الغد
معاريف
بقلم: آفي أشكنازي
 
الحدث أمس في حي الجنينة خطير للغاية. فقد وقع في المنطقة إياها وفي المسار إياه الذي وقعت فيه الحادثة السابقة قبل عشرة أيام وقتل فيها الرقيب أول ينيف كولا والعريف أول ايتي يعبتس.
 
 
مثلما في حينه، أول من أمس أيضا، أعلن الجيش الإسرائيلي بواسطة فرقة غزة 143 في الجانب الشرقي من الخط الأصفر في رفح كي يعالج مسارات نفق استراتيجي لحماس. في هذا النفق، حسب تقدير الجيش، يوجد (مقاومون)، أغلب الظن بضع عشرات قلائل وهم مسلحون بصواريخ مضادة للدروع، بنادق وقنابل يدوية.
تعمل قوات الهندسة القتالية لفرقة غزة على كشف تفرعات النقب في المنطقة بهدف تدميرها. ويرافق قوات الهندسة مقاتلو لواء الناحل. بالضبط كما حصل قبل عشرة أيام، خرج (مقاومون) على ما يبدو من فوهات عدة بالتوازي ونفذوا بداية نار مضادة للدروع نحو آليات هندسية عملت على تنفيذ حفريات للعثور على مسارات النفق. بعد ذلك أطلقوا نار قناصة نحو قوة الحراسة. رد الجيش الإسرائيلي بضربة نارية.
لاحقا، حسب ادعاء المستوى السياسي نفذ الجيش هجمات قوية ضد حماس. في الجيش قالوا إن الهجمات كانت مقنونة ووجهت نحو بضعة مبان.
فليكن واضحا: الجيش الإسرائيلي يوجد في نقطة بداية وبوسعه صباح غد أن ينظم نفسه وفي غضون أيام معدودة أن يخلي مرة أخرى السكان من المدينة، ينفذ توغلات ويضرب حماس نهائيا. الجيش الإسرائيلي يوجد في كل نقاط السيطرة على مدينة غزة، على خانيونس وعلى ما تبقى من رفح. لكنه أيضا يوجد على مسافة انقضاض سريع من مخيمات الوسط. 
ما يوقف الجيش في هذه اللحظة هم المراقبون الأميركيون الذين يوجدون في كريات جات. هم الذين يقررون في هذه اللحظة الخطوات في غزة. في هذه اللحظة، الكابنت السياسي الأمني هو مجرد مستوى توصية. الصلاحيات توجد في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خيرا وشرا. هذا يعرفونه في حماس، في قطر وفي أنقرة. وهم يلعبون في هذه اللحظة اللعبة حيال الأميركيين.
إسرائيل ملزمة الآن بأن تقوم بأعمال عدة بالتوازي. أولا، المستوى السياسي ملزم بأن يزود الجيش ببنك أهداف. هذا من أجل أن يكون للجيش إذا ما وقع سيناريو نار قاس آخر كما حصل أول من أمس وقبل نحو عشرة أيام بنك أهداف للضرب. والضربة التي ستتعرض لها حماس على ذلك ستكون سريعة، بحيث إنهم حتى في كريات جات لن يفهموا ما الذي حصل.
ثانيا، الجيش الإسرائيلي ملزم بأن يستخدم إلى جانب الشاباك خلايا تكتيكية تعمل في قلب الجبهة الداخلية لحماس في غزة وتنكل بها من دون أن تترك أي بصمات.
إسرائيل ملزمة بأن تبدأ بأخذ المبادرة إلى أيديها. الوضع الذي يقرر فيه الأميركيون هنا كل شيء نشأ بسبب جمود زعامي إسرائيلي. 
محظور أن يستمر هذا الوضع لزمن طويل، لأن الثمن يدفعه جنود الجيش العاملون في غزة، عائلات الضحايا المخطوفين وعموم الجمهور في إسرائيل.