((إسرائيل الكبرى)).. وهم سياسي يصطدم بصلابة الأردن
الراي - راشد الرواشدة وطارق الحميدي وليالي أيوب وايمان النجار -
توالت ردود الفعل الشعبية والرسمية المنددة لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول ما أسماه بـ«رؤية إسرائيل الكبرى»، حيث اعتبرتها فعاليات أردنية تصريحات متطرفة وتحريضية تعبر عن أوهام عبثية، وخرقاً فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة من قبل رئيس حكومة متطرفة، مشددة على أنها لن تنال من الأردن ولا من حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وأكد الأمين العام لحزب البناء الوطني، الدكتور بركات عوجان، أن تصريحات نتنياهو تمثل محاولة يائسة لإضفاء شرعية على أطماع توسعية تتناقض مع الحقائق التاريخية، وتشكل تهديداً لأمن واستقرار المنطقة. ووصف هذه المزاعم بأنها «أحلام سياسية مبنية على روايات ملفقة»، تهدف إلى تبرير استمرار الاحتلال وعرقلة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأضاف: «الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا ومصر تشكل جزءاً أصيلاً من الوطن العربي، وسيادتها وأمنها خطوط حمراء، وإسرائيل الكبرى كما يحلم بها نتنياهو هي سراب سياسي، لن تغيره أي مزاعم دينية أو تاريخية».
من جانبه، عبر نقيب المهندسين المهندس عبدالله غوشة، عن استنكار النقابة الشديد لهذه التصريحات، واصفاً إياها بانتهاك صارخ للقانون الدولي، وكاشفاً عن أطماع توسعية مرفوضة تماماً.
وأكد أن تلك المواقف العدوانية تعكس عزلة حكومة الاحتلال أمام الرأي العام العالمي بسبب عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني.
وشدد على دعم النقابة للموقف الرسمي الصلب الذي يعبر عنه جلالة الملك عبدالله الثاني، وولي عهده الأمين، مؤكداً أن الأردنيين سيظلون ثابتين خلف القيادة ولن تؤثر فيهم هذه الأوهام التوسعية.
من جهتها، أدانت نقابة الأطباء التصريحات واعتبرتها دليلاً جديداً على طبيعة المشروع الإسرائيلي التوسعي، الذي يهدد الأردن وفلسطين والمنطقة بأسرها.
وطالبت الحكومة باتخاذ موقف دبلوماسي حازم وتفعيل أدوات الضغط السياسي والقانوني، داعية إلى توحيد الصفوف الوطنية لمواجهة هذا التهديد.
بدورها وصفت نقابة المحامين، تصريحات نتنياهو بأنها قائمة على «خرافة تلمودية» حول وطن مزعوم يمتد من النيل إلى الفرات، مشيرة إلى أن هذه العقلية المتطرفة تكشف عن نوايا استعمارية، معتبرة أن السلام بالنسبة للاحتلال مجرد مرحلة مؤقتة لإعادة التموضع وتحقيق الأطماع.
وأكدت النقابة أن الأردن سيبقى عصياً على هذه المؤامرات، بفضل وحدة شعبه وحكمة قيادته، مشددة على أن دعم صمود الشعب الفلسطيني هو خط الدفاع الأول عن أمن الأردن.
من جانبها، اعتبرت الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع تصريحات نتنياهو مجرد أوهام توسعية عقيمة، مؤكدة أن الأردن سيبقى صامداً بفضل قيادته الهاشمية وشعبه الواعي وقواته المسلحة وأجهزته الأمنية.
كما شددت جماعة عمان لحوارات المستقبل على أن وحدة الصف الداخلي والتمسك بالهوية الوطنية وعمقها العربي والإسلامي، هو السلاح الأمضى في مواجهة الأطماع الإسرائيلية.
وفي السياق ذاته، أكدت بلدية مؤتة والمزار وبلدية الأغوار الجنوبية، أن هذه التصريحات المنفصلة عن الواقع لن تغير من الحقائق التاريخية والقانونية الراسخة، ولن تنال من الموقف الأردني الثابت في الدفاع عن السيادة الوطنية، مشددة على أن الأردن، قيادةً وشعباً، سيبقى متمسكاً بكامل حقوقه ورافضاً لأي محاولة للمساس بأرضه أو تشويه تاريخه.
