Saturday 13th of December 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Dec-2025

بناء الطيب صالح لرواياته في دراسة جديدة لهناء خليل
الدستور - إبراهيم خليل -
 
في يوم من أيام الفصل الثاني من العام الجامعي 2008/ 2009 جاءتني مؤلفة هذا الكتاب د. هناء عمر خليل لأقترح عليها موضوعا للدكتوراه، وأن يكون في الرواية، لأنها كانت قد درست في الماجستير موضوعا قريبا منه وهو نجيب الكيلاني روائيا بإشراف الدكتور مصطفى عليان في الجامعة الهاشمية. وكنت أحد مناقشي الأطروحة التي حظيت بالإجازة، ومنحت الدرجة على وفق الإجراءات الجارية. وكان الطيب صالح (1929- 2009) الذي يوصف من باب الثناء والتقريظ – عليه رحمة الله - بعبقري الرواية العربية قد توفي قبل أيام في 18 شباط - من العام نفسه، فلم يتبادر لذهني ساعتئذ موضوع غير موضوع الطيب. فقلت لها بمنتهى القول، وصفوة  الحديث، هذا كاتب توفاه الله بعد أن أنجز ما وعد، وأصبح موضوعا مناسبا لهذه الأطروحة الموعودة. فالطيب أعماله منشورة، وبين أهل الدراسة والبحث متداولة مذكورة، وما كتب عنه من مقالات ودراسات معروفة ومألوفة، أما ما سيُكتب عنه في مقبل الأيام، وقادم الأعوام، فلستِ مسؤولة عنه. ولا تثريب عليك إن لم تلمي به الإلمام الدقيق، ولقيَ المقترح منها حسن القبول.
 
غادرتُ الجامعة في العام نفسه في بدء السنة الجامعية التالية 2009/2010 إلى الرياض للتدريس في جامعة الملك سعود، فأبى رئيس القسم إذ ذاك أن تواصل المؤلفة إعداد أطروحتها بإشرافي ما دُمتُ قد أجِزْتُ إجازة تفرغ علمي، مع العلم أن التعليمات - في ذلك الوقت - لا تمنع ذلك، وبعد لأيٍ، وتردّد، ومماطلات لا تنقصها التهديدات، اضطرت لاستبدال المشرف. لكن المشرف الجديد لا صلة لتخصُّصه بالرواية، ولا بما يتصل بها من دراسات، وبحوث، وآراء، ومناهج في التحليل، والدراسة، فكانت مضطرّة لإطلاعي على ما تكتبه عن طريق البريد الإلكتروني، فأقرأ لها ما تكتبهُ مشيرًا للتعديلات، أو الإضافات، ثم تقوم من جانبها بما هو مطلوب. وهذا بطبيعة الحال يزيد من ثِقَل الأمر عليها، ويضيفُ لهذا الثقل صعوباتٍ معقّدة، لأن التوضيح عن طريق الكتابة ليس كالتوضيح عن طريق المشافهة المباشرة.
 
نوقِشَتِ الرسالة في نهاية الأمر، ومُنحت الدرجة التي تستحق، وبقي عليها أن تعيد النظر فيما كتبَتْه ليغدو في صورة الكتاب المنشور، والرّق المسْطور، لأن الكتاب ليس كالرسالة، فهو نصٌ يطلع عليه القاصي والداني، والمتخصّص الذي يعاني من أمر الرواية ما يعاني. فقَبْل النشر يقتصرُ قراؤه على أعضاءُ لجنةٍ لديهم الحد الأدنى الافتراضي من التبحُّر في الموضوع، لكنَّ الكتاب لا يتوقع أن يقتصر قراؤه على هذه الطبقة من الراسخين في العلم بالرواية، والخبرة في تحليلهم لخطابِ الحكاية. وتبعًا لذلك كان الأولى بالمؤلفة، والأحرى، أن  تعيد النظر، وأن تبسّط المتوعّر، وتجْبُرَ فيه المستقيمَ، والمتَكسِّر.
 
