التهديد قائم.. لكن من الحكومة الإسرائيلية
الغد
هآرتس
بقلم: يوسي كلاين
الآن نحن الدولة العظمى النووية الوحيدة في المنطقة (حسب منشورات أجنبية). اصبع بن غفير قريبة أكثر من أي وقت مضى من الزر الأحمر، لذلك فانه يمكن الافتراض بأن كل المنطقة توجد في خطر وجودي. الدولة التي تسعى للحرب وترفض السلام وتمتلك قدرة نووية، هي خطر على جيرانها. ما هذا، هل نحن نعرض السلام العالمي للخطر؟. نعم، وهاكم التفاصيل.
يمكن سماع صوت البحر في "موكب الجنون" لرفيف دروكر. لديه الأمور هي استراحة كوميدية، يمكن أن تتلخص بثلاث كلمات وهي الاحتلال، الطرد والاستيطان.
التهديد الوجودي يحافظ على اليقظة والانتباه. هو يزيد اعتمادنا على الحكومة، ويرسلنا إلى الجلوس صبح مساء أمام التلفزيون في انتظار التعليمات. التهديد الخارجي يلغي التهديد الداخلي. التهديد الوجودي يعرض للخطر نمط حياتنا. ما هو نمط الحياة المرغوب لدينا؟ هذا يعتمد على من تسأل. يوجد لسموتريتش رأي يختلف عن نمط الحياة المرغوب فيه عن رأي بهراف ميارا، لكن التهديد الوجودي أكثر أهمية.
التهديد الوجودي مفروض علينا من الأعلى. لا توجد لدينا أدوات لفحص إذا هو حقيقي أم مجرد دعاية كاذبة. إيران كـ "تهديد وجودي" تم قبوله كحقيقة. لم نسأل ولم نشكك. لم نفحص من أين جاءت هذه الثقة بأن إيران تريد القضاء علينا. وإذا سألنا فانهم يوجهوننا إلى خطابات آيات الله. خطابات آيات الله؟ لو أخذنا بجدية كل ما قاله يسرائيل كاتس (أمرت، وأصدرت التعليمات) في الشهر الماضي لكان يمكن القول بثقة بأننا نهدد العالم. ولكن نحن صمتنا. أملنا ان لا يسألوا الى أي درجة نحن نهدد العالم بسلاح يوم القيامة.
لكن التهديد الوجودي يوجد داخلنا، مع وقف إطلاق النار وبدونه. هو تهديد مجتهد ودائم. لا يتوقف ويتمسك بالهدف. التهديد هو بنيامين نتنياهو. هو الذي فعل مزرعة أجنحة الفراشات التي انتهت بقتل عشرات الآلاف. طالما انهم يوجدون هنا فان التهديد الوجودي قائم.
كيف يمكن تشخيص التهديد الوجودي؟. بالنسبة للمقطوعين عن الواقع يصعب تشخيصه. ونحن مقطوعون عن الواقع. الاستوديوهات مقطوعة عن الواقع.
جنرالات كبار السن يتحدثون هناك بعيون لامعة عن قنابل ذكية. لكن ما يهمنا نحن هو الملاجئ، كسب الرزق والتعليم. الدمار في فوردو لم يعوض عن الدمار والموت في بات يم. الحرب هي إجمال للجبهة الداخلية، الاقتصاد والسياسة، لكن في الاستوديوهات استقبل موت الثلاثين مواطنا وتدمير الممتلكات والمباني كثمن مقبول على الرأي الذي يقول بتأجيل تخصيب اليورانيوم لسنتين.
في الاستوديوهات يحاولون أن نتعود على حرب استنزاف طويلة على نار هادئة. وتحويل الدمار الى ظاهرة طبيعية، مثل رياح الخماسين في الصيف والأمطار في الشتاء. من المفاجئ أن القناة 12 تستمر في عرض صور الدمار في بئر السبع ورمات افيف. هذه ليست الرواية التي نريد قصها على انفسنا. هذا يملي "الحدث التاريخي". لقد نشرنا بأن إيران مقطوعة وان النظام يسيطر على الرواية – أيضا لدينا الأمر ذلك. النظام لدينا يسيطر على الرواية. أيضا نحن نتعلق برواية عميت سيغل، المرتبط بمن يعرفون. الحكومة تريد تطبيع واقع غير طبيعي. لكن من غير الطبيعي الخروج من الملاجئ وكأنه لم يكن هناك 7 أكتوبر، أو انه لا يوجد جنود يقتلون عبثا، أو مخطوفين يتم التخلي عنهم وتركهم ليموتوا.
من المريح أكثر الوعد بحرب خالدة من التعهد بإنهاء حرب. في دولة سليمة الحكومة تعمل على تقصيرها. المواطنون العاديون يطالبون بوقفها، الأمر لدينا ليس كذلك. نحن نخاف من أن نظهر وكأننا لا نشارك في الفرحة الكبيرة بـ "الحدث التاريخي" (نوافق على استمرار الحرب في غزة بيأس واستسلام). عندما قالوا لنا: يا لكم من شعب عظيم، صامد!، نحن صمتنا. فقط قمنا بهز الذيل وصلينا كي لا يسقط الصاروخ علينا، بل على غيرنا.
نحن ما زلنا بانتظار النصر المطلق، النصر المطلق سيأتي عندما نقتل (نصفي) الجميع. نقتل في غزة، في طهران، في نابلس وفي دمشق. اكتشفنا الجمال الذي يوجد في القتل وسهولة ذلك. عرفنا الى أي درجة هي غنية مهمة الجلاد. كم هي عميقة نقاشات الموجودين على المنصة عندما يناقشون قتل (تصفية) خامنئي. عندنا لا يقتلون بشكل عشوائي. يقتلون بحكمة، باعتبارات أخلاقية وليس قبل التشاور مع بن غفير. إذا كنا نقتل فلماذا لا نواصل بهذا الزخم؟ وماذا بشان ميكرون المثير للغضب؟.