Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jun-2019

فريدمان و”صفقة القرن”* محمد سويدان

 الغد-صحيح أن “صفقة القرن” التي تسعى من خلالها الإدارة الأميركية إلى تصفية القضية الفلسطينية، تترنح جراء الكثير من العوامل والظروف..إلا أنها لم تمت بعد، بالرغم من الرفض الفلسطيني والأردني والعربي والعالمي لها ولأهدافها.

نعم، موعد اعلان الصفقة قد تأخر بسبب عدم تمكن بنيامين نتنياهو تشكيل حكومته اليمينية التي من خلالها ستطبق الادارة الأميركية هذه الصفقة، ولكنها لم تتراجع عنها، بل هي تسير في تطبيقها أولا بأول، كما فعلت سابقا، ولاتلتفت للمواقف الرافضة لها.. فهذه الإدارة تعتقد أنها قادرة على تنفيذ الصفقة، وفرض الأمر الواقع على الجميع دون استثناء، خصوصا أن كيان الاحتلال هو الذي سينفذ بنودها كاملة، فيما ترى الإدارة الأميركية، أن الأطراف المعنية الأخرى (وهي بالمناسبة الأساسية في القضية الفلسطينية) لن تستطيع ايقاف هذه الصفقة، وستضطر للتعامل معها نتيجة ضغوط سياسية واقتصادية أميركية عليها.
وبهذا السياق، نفهم التصريحات الصحفية الأخيرة للسفير الأميركي لدى كيان الاحتلال ديفيد فريدمان التي قال فيها إن من حق إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة في العام 1967.
فالإدارة الأميركية، وكما فعلت في السابق، لم تنتظر حتى إعلان تفاصيل صفقة القرن، فقامت بتنفيذ بعض من أهم بنودها التصفوية، ونقصد بذلك، اعترافها بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال، والاعتراف بشرعية المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، ووقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاحئين الفلسطينيين (الأونروا)، تمهيدا لتصفيتها.
ويبدو، من التصريحات الأخيرة للسفير الأميركي في الكيان والذي أطلق الفلسطينيون عليه لقب ” المستوطن الأميركي”، أن الادارة الأميركية، في طريقها لدعم خطوة إسرائيلية لضم المستوطنات لكيانها، دون الالتفات مرة أخرى للمواقف الرافضة لمثل هذه الخطوة الاخيرة التي ستدمر حل الدولتين المقر دوليا لحل القضية الفلسطينية.
من الواضح، أن ما يهم الإدارة الأميركية في “صفقة القرن” ليست الحقوق الفلسطينية، فهذه الحقوق غير موجودة في صفقة القرن، والحديث يدور حول تحسين الظروف الاقتصادية للفلسطينيين دون أي حقوق سيادة على أرض الضفة الغربية؛ فالادارة الأميركية مهتمة في صفقة القرن، بتحقيق مصلحة كيان الاحتلال وأهدافه، وهي لذلك تقوم بكل الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك.
من التجربة، فإن الإدارة الأميركية، ستواصل تنفيذ الصفقة دون الاعلان عن بنودها. فهذا الأمر لايهمها كثيرا، لاسيما أنها تقوم بتنفيذها على أرض الواقع. وحينما ستعلن عن بنودها، ستكون طبقتها كاملة، باستثناء ما تقول إنها بنود تخص الجانب الفلسطيني(الجوانب الاقتصادية من الصفقة).. عندها، لايهمها إذا ماوافق الفلسطينيون عليها أم لا.. فالصفقة كما هو حاصل الآن قائمة. إن افشال الصفقة، يكون بفعل حقيقي على الأرض.. هنا لاتكفي الادانة أو الرفض اللفظي، وإنما فعل شعبي ورسمي فلسطيني وعربي واسع.