من جهة اخرى، أكد محللون وخبراء أردنيون أن تصريحات نتنياهو الأخيرة مناورة بائسة تكشف عن أزمة داخلية يحاول تصديرها للخارج، مؤكدين أن الأردن عصي على التهديدات ويمتلك من أدوات القوة ما يجعله قادرا على التصدي لأي تهديدات والمحافظة على ثوابته تجاه القضية الفلسطينية.
وأكد الخبير الدكتور جودت مناع، لـ$، أن المشروع الإسرائيلي يشكّل خطرًا غير مسبوق على الدول العربية، داعيًا إلى تحالف إقليمي فعّال لردع هذه المخططات، خاصة في ظل تجاهل الاحتلال لردود الفعل الدولية.
وحذر مناع من خطة الاستيطان «E1» التي يقودها اليمين الإسرائيلي المتطرف لتقسيم الضفة الغربية، ما يُقوّض «حل الدولتين»، داعيًا إلى تعزيز الجهود العربية، خصوصًا من الأردن ومصر والسعودية، لمواجهة التهديدات الإسرائيلية.
وفي السياق ذاته، أكد المحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة، أنه من المهم توسيع دائرة الإدانة لهذه التصريحات، والعمل على الضغط على الاحتلال، مع اتخاذ خطوات تمنع تكرار مثل هذه التصريحات أو التصرفات من قبل حكومة الاحتلال.
ونبّه إلى أن من أقدم على تدمير قطاع غزة ويقود ميليشيات مسلحة من المستوطنين الإرهابيين تهاجم المدنيين في الضفة الغربية، لن يتورّع عن توسيع عدوانه في ظل غياب القانون الدولي، والتحدّي الذي نشهده لمحكمتَي العدل والجنايات الدوليتين، معتبرًا أن نتنياهو لا يعمل وحده في رسم الخطط العسكرية وتنفيذها، بل تسانده جماعات المستوطنين التي تتمدّد سيطرتها على الضفة، بما فيها القدس.
وأوضح أن المطلوب هو الحذر وأخذ تصريحات نتنياهو على محمل الجد، وهو ما يستدعي تطوير خطط الدعم العربية والإسلامية للشعب الفلسطيني من خلال الشرعية الفلسطينية، لأن أي تداعيات خطيرة في فلسطين المحتلة ستلحق الضرر بجيرانها العرب وتمنح نتنياهو الفرصة للاستمرار في خططه العدوانية.
من جهته، قال رئيس لجنة الإعلام والتوجيه الوطني في مجلس الأعيان، العين محمد داودية، إن تصريحات نتنياهو تعكس غضب الساسة الإسرائيليين واستياءهم من مواقف الأردن بقيادة جلالة الملك في نصرة الأشقاء في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفضح جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في المحافل الدولية.
واعتبر المؤرخ الدكتور سلطان المعاني، تصريحات نتنياهو، جزءا من سردية إسرائيلية تسعى «لشرعنة» مشروع توسعي استيطاني مخالف للقانون الدولي.
من جانبه، رأى المحلل السياسي، حمزة العكايلة، أن تصريحات نتنياهو ليست سوى مناورة بائسة تهدف لحرف الأنظار عن أزماته الداخلية، مؤكدا أن الأردن بتلاحم قيادته وشعبه، ورصيد دبلوماسيته المتجذر، يبقى سدًا منيعًا أمام تلك المناورات.
بدوره، أكد الخبير الأمني والسياسي الدكتور حسين السرحان، أن الأردن ليس في موقع رد الفعل، بل في موقع الفعل والتأثير، مستندًا إلى شرعية تاريخية، وموقف سياسي وأخلاقي متماسك، وتلاحم شعبي متجذر، ليبقى رقمًا صعبًا في معادلات المنطقة، ودرعًا صلبًا في الدفاع عن فلسطين والحق العربي.
وأدان بيان مشترك صادر عن 31 دولة عربية وإسلامية تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بشأن «إسرائيل الكبرى»، معتبرًا إياها انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وتهديدًا للأمن القومي العربي.
كما أدان البيان خطة الاستيطان في منطقة «E1» وتصريحات وزير مالية الاحتلال الرافضة للدولة الفلسطينية، مؤكّدًا أنه لا سيادة لإسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة.