سوشيال ميديا-

 

طروب العارف

 

 

كلمة «لاحقًا»، بالنسبة للعديد من الآباء، هي كلمة بسيطة ومحايدة وقد وجدعالم النفس الإكلينيكي روبين كوسلوفيتز،  هذا الموضوع مهمًا وبيَّن إنه عند استخدامها بشكل صحيح، فإنها لا تتجاهل احتياجات الطفل، بل تعلمهم الصبر والتنظيم العاطفي والثقة.

 

وفي الوقت نفسه، بَيَّنَ أن الآباء الذين يحملون ندوب جروح الطفولة ويتمثل بعضها برفض احتياجاتهم أو حيث أدى طلبهم شيء ما إلى الغضب أو الرفض يعتبرون أن كلمة "لاحقًا" كانت تعني لهم التسويف.  لذا، نجدهم يكافحون لعدم استخدام هذه الكلمة مع أطفالهم وغالبًا يقدمون وعدًا غير مُعلن لأبنائهم: لن نجعلكم تشعرون أبدًا بالطريقة التي شعرنا بها. 

 

وهنا أضاف أنه بينما يُشعِر هذا الوعد الأبناء بالحب، يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية إذا استخدم بطريقة خطأ منها أنه يؤجج ذكريات التجاهل التي مروا بها وقد يبدو وكأنه وعد لا يمكن الالتزام به وبأنه مجرد كلام وقتي.

 

 

قبل أن ندخل في موعد استخدام هذه الكلمة، هناك شيء حاسم يجب تَذَكُّرُه: وهو أن كلمة "لاحقًا" يجب أن تُستَخدَم فقط إذا جاء "لاحقًا" حقًا،  وإذا أهملنا تطبيقها فسيصبح وعدًا فارغًا وتكون النتيجة تقويض الثقة بدلاً من بنائها. 

لذا، إن كنتم تظنون أنه لن تتمكنوا من فعل أي أمر، فلا تقولوا "لاحقًا" وشدد أننا يجب ألّا نكذب أبدًا على الأطفال وأضاف اننا عندما نستخدمها فيجب أن تعني شيئًا ويجب أن تكون حقيقية.

 

 بعض الظروف التي تستدعي قولها: 

- للرغبات اليومية على سبيل المثال إن طلب بسكويت قبل العشاء فأخبروه أن هذا سيكون لاحقًا بعد العشاء وبالفعل ليحدث هذا.

- لشراء ألعاب جديدة: وعندها اذكروا أن شراء هذه اللعبة لا يمكن في الوقت الحالي لكنكم ستتحدثون عن الموضوع لاحقًا لمعرفة متى الوقت المناسب. وهنا عليكم إيجاد الوقت والجلوس مع الطفل والتحدث عن الموضوع. 

-  إذا كنتم تشعرون بالإرهاق ورغب الطفل في اللعب معكم وعندها قولوا للطفل “أحب اللعب معك!  لكن في الوقت الحالي، أحتاج إلى إنهاء ما أنا بصدد عمله، وسنلعب "لاحقًا"، وأوفوا بالوعد. 

 

ختامًا، قوة "لاحقًا" ليست في الكلمة نفسها، بل في الثقة التي تبنيها فعندما يتعلم أطفالنا ذلك، فإنهم يشعرون بالأمان ويتطور عندهم الصبر والتنظيم العاطفي والثقة. واعلموا أن هذه الكلمة السحرية تعمل فقط إذا التزمتم بوعدكم. أما إذا لم يكن الأمر كذلك، فهذه كذبة - ولا يجب أن نكذب أبدًا على الأطفال كما أن هذه الكلمة البسيطة تضع حدودًا وتهدئ الأطفال وتعلم الصبر (دفعة واحدة).