Saturday 11th of January 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jan-2025

كلمة السنة المناسبة هي الانبطاح

 الغد-هآرتس

بقلم: أسرة التحرير   10/1/2025
 
وفرت أكاديمية اللغة العبرية هذا الأسبوع اقتراحا لعالم الأحلام للديمقراطية البيبية مثلما في كل سنة، قبيل "يوم العبرية"، الذي يحتفل بيوم ميلاد محيي اللغة اليعيزر بن يهودا، طلبت الأكاديمية اقتراحات من الجمهور كي يختاروا "كلمة السنة". استجاب الجمهور بحماسة للدعوة وعلى رأس الكلمات التي اقترحت للاختيار كانت "الاهمال". لكن الاكاديمية تجاهلت اختيار محبي اللغة العبرية وشطبت الكلمة من المنافسة ومثلها أيضا كلمة "صفقة".
 
 
وعللت الاكاديمية الرقابة بـ "ابداء مسؤولية جماهيرية" و "منع مناكفة سياسية على منصة رسمية". الرسالة من خلف المعاذير واضحة: عدم إعطاء شرعية واحترام للتعبير الذي يتماثل في الخطاب الجماهيري، وعن حق، مع مسؤولية رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو عن قصور 7 أكتوبر والمعاناة المتواصلة للمخطوفين في غزة. واذا كان، استمرارا للاهمال، يواصل نتنياهو وشركاؤه في الائتلاف الاعتراض على الصفقة لاعادة المخطوفين، فان الاكاديمية تشطب أيضا كلمة "صفقة". وبالطبع "الانقلاب" الذي لعله سيغضب القاموسي السابق يريف ليفين، الذي وجد له امس شريكا جديدا – قديما في رحلته عديمة الكوابح لتدمير الديمقراطية، جدعون ساعر. باسم التوازن شطب أيضا شعارا نتنياهو، "انبعاث" و "نصر مطلق"، لكن "كخطوة" بقيت في المنافسة. كلمة "مخطوفون" ابقيت بالذات ربما لان شطبها من المنافسة مع ذلك سيبدو مبالغا فيه وعسيرا على الهضم حتى لمؤيدي النظام.
أحيانا تكفي كلمة واحدة لرواية قصة كاملة، وقرارات اكاديمية اللغة العبرية توفر اطلالة على مستقبل يسعى نتنياهو ومساعدوه اليه: تطهير الخطاب الجماهيري واللغة بعامة من تعابير نقدية تجاه الحكم. فلماذا الحديث عن الإهمال، حين يكون ممكنا القول بدلا منه "مسؤولية". ولماذا "صفقة"، التي هي في نظر نتنياهو ووزرائه تعد كخضوع لحماس، اذا كان ممكنا الهتاف لـ "البطولة"؟ هكذا سيبدو البث الجديد في عالم أحلام رئيس الوزراء: سلسلة لا تتوقف من الثناء وتعابير التمجيد للزعيم وعقيلته، مثل "وزارة الحقيقة" من كتاب "1984" لجورج اورويل او التلفزيون السوري في عهد الأسد. في منظار اورويل كانت الحرب سلاما، اما في منظار نتنياهو فالاهمال هو مسؤولية.
أكاديمية اللغة العبرية هي جسم مهني، أعضاؤه مبدعون، مترجمون وباحثو لغة وأدب عبري يعينون لكل أيام حياتهم. من الصعب أن نتخيلهم يتلقون تعليمات في رسائل قصيرة مع الكثير من علامات التعجب من سارة نتنياهو. ومع ذلك، فقد عملوا لإرضاء الحاكم وتجميل الواقع بروح تناسبه، بالضبط مثل نشطاء "آلة السم" البيبية في الشبكات الاجتماعية. خسارة فقط أن كلمة السنة المناسبة لهم، "الانبطاح" لم تصل هذه المرة إلى نهائي المنافسة.