الدستور - طلعت شناعة
بدأت ادارة مهرجان الفحيص استطلاع الخارطة الفنية والثقافية والفكرية من أجل اختيار المناسب منها للدورة الخامسة والعشرين من مهرجان الفحيص الذي سيقام في الفترة بين( 5 ـ 12 آب )القادم.
وقد اكد ايمن سماوي مدير المهرجان ورئيس نادي شباب الفحيص الذي انتخب للمرة الثانية على التوالي رئيسا للنادي ومديرا للمهرجان ان صيف هذا العام سيشهد احتفال « الفحيص» بيوبيله الفضي،حيث انطلق المهرجان قبل اكثر من 25 عاما،ولكن ثمة «دورات» لم تُعْقد لاسباب ترتبط بظروف العدوان الاسرائيلي على غزة.
أيمن الذي تلقى دعوة للمشاركة في مهرجان الفجيرة الدولي الاول للفنون الذي سيقام برعاية الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الاعلى للاتحاد/ حاكم الفجيرة في الفترة بين 19 ـ 29 شباط الحالي.
وقال سماوي ل « الدستور» انه سوف يستثمر الزيارة للتباحث حول مهرجان الفحيص مع الفعاليات والمسؤولين المتواجدين والمشاركين بمهرجان الفجيرة.
وعلمت «الدستور» ان ثمة اسماء تتردد ضمن خارطة فعاليات مهرجان الفحيص المقبل،ابرزها اسم الفنانة نانسي عجرم والفنان كاظم الساهر والفنان ملحم زين. ويتوقع مشاركة الفنان اللبناني فضل شاكر في حال تسوية اموره العالقة مع القضاء اللبناني. كما ستكون هناك فعاليات فكرية وندوات ومدينة المهرجان وتكريم لعدد من الرموز الفكرية والسياسية. كما ستكون هناك فعاليات ذات صفة معينة في «مسرح القناطر» المجاور لمبنى بلدية الفحيص. وفعاليات للطفل تتضمن فقرات خفيفة منوّعة.
تاريخ وحضارة
وزاد سماوي: يتحقق للمهرجان مقولته التي رافقته منذ تأسيسه(الاردن تاريخ وحضارة)، ويعلي رسالته الدائمة بأن الاردن هو بلد السلام والامن والخير والمحبة والعيش المشترك النبيل في ظل الراية الهاشمية.
وقال ايمن سماوي: لقد احاطني اهالي الفحيص انا وزملائي بالحب والتكريم، كما احاطنا بهذا الحب كل من حضر هذا المهرجان من محبي الفحيص والاصدقاء من الاردن والبلاد العربية والعالم. فكان النجاح العالي العام الماضي ، وكان انسجام الفعل الثقافي والفني مع الرسالة النبيلة التي رفعناها منذ اكثر من اربعة وعشرين عاما.
وعن المستقبل، قال سماوي: لقد أسس المهرجان لانطلاقة جديدة سيشهدها في الاعوام المقبلة، خصوصا ونحن نحتفل في العام الحالي بيوبيل المهرجان الفضّي.
واكد ايمن سماوي:ان الفعل الثقافي والفني وخصوصا الجماهيري منه والذي يتمثل في اللقاء الحيّ بين المبدعين وجمهورهم، لهو رسالة تنويرية وخطاب حضاري الى العالم ينسجم مع الرؤية الاردنية، حيث تقف الدولة التي تأسست على البُعْد الحضاري والفكري في دولة الرجل والمرأة معا دون إقصاء لأية فئة في المجتمع حتى لو اختلفنا معها.
شعراء ومفكرون
وكانت الدورة الماضية ل « الفحيص 2015 « قد شهدت
حضورا بارزا للشعر وذلك بمشاركة الشاعر الكبير ادونيس، ونجوم دراما ممن شكلوا عناوين لموقف الفنانين العرب الصلب بالدفاع عن حرية التعبير، ومنهم الفنان محمد صبحي والفنانان ياسر المصري وعبير عيسى. وخصص المهرجان، الذي اقيمت على هامش فعالياته ندوات ثقافية، «ركنا للطفل» بالتعاون مع نقابة الفنانين، حيث اشتمل على مسرحيات أطفال وشخصيات كرتونية وألعاب ومسابقات رياضية وغيرها، فيما اشتمل مسرح القناطر على فعاليات تعنى بالفن والثقافة والتراث.
ويشارك في المهرجان، الذي استمر تسعة أيام: فرقة الفحيص للموسيقى العربية ونجوم عرب وأردنيون، وهم: وليد توفيق وكارولي ماضي وفرقة اللوزيين ومعين شريف وزين عوض ورويدا عطية وعلي الديك وسعد أبو تايه، وجوقة البلقاء إضافة إلى عرض مسرحية كوميدية سياسية بعنوان «خربانة» للفنان حسين طبيشات وفرقة نايا النسائية الأردنية للموسيقى العربية وفرقة القلعة للزجل/لبنان.
وكما اقيمت ضمن فعاليات المهرجان معارض للوحات فنية وتراثية.
الفحيص
جدير بالذكر ان الفحيص/ البلدة،تشتهر بكنائسها المشهورة وبساتينها الخضراء ومزارع الزيتون وكروم العنب المنتشرة فيها. كشفت التنقيبات الأثرية في منطقة خربة الدير في مدينة الفحيص عن برج دائري من الحجر الكلسي الأبيض، ويرجع أساس البناء إلى العصور الحديدية والبيزنطية كباقي الأبراج حول مدينة عمّان، وأعيد استخدامه ككنيسة في العصر الأيوبي والمملوكي وفي داخله مخطط الكنيسة التي تم بناؤها في العهد الأيوبي بالإضافة إلى عدد من القبور التي بنيت فوق ارضية الكنيسة. وهي قبور مسيحية لوجود مباخر جنائزية محمولة بسلاسل معدنية مدفونة فوق رؤوس الموتى إضافة إلى مجموعة صلبان منحوتة على حجارة تلك القبور.
وهي ليست سياحية بالمعنى الاستهلاكي لناحية ضجيج المنتجعات والمواقع السياحية والآثار العملاقة، بل جل ما تملكه من آثار هو منازل يفوق عمرها المئة عام وكنائس قديمة. إلاّ أن أبناءها تمكنوا من جعل تلك الأبنية القديمة معالم يسيح الناس فيها وبين أزقتها. فحولوا بعضها إلى متاحف صغيرة بينها أقدم كنيسة في البلدة تحوي أيقونات ومقتنيات أثرية. ومن أهم قراها الرهوه وراس الجندي والسقيريه معروفة بمزارعها واشجارها.