Thursday 30th of January 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jan-2025

تحولات في إسرائيل مع قدوم ترامب

 الغد

معاريف
 
بقلم: زلمان شوفال  28/1/2025
 
بعد نحو أسبوع فقط من أداء الرئيس ترامب اليمين القانونية نشهد منذ الآن ولايات متحدة مختلفة – مختلفة عنها برئاسة بايدن ومختلفة أيضا عن تلك التي عرفناها تحت رؤساء جمهوريين سابقين. في عدد لا يحصى من المراسيم الرئاسية التي وقع عليها، في التعيينات التي أجراها وفي تعيينات سابقة ألغاها، أشار ترامب إلى الأميركيين وإلى العالم كله: هذا ليس فقط تغييرا بين إدارتين، هذا تحول، وخاصة في المواضيع الداخلية، الهجرة، الصحة، الثقافة وما شابه.
 
 
في موضوع السياسة الخارجية ما يزال من الصعب التحدث عن التحولات الثورية. ففي مواضيع معينة، كالصين، كفيل  بأن يكون استمرارية أكثر مما هو تغيير. في مواضيع أخرى، في سياقات دولية مختلفة، يتوقع ترامب تبادلية أكبر، وفي موضوع الناتو سيشترط استمرار التزام أميركا بالمنظمة بمشاركة مالية أكبر من الأعضاء الآخرين فيها. في خطاب كفاحي مصور أمام المؤتمر الاقتصادي السنوي في دافوس، لم يوفر ترامب التحذيرات لروسيا، لكندا، لبنما وللدانمارك – لكن لسبب ما، غاب عن أقواله تطرق إلى إيران، وهذه نقطة يجب أن تثير الاهتمام بإسرائيل، التي يقف الموضوع الإيراني في مركز جدول أعمالها السياسي الأمني.
السؤال هو هل الولايات المتحدة راهنا بعهد ترامب، ستكون شريكة لإسرائيل، بوجوب العمل عسكريا ضد طهران، لأجل سد طريقها إلى القنبلة وكبح توسع هيمنتها. إيران في الولاية الحالية لترامب ليست تلك التي كانت في ولايته السابقة. خططها الإقليمية الأمنية تحطمت كنتيجة للإنجازات العسكرية والاستخبارية لإسرائيل ضد حزب الله ووكلاء إيران الآخرين وكذا في أراض لإيران نفسها. ومثلما يعتقد مثلا أريك ادلمان، الخبير الأمني الشهير في الموضوع الإيراني، وموظف كبير في إدارة الرئيس بوش، فإن الإيرانيين أكثر هشاشة اليوم مما كانوا في الماضي. وكنتيجة لذلك، وعلى خلفية وضعهم الاقتصادي المتهالك سيكون ممكنا كبح ميولهم العدواني حتى من دون عملية عسكرية، من خلال ضغط اقتصادي وسياسي مركز.
في كل حال، يتعين على الرئيس ترامب أن يقرر قريبا الخط السياسي الأمني الذي سيتخذه: فهل، مثلما سبق أن قال في شهر أيلول (سبتمبر): "سيكون علينا أن نعقد صفقة" لأن "نتائج التحول النووي الإيراني ليست ممكنة"، أم ربما سيحاول التوصل مع إيران إلى اتفاق نووي جديد وأوسع بدلا من اتفاق أوباما المليء بالثقوب والذي ألغاه ترامب في ولايته الأولى. أم ربما سيسير الرئيس في طريق ضغط شامل في كل المجالات، بما في ذلك إمكانية العمل العسكري"؟
جواب ترامب على سؤال صحفي إذا كان سيؤيد هجوما إسرائيليا على المنشآت النووية لإيران كان انه "يامل الا تكون حاجة لذلك". وإن كان هذا الجواب يمكنه أن يفسر كتهديد على إيران، لكن أيضا كإشارة ثنائية القيم لإسرائيل. بعض الجهات السياسية والإعلامية في إسرائيل كادت تخرج عن أطوارها في توقعاتها من إدارة ترامب في الأشهر الأخيرة. وفقا لمعظم المؤشرات، فإن ترامب وفريقه هم بالفعل مؤيدون أقوياء لإسرائيل وسبق أن أثبتوا هذا في قرارات إيجابية عدة. تحرير القنابل الثقيلة التي أخرها بايدن هو أهمها وهو أيضا تهديد واضح لإيران. لكن ينبغي أن نتذكر أيضا أن ترامب هو من يقرر الأمور، وإذا ما غير رأيه في مثل هذا الموضوع أو ذاك، فإن أحدا في فريقه لن ينبس ببنت شفه.
في إسرائيل ينصب الاهتمام الأساس هذه الأيام بشكل طبيعي على مصير المخطوفين والثمن الباهظ للصفقة مع حماس. لكن ردود أفعال إسرائيل على المأساة في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، أنشأت لها نصرا استراتيجيا على إيران ووكلائها وكنتيجة لذلك تحظى مكانتها كقوة عظمى عسكرية وسياسية في الشرق الأوسط باعتراف عام متجدد، سواء من جانب أعدائها أم من جانب أصدقائها.
لقد ضغط ترامب القرار صفقة المخطوفين ووقف النار ليس فقط، كما يهمسون في محيطه، لأنه يريد أن يحصل على جائزة نوبل للسلام، هو يريد ذلك أساسا كي يدفع قدما باتفاق إقليمي شامل بين إسرائيل والعالم العربي والإسلامي، تحت المظلة الأمنية الأميركية. لهذا ستوجه الجهود السياسية العملية للرئيس في الفترة القريبة المقبلة. كما أن هذا هو هدف إسرائيل، وخاصة هدف رئيس وزرائها.
كنتيجة للخليط بين إنجازات الجيش الإسرائيلي وعودة ترامب، تقف إسرائيل بالفعل أمام إمكانية تحول سياسي، أمني واقتصادي، حيوي وواسع النطاق. يحتمل أن يفترض هذا رفع درجة حتى في مواضيع سياسية أخرى.