الغد
إسرائيل هيوم
بقلم: اللواء احتياط غرشون هكوهن
ليس مفاجئا أن الحرب مع إيران انتهت بشك وبنصف عمل فقط. هكذا هو الحال مع نهاية الحرب. فبنو البشر يتوقعون بشكل طبيعي تماما، أن تكون الحرب التي انتهت هي الحرب الأخيرة.
حين يتبدد الغباب بلا ضمانة للإزالة المطلقة بتهديد الحرب تنبعث أصوات النقد على حرب انتهت في وقت مبكر. في نهاية الحرب العالمية الثانية أيضا، استسلام غير مشروط لألمانيا في قلب برلين، حذر تشرشل من التهديد السوفييتي المتعاظم في ظروف نهاية الحرب ووجد صعوبة في أن يسلم بسيطرة الاتحاد السوفييتي على بولندا، مثلما على كل باقي دول شرق أوروبا. الجنرال باتون الأميركي أيضا لم يسلم بوضع النهاية للحرب. أحيانا يبدو بالفعل أن الدوافع للحرب انتهبت مع السنوات مع بعد الحرب. هذا ما يحاولون أن يرونه مواطنو أوروبا الغربية. لكن هناك أيضا توجد نظرة أخرى.
في العام 1996 رافق في الجولان زيارة لرئيس الاستخبارات الألمانية BND شخص ذو قامة كان أيضا د. في الثيولوجيا. في أثناء الجولة اهتم بأسئلة عديدة عن الصهيونية والإيمان. عند الوداع قال لي شخصيا "بودي أن احذركم. لا تتوقعوا هنا سلاما أوروبيا. عندنا حاليا يوجد هدوء. هذا صحيح، لكن في العام 1945 قتل كثيرون، الأرض كانت مضرجة بالدماء، الآن يستريحون. والاستراحة تسمى سلاما. حاليا لا يوجد في أوروبا نزاع. لا على المقدرات، لا على الأراضي والولادة تنخفض. لكن إذا كان نزاع جدي فسيقاتلون من جديد. هنا في محيطكم يوجد نزاع متعدد الأبعاد وهو ديني أيضا. عدد السكان يزداد، المقدرات تنقص، فكيف فكرتم في أن تقيموا هنا نظاما أوروبيا؟". كانت هذه زاوية نظر شخص لم يخش التعبير عن واقعية سياسية. منذ الحرب في أوكرانيا، في أوروبا أيضا تغير الوضع.
بعد يوم من احتلال إيلات، في العام 1949، مع نهاية حرب الاستقلال، أصدرت دائرة التعليم في الجيش الإسرائيلي منشورا تضمن أقوالا لبن غوريون "طالما لم ينتهِ خطر الحرب في العالم، والغير يرفع سيفا على الغير سيكون واجب علينا أن نضمن سلامة الدولة بقوة السلاح الإسرائيلي". لقد أنهى بن غوريون حرب الاستقلال بعلم واضح بأن تهديد الحرب سيبقى قائما.
في هذا الجانب، فإن الوضع الأساسي للوجود البشري هو بالذات عدم الاستقرار. فإذا ما نشأ للحظة استقرار، فهو نتيجة توازن آني، مثل لحظة هدوء على وجه البحر. وحتى الانتصارات في المعركة لا تلغي خطر الحرب التالية.
يمكن لنا أن نتشجع من أن الحرب انتهت بإنجازات غير مسبوقة لدولة إسرائيل. صحيح أنها لا يمكنها أن تضمن إلغاء وضع القتال مع أعداء إسرائيل، لكن دولة إسرائيل تحفزت ببطولة وعلمت أعداءها عظمة قوتها وروحها.
إن مفهوم الحرب لدى زعماء محور المقاومة، استند إلى رؤية المجتمع الإسرائيلي كخيوط العنكبوت. في أثناء كل أشهر الحرب منذ 7 أكتوبر، وبالتأكيد في الأيام الأخيرة، هذه النظرية انهارت. الأعداء لم يتخلوا عن حلمهم بإبادة إسرائيل، لكنهم على وعي بأنهم في الظروف الجديدة الناشئة هم مطالبون بفهم جديد للحرب. وفي هذه الأثناء يوجد أساس للأمل في أن تحظى دولة إسرائيل بفترة شفاء للترميم، الازدهار والأمن.