الغد
هآرتس
بقلم: ليزا روزوفسكي 12/12/2025
الولايات المتحدة تتطلع إلى غزة واحدة وموحدة، يتم حكمها من قبل الغزيين أنفسهم. هذا ما قاله مؤخراً لعدد من الدبلوماسيين الغربيين أرييه ليتسون، المبعوث الأميركي، الذي من شأنه أن يخرج إلى حيز التنفيذ خطة ترامب في قطاع غزة.
ليتسون، الذي يوصف أحياناً بأنه مستشار ويتكوف، يتواجد في العادة في إسرائيل ويتعامل مع السلطات الإسرائيلية والشركاء الدوليين للولايات المتحدة، والمطلعون على نشاطاته هناك يعتبرونه المسؤول عن الاتفاقات والقرارات التي يُعهد إلى مركز التنسيق الأميركي في كريات جات بتنفيذها. وتتناقض تصريحات ليتسون مع أقوال رئيس الأركان إيال زومير في هذا الأسبوع، التي أشار فيها إلى أن الخط الأصفر الذي يعبر قطاع غزة ويقسمه إلى قسمين: قسم خاضع للسيطرة الإسرائيلية وقسم خاضع لسيطرة حماس، هو الحدود الجديدة.
بشكل عام، تؤكد الولايات المتحدة على عزمها على الانتقال إلى المرحلة الثانية في أسرع وقت، ولا يتوقع أن تعرقل إسرائيل هذا الأمر. وقد أعرب دبلوماسي غربي في حديثه مع "هآرتس" عن ارتياحه لعدم اشتراط الولايات المتحدة أو إسرائيل إعادة جثة المخطوف الأخير المتبقي في غزة، ران غويلي، من أجل الانتقال إلى المرحلة الثانية.
وقبل الإعلان الرسمي عن الانتقال إلى المرحلة الثانية، أي قبل الإعلان عن تشكيل مجلس السلام الذي وعد به ترامب في بداية السنة القادمة، تسعى أميركا بجهد للحصول على موافقة حماس على نزع سلاحها.
ويمارس ممثلوها ضغوطاً كبيرة على الوسطاء في هذا الشأن، الذين بدورهم يدفعون قدماً بضغطهم على حماس. وحسب دبلوماسي عربي فإن الوسطاء – مصر وقطر وتركيا – يضغطون على حماس من أجل الموافقة على نزع سلاحها ونقل السلطة في غزة إلى لجنة تكنوقراط فلسطينية تتولى إدارة شؤون القطاع اليومية.
معنى موافقة حماس هو أن مجلس السلام يمكنه تسلم مفاتيح غزة كاملة، ويستطيع تعيين قوة دولية (آي.اس.اف)، التي سيحصل الجنود فيها على ضمانة مهمة بألا يكون مطلوباً منهم مقاتلة حماس. في هذا الوضع فإن المجلس وقوة الاستقرار حقاً سيتمكنان من إدارة غزة، حتى لو كان نقلها إلى أيديهم – سواء من يد حماس أو من يد الجيش الإسرائيلي الذي سيضطر إلى الانسحاب من الخط الأصفر وفي المستقبل أيضاً من الممر الأمني – سينفذ على مراحل.
حسب معرفتنا في حالة التوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع القادمة، سيتم الإعلان عن مجلس السلام، ومعه سيأتي الانتقال إلى المرحلة الثانية. في هذه الحالة سيقتصر دور المجلس مبدئياً على إدارة النصف الشرقي في قطاع غزة الذي يخضع حالياً لسيطرة إسرائيل. وإذا تحقق هذا السيناريو فيُتوقع أن يتم تنفيذ خطة بناء "تجمعات سكنية آمنة" للفلسطينيين شرق الخط الأصفر، التي ما زالت قيد النقاشات والإعداد، بسرعة. وغير معروف إذا ما كان سيتم تشكيل قوة دولية في مثل هذا السيناريو، وإذا ما كان الجيش الإسرائيلي سينسحب من أجل إفساح المجال للقوة شرق الخط الأصفر.
في غضون ذلك بدأت ملامح الغموض المحيطة بهيكل وتكوين مجلس السلام تنجلي بالتدريج. من المتوقع أن يتألف المجلس من ثلاثة مستويات: يشارك دونالد ترامب وعدد من الزعماء العرب والغربيين في قمته. أما المستوى الثاني فستكون فيه اللجنة التنفيذية التي من المرجح بشدة أن تضم ستيف ويتكوف وجارد كوشنر، المقربين من ترامب، ورئيس وزراء بريطانيا السابق طوني بلير، والمبعوث الأممي السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي مالادينوف، الذي شغل في السابق منصب وزير الدفاع في بلغاريا ويترأس حالياً أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في أبو ظبي، ورجل الأعمال الأميركي – الهندي، ورئيس البنك الدولي أغاي بانغا. من المفروض أن يكون وجود بانغا في المجلس بمثابة ضمانة ضد الفساد، ولضمان عدم انقطاع التمويل عن إعادة إعمار قطاع غزة. إضافة إليهم يُتوقع أن يشارك رجال أعمال آخرون لم يتم الكشف عن أسمائهم بعد في اللجنة التنفيذية.
ستضم اللجنة التنفيذية موظفين يُتوقع أن يكونوا مسؤولين بشكل يومي عن التنسيق مع لجنة التكنوقراط الفلسطينية. وسيتم توجيه الأموال إلى غزة بواسطة اللجنة التنفيذية، كما يُتوقع أن تمر المشاريع الكبيرة لإعادة إعمار القطاع من خلالها.
في غضون ذلك، في قطاع غزة يكتظ عشرات آلاف النازحين في خيام متداعية، يرتجفون من البرد وينامون على فراش مبلل. وبينما يتحدثون من شرفات ناطحات السحاب عن إعادة إعمار واسعة النطاق، ما زالت لا توجد على أرض الواقع أي فرصة حتى لإدخال خيام ذات هياكل معدنية متينة – ناهيك عن الكرفانات – إلى القطاع. وترفض إسرائيل هذا الأمر بذريعة أن المواد التي تُصنع منها هذه الخيام والهياكل يمكن استخدامها لأغراض مزدوجة، وبالتالي، يمكن أن تخدم حماس.
وسواء كان هذا سببًا وجيهًا أو ذريعة، فإن الافتراض السائد هو أن هذا الموقف، المدعوم فعليًا من أميركا، من غير المرجح أن يتغير إلى حين توافق حماس على نزع سلاحها والتخلي عن موقعها في قيادة الحكم في النصف الغربي لغزة.