Saturday 20th of September 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Sep-2025

زوهر يحارب الثقافة بدلا من تشجيعها

 الغد

هآرتس
بقلم: أسرة التحرير
 
بدلا من الوقوف في احتفال توزيع جوائز أوفير للاكاديمية الإسرائيلية على السينما، الذي عقد قبل يومين، لتقديم الاحترام لهذا المجال الذي يؤتمن عليه واحترام منتجي السينما والتلفزيون، اختار وزير الثقافة والرياضة، ميكي زوهر، إعلان الحرب عليهم. 
 
 
وفي الغداة نشر زوهر بلاغا لوسائل الإعلام هاجم فيه فوز الفيلم الذي نعته بـ "المعيب" وقال إن الفيلم يؤيد للفلسطينيين، ويعرض "بشكل سلبي جنود الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل". كما أشار زوهر إلى أن الفيلم الفائز، "البحر" يعرض "جنودنا الأبطال بشكل مهين وكاذب".
هذه الصياغات تعرض موقفا مفزوعا ومدافعا، بل وتكشف زوهر كمن يحسم ويقرر حقائق (مغلوطة) دون أن يتكبد عناء مشاهدة الفيلم. لو أنه كان شاهد الفيلم – للمخرج شاي كرميلي بولاك، الذي فاز بجائزة اوفير للفيلم الأفضل – لكان يعرف، بأن ممثل الجيش الإسرائيلي في الفيلم هو جندي، يمشط باصا وفيه أطفال فلسطينيون يصل إلى حاجز عسكري.
 الجندي يفحص قائمة المسافرين ويوضح للمعلم المسؤول، بأن أحد الأطفال، بطل الفيلم، لا يحق له الدخول إلى أراضي إسرائيل لأنه ليس لديه تصريح. هذا الجندي مؤدب للغاية: فهو يشرح بهدوء ما هي المشكلة، يستخدم كلمة "لو سمحت". يصف المعلم الفلسطيني "أخي". مشهد قصير آخر يعرض مواجهة بين راشقي حجارة فلسطينيين وجنود.
فهل عرض كهذا لجندي من الجيش الإسرائيلي هو "مهين وكاذب"؟ هل مشاهد كهذه تعرض "بشكل سلبي جنود الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل"؟ هل فيلم مثل "البحر"، الذي يروي عن طفل فلسطيني من قرية قرب رام الله، يحلم لأن يرى البحر لأول مرة في حياته هو فيلم "معيب"؟
يمكن الادعاء بأن الواقع معيب والاحتلال معيب، لكن بالذات في فيلم "البحر" فإنهما يعرضها بشكل مقتصد ورقيق. أما القول إن الفيلم هو "رواية فلسطينية خطيرة"، "تشهر" بجنود الجيش – فهو قول سخيف. إذا كان الوزير يريد أن يكنس موضوع الاحتلال تحت البساط ويقدم عرضا عابثا يقضي بأنه غير قائم – فليعترف بذلك.
ولكن وزير الثقافة والرياضة لم يتوقف هنا بل سارع للتهديد، بأنه ابتداء من السنة القادمة ستتوقف وزارته عن دعم احتفال جوائز اوفير، "الاحتفال المعيب الذي يبصق في وجه جنودنا الأبطال"، على حد تعبيره.
الآن بالذات، عندما يعلن آلاف من أناس السينما في العالم بأنهم يقاطعون صناعة السينما الإسرائيلية، عندما ترفض مهرجانات وموزعون دوليون بث أفلامها وعندما تكون الصناعة المحلية تنازع الحياة كي تنجو بغياب استثمارات من الخارج كان يمكن لنا أن نتوقع بأن يقف وزير الثقافة إلى جانب فرع السينما وألا يقاتله. لكن يبدو أنه في اسبرطة الكبرى، المنطق مختلف. 
في "اسبرطة الكبرى" الحرب هي الحل المطلق، والكذب هو الحقيقة، وعندما تضج المدافع، فإن الحوريات مطالبة بالصمت.