وجهة النظر:
 
ومن حقّ المؤلفة أن تبدأ البحث في بنية الطيب صالح لرواياته كعرس الزين، أو موسم الهجرة، أو بندر شاه، بالحديث عن وجهة النظر. بيد أن هذا التعبير له أكثر من دلالة، وأكثر من معنى. فوَفْق السياق قد يعنى مغزى الحكاية الذي قصده الكاتب، ورمى إليه. وفي سياق آخر قد يُقْصدُ به الموقع الذي يحتله الراوي -  السارد - الذي يروي الحوادث، فهلْ هو على مسافة بعيدة منها أم قريب، وهل يرويها في أثناء وقوعها أم بعده، وهل هو أكثر إلماما وعلمًا بالمجريات من بعض الشخوص، أم أقل منها؟ وفي سياق آخر تحتملُ وجهة النظر تحديدَ شكلٍ مُعيَّنٍ (تقنية) تُتَّبع في البناء، وتُسمى زوايا النظر point of view أي تعدُّد أنظار الشخوص في رؤيتهم للمجريات تبعا لمواقعهم في السرد، مثلما نجد ذلك واضحًا في رباعية الإسكندرية لدارييل، وفي ميرامار لنجيب محفوظ، وفي رواية رجال في الشمس لغسان كنفاني، والحربُ في برِّ مِصْر للقْعَيِّد، وغيرها الكثير. وفي بعض الدراسات يطلق على هذا البناء وصف رواية « تعدد الأصوات»وللتلاوي كتاب عن الرواية بهذا العنوان. والصحيح، الذي لا مِرْية فيه، ولا جدال، أن الرواية كيفما كتبت لا جرم أنّ فيها تعدُّد أصوات، لكون الحوار – أو رواية الحدث، أو المشهد الواحد، لا مفرَّ فيه من الإصغاء لصوتِ أحد الشخوص، لأنَّ المؤلف المختفي وراء هاتيك الأقنعة يحاول رواية الحدث بنبرة هي نبرة المتحدَّثِ عنْه، أو المتحدَّث معه، وهو موضوع المتوالية السردية، أو لها علاقة به مباشرة.
 
الراوي:
 
وتتجاوز بنا المؤلفة هذا الإشكال المصطلحي إلى تناول الراوي، وموقعَهُ، وتاثيرهُ، في شكل البنية، فتؤكد أن الرواي في «عرس الزين» يمثل نوعًا من الرؤية الأحادية، خلافا لرواية «موسم الهجرة إلى الشمال» ففيها تتعدد الوجوه، وتختلف الأصوات، ما بين محيميد ومصطفى سعيد وجين موريس وآخرين. وهذا التعدُّد يبلغ ذروته في رواية» بندر شاه – ضَوّ البيت» ذات الطابع الحواري (البيليفوني) إذ ينتظمها خط سيرٍ مركبٍ تتشابكُ فيه الأصواتُ تشابُكَ الإيديولوجيّات، مما يُسفر عن حضورٍ باهتٍ للمؤلف طغت عليه، وعلى صوتهِ، أصوات الشخوص.
 
الزمن:
 
ومع أن الحديث عن الراوي مستقلٌّ في العادة عن الزمن، إلا أنَّ المؤلفة عالجت هذه الإشكالية بالتصدي لبناء الزمن في رواياته باقْتدار ملحوظ. فمنها ما يغلب عليها الزمن الدائري، وما يغلب عليها التوازي، ومنها ما يغلب عليها الخط التصاعدي، أو الذَرَويّ، فإذا تجاوزنا استحضار مصطفى سعيد في موسم الهجرة، وتوقفنا إزاء الراوي محيميد، لاحظنا جَرَيانَ الزمن في خط مستقيم متدرّج من الماضي إلى  الحاضر المستقرّ نسبيًا، فقد تراجع الاهتمام بالأول لصالح الثاني باستشراف آفاقه المستقبليّة الواعدة. ولأنَّ رواية «بندر شاه» تعتمد زوايا النظر، جاءَ الزمن فيها ذا سيرورة متوازية الخطوط، فالاسترجاع المتكرّر يقابله تركيزٌ على الحاضر متكرّر، والتداعيات التي يستعاد فيها الماضي من باب التذكر ثمة أخرى تتكئُ على الحنين، والرغبة، في حاضرٍ متّئِدٍ، تبدو صورته غائمةً، عائمة. لكن الزمن يحتاج لتصوراتٍ أخرى؛ فهو قد يبدو لدى بعض الروائيين سَريعًا، ولدى آخرين بَطيئًا، وقد يبدو الزمن في رواياتٍ متحكما بالنسيج اللفظي للرواية، وفي أخرى لا ظلالَ لهذا. وللزمن مظهرٌ بيولوجي، فبعض الشخوص في الرواية يشيخون مع أنهم بدأوا فيها فتيةً، أو شبّانا، وبعض الأطفال يغدون مع سيرورة الأحداث يافعينَ وشبابا، وربما يكتهلون. وبعض الروايات ينسجم فيها الزمنُ مع دورة عقارب الساعة، وفي بعضِها الآخَر يقدِّمُ الكاتب الساعة ويؤخِّرُها على وفق الزمن النفسي للشُخوص. وهذا مما يؤكدهُ الكاتبُ عن طريق الراوي، أو عن طريق التمثيل بالأفعال، ليبرهن لنا على أنّها رواية تقوم على مبدأ محاكاةِ الواقع، خلافا لتلك التي تعتمد على سردٍ غرائبي، أو عجائبي.
 
