سوشيال ميديا-

 

طروب العارف |

 

يتعلم أطفالنا عن الحب أولاً وقبل كل شيء من القصص الخيالية التي يسمعونها والمسلسلات التلفزيونية أو الأفلام التي يشاهدونها، لكن هل تعكس هذه أصدق تعبير عن هذه المشاعر؟  على الأرجح لا.

 كآباء، ستجدون هذا الموضع مٌستغربًا .ولهذا  فيا حبذا لو اطلعتم على 9 دروس عن الحب نشرها خبراء في موقع بابا ميل لمعرفتها  وتعليمها لأطفالكم، فهم بحاجة إليها. 

 

عندما يبكي أطفالكم لأن صبيًا أو فتاة أخرى تضايقهم، لا تقولوا لهم «هذا لأنه يحبك». حتى لو كان هذا صحيحًا، فلا ينبغي النظر إلى هذا السلوك على أنه طريقة عادية للتعبير عن المودة. إذا شرحتم لأطفالكم أن هذه هي الطريقة التي يعبر بها طفل عن عاطفته، فسوف يعلمهم فقط أن الإساءة والمشاعر المؤذية هي علامات طبيعية للحب، وبالتأكيد هذا ليس صحيحًا.

 

لعلكم ترغبون أن تمنحوا أطفالك كل الحب في العالم. وعلى الرغم من أن ذلك قد يتطلب جهدًا منكم، إلا أنه يجب عليكم بذل الجهد في تعليمهم لفهم أنه لا يمكنهم دائمًا أن يكونوا الطرف المتلقي. فبقدر ما يستحقون الحب من الآخرين، فإنهم بحاجة أيضًا إلى تعلم التنازل وإظهار الحب للآخرين.

 

 

الحب والاحترام يسيران جنبًا إلى جنب وحتى على مر السنين عندما تبدأ جذوة العاطفة أن تنطفئ، ما يظل موجودًا هو احترام الشركاء لبعضهم البعض. لا يحتاج الأطفال فقط إلى أن يتعلموا كيفية إعطاء هذا الاحترام، ولكن أيضًا يجب أن يحصلوا عليه لأن علاقة حب دون احترام يمكن أن تكون مدمرة وتؤدي إلى الكثير من الألم.

 

 4- حب الذات هو أهم أنواع الحب

 

هناك فرق كبير بين الأنانية وحب الذات، وبينما يحتاجون إلى تعلم كيفية عدم الدوس على الآخرين من أجل مصلحتهم، يجب عليهم أيضًا معرفة كيفية قبول أنفسهم وحبهم لها. لا يحتاجون إلى تغيير أنفسهم ليرضوا الغير، وطالما أنهم أشخاص يعرفون كيف يحترمون الآخرين، فهم بخير. 

 

 

يحتاجون إلى معرفة أنه إذا كانوا يحبون شخصًا آخر، فهذا لا يعني أنه يجب عليهم التضحية بأنفسهم وكل ما هو مهم بالنسبة لهم من أجل هذا الشخص، خاصة إذا طلبوا ذلك.

بالطبع، التسوية مهمة في كل علاقة، وبالتأكيد يحتاجون أولاً إلى يحبوا أنفسهم بشكل عام وخاصة عندما يكونون مع هذا الشخص. وهكذا، سيتعلم الأطفال ذلك بناءً على ما يرونه في علاقتكم كآباء، مع الغير. 

 

 

على الرغم من أننا ذكرنا بالفعل أن الحب لا ينبغي أن يغير من نحن، طالما أنه يجعلنا أفضل، إلا أنه هذا الحب مفيد حيث يساعدنا على النمو كإنسان. يحتاج الأطفال إلى فهم هذا التمييز، بين الحب الذي يجعلهم أشخاصًا أفضل والحب الذي يتطلب منهم التغيير وفقًا لتفضيلات شخص آخر الشخصية.

 

الحب شيء حساس يحتاج إلى رعاية ورعاية مستمرة، مثل النباتات التي تزرعها؛ إن لم تسقها أو توفر لها تربة خصبة، فسوف تذبل. 

بمرور الوقت، يميل الناس إلى اعتبار بعضهم البعض أمرًا مفروغًا منه في العلاقة ولا يبدون أي اهتمام ببعض كما فعلوا في الماضي، وعندما يحدث ذلك، تبدأ العلاقة في الانهيار. لذلك، يحتاج الأطفال إلى معرفة أن الحب طويل الأمد يحتاج المثابرة والصون وأن عليهم المحافظة عليه حتى بعد مرور سنوات كما كانوا يفعلون في السنة الأولى. 

 

تُعَلِّم الحكايات الخيالية وأفلام هوليوود أطفالنا أن الحب يدوم مدى الحياة، لكن الحقيقة هي أن الحب يتلاشى أحيانًا، خاصة في مرحلة المراهقة، وأحيانًا يكون من الأفضل إنهاء العلاقة والمضي قدمًا بدلاً من التمسك بها بقوة. في الوقت نفسه، يجب أن يفهموا أن اللحظات التي قضوها في حب شخص آخر لم تكن هباءً على الإطلاق، بل  كانت دروسًا مهمة علمتهم عن العلاقات للمستقبل، والأهم من ذلك كله، الكثير عن أنفسهم.

 

 

كآباء، ربما تريدون فقط الخير لأطفالكم، ولكن في بعض الأحيان هناك أشياء خارجة عن الإرادة، ويحتاجون إلى فهم أنهم لا يستطيعون دائمًا الحصول على ما يريدون.

يحدث هذا أيضًا في الحب عندما تأتي مشاعر المودة من جانبهم فقط وليس من الجانب الآخر، مما قد يكسر قلوبهم، لكنهم بحاجة إلى تعلم التخلي عن خيبة الأمل المؤلمة. سيكون الحزن أقل إيلامًا إذا علموا مسبقًا أن يتوقعوا هذا الاحتمال، وبالطبع إذا تَلَقوا الدعم في لحظات المعاناة.