الدستور - كتبت- نيفين عبد الهادي
التقت كل لغات المعمورة عند لغة واحدة يوم أمس، هي لغة الفرح، ولغة الشكر لكل من وقف وساند هل غزة خلال أكثر من (15) شهرا، مرّوا خلالها بأكثر الحروب إبادة، وأكثر المجازر وحشية، فقد أعلن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، ليقف معه تسارع ضربات قلوب أطفال غزة، وتعلو ضحكاتهم، وتهتف ألسن نسائها وشبابها بأن الحمد لله والشكر لمن وقف معنا وساندنا في الأيام العجاف.
وبصوت واحد وبمجاهرة الصوت وبكل حبّ البشرية، تعالت أصوات الأهل في غزة أمس شكرا للأردن، سواء في الشارع الغزي أو على وسائل التواصل الاجتماعي، بصوت واحد: شكرا كبيرة للأردن.. شكرا لجلالة الملك عبدالله الثاني وقد رافق إحدى طائرات الإنزالات الجوية لغزة، شكرا للقائد الإنسان الذي لم يترك غزة يوما دون مد يد العون والسند لها، شكرا للملك وتوجيهات جلالته بمكارم لم تتوقف حتى اللحظة عن غزة، فجلالته والأردن يستحقون شكرا عظيمة، ومواقف الأردن أكبر من كل معاني وكلمات الشكر والثناء.
صمود غزة والأهل في غزة، توّج أمس بالإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار، اتفاق تاريخي انتصر به كل من سعى للحرية، انتصر به طوفان الأقصى، وأثمر فرحا بنصر تاريخي، ليفرح أهلنا في غزة، فرحا يحيط به الحزن بمن فقدوا من شهداء حرب استمرت لأكثر من عام، لكن للنصر ثمنا، وللحرية ضريبة، والأهم أن للحرب وجه الحقيقة ترى من خلاله من وقف مع الأهل في غزة بشكل حقيقي وعملي، وأهل غزة اليوم يؤكدون أن الأردن كان الأكثر سندا ودعما والأقرب لهم.
بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، تواصلت «الدستور» مع عدد من أهلنا في غزة، تقرأ منهم تفاصيل مشهد فرحهم، لتسمع كلمات الشكر والثناء الأخوية من الأهل، فكان صوت المجيب على الهاتف يتبعه عشرات الأصوات حبّا للأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني والشكر لمواقف الأردن.
استجمعت كل مفردات الفرح حين هاتفت عددا من الشخصيات في غزة، لأجد أن الرد من الطرف الآخر في غزة يجعل من الكلام هشا أمام عظمة فرحهم، وحبهم لجلالة الملك عبدالله الثاني وللأردن، لأجد من فرحي أكبر من أي فرح وأنا أسمع هذه الكلمات التي تخرج ممن عاشوا تفاصيل المواقف الأردنية على مدى 15 شهرا نُصرة لغزة وأهلها.
فيليب جهشان قال لا ولن ننسى أردننا العظيم وجلالة الملك عبدالله الثاني، لن ننسى وقفة الأردن معنا ودعمه وسنده لنا إنسانيا وإغاثيا ودبلوماسيا، لم ولن ننسى هذا البلد العظيم الذي اكتفينا به في أكثر الأيام صعوبة والأكثر قساوة. وأضاف جهشان أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني هو سبب صمودنا، أردن الخير مدّنا بالخير والعطاء، صمودنا ينبع من وقوف أردننا الشقيق ممثلا بجلالة الملك المفدى، جلالة الملك الذي كسر الحصار على غزة، كسر المجاعة والحصار، بنفسه ومن خلال مشاركة جلالته بالإنزالات الجوية، وبتوجيهات جلالته لتسيير الطائرات الإغاثية وفتحه للمستشفيات الميدانية، وكل ذلك يرتبط بسيناريو واحد هو دعم أردني عظيم، ليكون السبب الرئيسي لصمود الغزيين.
وشدد جهشان على أنه بسبب هذه المواقف العظيمة استطعنا الصمود، وبفضل الأردن تمكنا من تجاوز الكثير من الصعاب والتحديات والأوجاع.
وأضاف: من هنا، من كنيسة غزة، أشكر جلالة الملك عبدالله الثاني، أشكر أردننا العظيم بما قدمه خلال هذه الفترة من الحرب والمجاعة والإبادة، فكان الأردن معنا ولم يتركنا.
وتابع بالقول: يجب أن أشكر جريدة «الدستور» التي كانت معنا من خلال «اتصالاتك» معنا التي لم تنقطع، ورسائل الاطمئنان على أوضاعنا بشكل شبه يومي، وتغطية الحدث الغزي بكل مصداقية ومهنية، وحرص على نقل الحقيقة منا مباشرة، بكل مهنية وأمانة.
وعلى الصعيد ذاته عبر الإعلامي منذر الشرافي عن شكره للأردن على مواقفه العظيمة بتوجيهات جلالة الملك السامية، وقال «لم يترك الأردن غزة للحظة، فكان معنا يمد العون والمساعدة والإغاثة، برا وجوا، وحضر جلالة الملك شخصيا بكسر الحصار جوا على غزة، ولذلك أعمق الأثر في قلوبنا». وأضاف الشرافي: لا يزال يحيطنا الخوف والقلق، وحتما الحزن على شهدائنا، ما يزال فرحنا ليس مكتملا، وللأسف بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار شهدنا مجزرة إسرائيلية جديدة، ونأمل أن يقود الاتفاق لسلام حقيقي ووقف دائم لإطلاق النار، فقد تعبنا وتعبت أرواحنا من حرب دمرت كل شيء فينا.
وتابع بالقول: لا بد بعد هذه الأشهر من أن نقول إن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني طالما انتصر لغزة، ولم يخذلنا للحظة، قدم وما يزال كل أشكال الدعم والعون، ونرى به الداعم الأساسي لنا حتى اللحظة.
من جانبه، قال رئيس التجمع الصحفي الديمقراطي في قطاع غزّة الإعلامي في إذاعة الشعب ناصر العريني: نحن في قطاع غزة نقدم شكرنا العميق والكبير لجلالة الملك عبدالله الثاني وللشعب الأردني الشقيق، شكرا بحجم ما نقدّر ونحبّ الأردن، لجلالة الملك، للمبادرات الدائمة والمتكررة والمستمرة التي تنقذ وتُسعف في أحيان كثيرة أبناء شعبنا الفلسطيني في ظل هذه الحرب الطاحنة التي طالت كافة مناحي الحياة في غزة من بشر وشجر وحجر.
وأضاف العريني: بالفعل، ما رأيناه ولمسناه أن الأردن بقيادة وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني يقوم بدعم كبير ومستمر لشعبنا في غزة، ونحن دوما نتطلع بصراحة للمزيد، لأن ما تقدمه المؤسسات الدولية العاملة أو عبر الدول مساعدات تبقى ليست كافية ولا تكفي الجزء اليسير من أهلنا في قطاع غزة لأن ما يحدث في قطاع غزة مجاعة حقيقية ونقص في كافة مناحي الحياة وآخرها أصبح الآن النقص الحاد في الدقيق والخبز الذي بات المواطن الآن لا يجده، ليأتي الأردن ويسد كل هذا النقص بمبادرات تتلمس احتياجات الغزيين، وتمنحهم ما يحتاجون، فقد قدم الأردن بقيادة جلالة الملك مبادرات طيبة جدا ونتقدم بجزيل الشكر لجلالته وللأشقاء الأردنيين.