المكان:
 
وقد اعتاد دارسو الرواية، سواءٌ منهم من يكتبون رسائلَ جامعية، أو من هم نقادٌ محترفون، أنْ يتناولوا في بنية الرواية المكان؛ على أساس أنَّ الرواية، مثلما لا تخلو من الزمان، لا تخلو من المكان. فمثلما كتبَت روائية تقول على لسان أحَدِ الشخوص: « المكانُ هو نحْن « كذلك يعتنق الروائي هذا المبدأ مُكرَها أو مطيعًا، لأنّ القارئ لا يستطيع تخيُّل ما يُحكى له، ويُروى، من وقائع وحوادث، إلا إذا وُضعت في إطار من  الزمان والمكان. وفي روايات الطيب صالح ثمة شيء لا نجده في غيرها. وهو تناوبُ المكان المحلي في السودان، وغيرالمحلي، وهو لندن. وهذا لا نجده إلا في رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» مما يذكــّرنا بروايات عربية كرواية «الحي اللاتيني» لسهيل إدريس، و «عصفور من الشرق» لتوفيق الحكيم، و بعض روايات جبرا : كالسفينة، وصيادون في شارع ضيق، وغيرها. ولكن المؤلفة أعفَتْ نفسها من المقارنات، واستوقفتنا عند بعض الخصائص السردية للأمكنة: كالمغلقة؛ مقهى، بيت، والمفتوحة: شارع، شاطئ البحر، مدينة، مثلا. وبعض الأمكنة ذات الصفة المتدرِّجة، والعكسية. وفي رواية الطيّب المذكورة يلاحظ أنَّ المكان وُظّف توظيفًا موفقًا في التعبير عن ثقافيين مختلفين، وعن مستويين حضاريين متباينين. وعن سياسة يمثلها المستعمِر ، والمستعمَر، وعن الفارق بين بشرةٍ سوداءَ، وأخرى بيضاءَ، أو شقراءَ. فالمكان في هذه الرواية يعُدُه بعض الدارسين خلفيةً مليئةً بالعلاماتِ المثيرةِ لنوازع الانتقام: انتقام المستعْمَر من مُستعْمِره.
 
علاوة على هذا كله، لا يخلو المكان - روائيا - من وظيفة جمالية لا تُشعر القارئ بمصداقية التخييل، ودلالاته على الواقع، فحسب، ولكنها تخاطُب لديه الشعور الدافئ بالأمان، والاطمئنان، في بعض الأمكنة، وفي أخرى بالتوْقِ لرؤية الكون كما لو أنه لوحة رُسِمت بريشة فنانٍ ضليعٍ باستخدام الألوان، ومزجها، على النحو الذي يحتاج إليه المتفَنّن.
 
