Friday 17th of January 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jan-2025

باسم البقاء السياسي

 الغد-يديعوت أحرونوت

بقلم: عوديد شالوم
 
المخطوفون الذين سيتحررون ابتداء من بداية الا سبوع القادم كان يمكنهم أن يكونوا في بيوتهم قبل أكثر من نصف سنة. وليس فقط هم كان يمكنهم. المخطوفون الذين نجوا أشهر طويلة أيضا في لظى انفاق غزة وقتلوا في نهاية الامر على أيدي آسريهم هم أيضا كان يمكنهم ان يكونوا في بيوتهم، على قيد الحياة.
 
 
نادرة هي الحالات التي يلوح فيها سياسي ما، يدعي انه زعيم على المستوى الوطني بحقارته، ويتباهى بها. ايتمار بن غفير هو شخص بلا خجل. ليس فقط هو بلا خجل بل هو أيضا بلا اخلاق يهودية. الكهاني الفاشي الذي اجتهد نتنياهو جدا كي يربطه بسموتريتش في سباق مشترك في الانتخابات كي يمنع خسارة الأصوات لكتلة اليمين، كرر امس ما سبق أن قاله اول أمس: "في السنة الأخيرة بفضل قوتنا السياسية نجحنا في منع تنفيذ هذه الصفقة، المرة تلو الأخرى".
نحن ملزمون بأن نأخذ نفسا بعد سماع هذه الاقوال. لو كنت قريب عائلة لواحد من المخطوفين الذين تبقوا على قيد الحياة في غزة، وبالتأكيد لأولئك الذين قتلوا او توفوا في الاسر، لجن جنوني. ها هو وزير كبير يعترف بصوته، وليس من خلال حديث خلفية او اقتباسات مغفلة على لسان مقربين، بانه استخدم قوته السياسية كي يحبط صفقة كان يمكنها أن تعيد منذ زمن بعيد الإسرائيليين الذين اختطفوا من بيوتهم في 7 أكتوبر. أولئك الذين ذهبوا ليستمتعوا في حفلة وانهوا يومهم في نفق محفور في مكان ما هناك في القطاع. صفقة كان يمكنها أن تعيد المجندات والجنود الذين سقطوا في الاسر وهم جرحى جسديا ونفسيا بعد أن رأوا رفاقهم يقتلون امام عيونهم.
بن غفير يتباهى بانه احبط عودة الإسرائيليين الى حضن عائلاتهم. إسرائيليين سقطوا ضحية الإخفاق الأكبر في تاريخ إسرائيل منذ قيامها. اخفاق مسجل باحرف سوداء كبيرة على أسم هذه الحكومة ورئيسها وعلى كل واحد وواحدة من أعضائها. وكذا على اسم ايتمار بن غفير. ليس في هذا الرجل أي قدر من الرأفة وقبول المسؤولية الشخصية. ولا لدى رفيقه في الحكومة، بتسلئيل سموتريتش. سموتريتش إياه الذي في 7 أكتوبر 2023، بعد بضع ساعات من بدء اتضاح حجوم الكارثة اعترف بانه اذا طلب الجمهور استقالة الحكومة، فهذا سيكون عن حق وانقلب بمرور الزمن حين اشاح عن نفسه وعن الحكومة كل مسؤولية عن الإخفاق. لكن سموتريتش الذي قال هذا الأسبوع عن الصفقة المتبلورة لإعادة المخطوفين ان الحديث يدور عن "كارثة للامن القومي" على الأقل لا يتباهى في أنه احبط العودة الى الديار للمخطوفين في المرات السابقة التي كانت فيها صفقة على جدول الاعمال. لديه قليل من الوعي الذاتي والحساسية ألا يلوح بهذا في وجه العائلات.
لسموتريتش وبن غفير كان معلم فائق في كل ما يتعلق بازاحة المسؤولية الشخصية والجماعية عن اخفاق 7 أكتوبر. نتنياهو، من خلال مبعوثيه في الكنيست وفي وسائل الاعلام، نجح في ضعضعة ثقة الجمهور في استقامة ونزاهة قضاة المحكمة العليا وفي أنه يحبط إقامة لجنة تحقيق رسمية يعينها رئيس المحكمة العليا. عليه أن يعرف بأن قسما كبيرا من الجمهور الإسرائيلي لن يدعه يفلت من المسؤولية ومن الوقوف امام لجنة رسمية غير منحازة. كل الاستطلاعات تشير الى أنه توجد اغلبية في الجمهور لإقامة لجنة كهذه. هكذا بحيث أنه حتى اذا لم تقم هذه قريبا، فإنها ستقوم. كما أنه يمكنه أن ينفي بقدر ما يشاء ادعاء بن غفير في أنه من خلال التهديد بإسقاط الحكومة نجح في أن يمنع حتى اليوم صفقات كهذه التي اتفق عليها أمس.
الرئيس المنصرف جو بايدن قال هذا الأسبوع ان هذه الصفقة هي الصفقة ذاتها التي وافق عليها نتنياهو قبل اكثر من نصف سنة وكرر أقواله امس. ما الذي تغير الآن؟ اقوال بن غفير تعزز الادعاء بان نتنياهو اسقط حتى الآن الصفقة لاعتبارات البقاء السياسي.
كل هذا لن يخفي الفرح والتأثر بعودة إخواننا الى الديار. بالنسبة لعائلات المخطوفين هذه لحظة صلوا لها وكافحوا في سبيلها لأكثر من سنة. كما أنها كذلك بالنسبة للكثير جدا من أهالي الجنود في النظامي، نساء، ازواج، أطفال، رجال ونساء خدمة الاحتياط، هذه بشرى مفرحة. الصفقة تجلب معها املا في أننا قريبون أيضا من نهاية الحرب. المجتمع الإسرائيلي كله دفع ثمنا اثقل من أن يحتمل، حان الوقت للبدء بالشفاء. لكن شيئا واحدا لن ينسى وهو القيادة الحقيرة التي قادتنا الى هذه الكارثة وترفض أخذ المسؤولية وقيادتنا باستقامة وتفان. فليعلم أولئك الذين سيعودون الى الديار الأسبوع القادم بانه كان يمكنهم أن يعودوا قبل اشهر. هذا لن يحصل لأنه كان من منع هذا بقوته السياسية.