثمن خسائره، ومطالب بأن يحمي أمنه.