الشخصيات:  
 
تَجمَعُ المؤلفة في هذا الكتاب بين طرائق عدة في تحليل بنية الرواية، أولاها الطريقة التقليدية لدى رواد النقد الروائي؛ كهنري جيمس، وفورستر، وبرسي لوبوك، و إدوين موير، وإيان واط. ثم طرائق البنيويين من مثل رولان بارت، وتودوروف، وفلاديمير بروب. وانتفعَتْ كذلك بنهج جيرار جانيت في تحليله لخطاب الحكاية، وتركيزه اللافت على المفارقة السردية، والفرق بين « القصّة « وملفوظ الحكاية. وأما عن الشُخوص فحاولت الإفادة من نهج غريماسGreimas العامِلي، ومُربَّعهِ السيميائي.
 
فالشخصية، أما شِريرة أو خيّرة، مساعدة أو مُثبّطة. والعلاقات بين الشخوص قد تكون علاقة تضاد، أو توافق، أو اقتضاء. وهي لا تفتأ تستخدم المصطلحات التي تنمُّ على الدور المنوط بالشخصية كالفاعل، والمفعول، والمرسل، والمرسل إليه، والمساعد، والمعيق. وهذا الجانب، شبه النظري في الكتاب، استغرق نيفا و20 صفحة قبل أن تشير لما تتصف به شخصية مصطفى سعيد في موسم الهجرة. أو الزين في رواية عرس الزين. وشخصية محيميد بصفته راويا، ثم تنتقل مرة أخرى للنظرية، فتقفُ بنا عند مدلول الشخصية من ص 251- 274 ثم إلى وظائفها.
 
وظائفُ الشُخوص:
 
وفي هذا السياق تبدي اهتمامًا بكلٍّ من مصطفى سعيد، والزين.. فمحجوب في موسم الهجرة يتولى مهمَّة التشجيع، ومصطفى سعيد يتولى مهمة الخروج على التقاليد، ومحيميد: الدهشة حيال ما يرى، ويسمع، عن الحياة في لندن. ولكل من حَسْنَة، وَوَدّ الريّس، وظيفة. والزين تتجلى وظيفته في الرعونة، والجبروت. وهذا لا ينفي أن بعض الشخوص لا تذكر إلا من جهة أنها عالة على شخصية أخرى. ولا ينفي أيضا وجود شخصيات رئيسية، وبارزة، وفاعلة، في رواياته، وأخرى ثانويَّة.
 
ومن ص 286- 328 تتناول دلالات  الشخوص، على وفق النموذج العاملي عند غريماس. وهذا النموذج يتضح للقارئ من ترسيمها لشخصية سيف الدين في «عرس الزين» وموضوع التوبة، مثلما يتضح من ترسيمها لشخصية إمام المسجد، ونِعْمة.
 
اليتيم الغريب:
 
وكعادة الكثير من  الدراسين تنظُر المؤلفة في لغة الرواية لدى الطيب صالح بعد أن تنتهي من جل ما عرض لها من مشكلات تتناول مستويات الفنّ الروائي، إلا اللغة، مع أنَّ الرواية في أساسِها تعبيرٌ باللغة عما ليس لغة. فنحن الآن نتكلم عن الزمن، وعن المكان، وعن الزين، وعن مصطفى سعيد، ومحيميد، وجين موريس، ولندن، وغيرها من أمكنة، ومن أحْداث تقع في أوقاتٍ وأزمنة. وهي ليست لغة أنما تحيلنا اللغة إليها، فالأوْلى بنا، والأحْرى، أن نضع الاهتمام بها في المقام الأوَّل، لا الأخير. لكنْ من ظلم الأقدار للغة أنها، وهي التي تضطلع بخلق العمل الروائي بوصفها أداة  التعبير، لا تظفر في الدراسة إلا بنَصيبِ اليتيمِ الغريب. وهنا نجد المؤلفة تولي المستويات اللغوية بعض الاهتمام. فللسرد لغته، وللحوار لغتُه، وللوصف لغته، وفي كلٍّ يحاول الكاتب الاقتراب من طبيعة الأداء الذي تتجلى فيه هاتيكَ المستويات، فقد يقترب من العامية في الحوار، ويبتعد عنها في غيره كالسرد والوصف. وقد يقترب من الإنجليزية، أو من غيرها، وقد تكون الجملة لديه مجزأة، وفي موقع آخر مسبوكة سبْكا في استقامة نحوية، ولسانية، لا تخفي ما لديها من نغمة، وقد يلجأ للشاعرية في مواقف، لا سيما تلك التي تقتربُ به من موضوعاتٍ تتطلب استثارة القارئ.
 
صفوة القول هي أنّ الكتابَ الذي يقع في نيف و 400 ص اختُصِر منه الكثير، و كان من الممكن أن يُختصر اختصارًا أكثر، وأن تُحذف منه الجوانب النظرية المفرطة في التجريد، فالقارئ يفتقرُ، وهو يقرأ هاتيك الجوانب، لمناخ حكائي يضعُهُ في أجواء الروايات التي هي مَوْضع الدراسة. وهذا مما يقع فيه الدارسون كثيرًا، فيتجاهلون وضع القارئ في أجواءِ القصة، فيبدو، مع شغفه بقراءة المادة، كالتائه الذي لا يعرف أين هو، ولا أين يتجه. الشيء الذي تجنبه دارسو الطيب، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: أحمد سعيد محمدية في كتابه « الطيب صالح عبقري الرواية العربية» وجلال العشري في دراسة بعنوان زوربا السوداني و البحث عن الذات الأفريقية. وجورج سالم في دراسته موسم الهجرة إلى الشمال في سياق المغامرة الروائية العربية. ورجاء النقاش في دراسة بعنوان الطيب صالح عبقرية روائية جديدة. وسيد فرغلي في مقال الطيب صالح في لندن، وعبد الله جلاب في: الطيب صالح في موسم الهجرة وصراع الشمال والجنوب. وعثمان حسن أحمد: القرية في عرس الزين. وعلي الراعي في مقال: موسم الهجرة إلى الشمال زغرودة طويلة للحياة، وكنجز إيميس: عرس الزين والحياة على ضفاف النيل (مترجم) ولمحيي الدين صبحي دراستان، أولاهما عن قصص الطيب القصيرة(دومة ودّ حامد) والثانية بعنوان: موسم الهجرة إلى الشمال بين عطيل وميرسو، وهي دراسة تغلب عليها المقارنة. فميرسو المذكور هو الغريب في رواية البير كامو. وسيد حامد النساج: بانوراما الرواية العربية ص 142- 252 ومحمد حسن عبد الله « الريف في الرواية العربية» ص 143 وفوزي الزمرلي في «شعرية الرواية العربية» (2007) ص ص 361- 460 وحسن المودن: « المونولوج الداخلي في موسم الهجرة إلى الشمال» وهو فصل في كتابه عن المونولوج في الرواية العربية (2009). ولفايز عثامنة بحث عن  تقنيات السرد في موسم  الهجرة (2018) ولأحمد بدوي كتاب الطيب صالح صدر عن جامعة كمبردج 2010 ومحمود الزاهي هو الآخر أصدر كتابا عن الطيب صالح وتفتيت العالم 2024 . وعبد المنعم عجب: عوالم الطيب صالح 2010 ولعبد القادر شريف بحث بعنوان الكذب والجنس أداتا انتقام في موسم الهجرة 2006 وفتح الرحمن  الجعلي: الغرابة في شخصيات عرس الزين 2020 وشنتوفي ميلود: الذات الأخرى في موسم الهجرة إلى الشمال 2017 وهادف السعيد: قراءة في موسم الهجرة للطيب صالح 2018. وللراحل محمد شاهين(1) كتاب بعنوان «تحولات الشوق»1993 تناول فيه رواية «موسم الهجرة» مقارنا بينها وبين عدد من الروايات؛ كرواية الأحمر والأسود للفرنسي ستاندال، ورواية قلب الظلام للبريطاني جوزيف كونراد، ومرتفعات وذرنج للروائية إملي برونتي، وبعض روايات رديارد كبلنغ، وغيرها من روايات عربية كعصفور من الشرق لتوفيق الحكيم، وهو كتاب نوَّه إليه، وأشاد به، شيخ النقاد المعاصرين المرحوم إحسان عباس.
 
***
 
1.انظر كتابنا الشعر والجنون وقضايا أخرى، ط1، عمان: دار الخليج، 2025 ص 112- 113