Thursday 30th of January 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jan-2025

حماس ستواصل سيطرتها في غزة

 الغد-هآرتس

 
دان مريدور   27/1/2025
 
مرتان فشل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. المرة الأولى في إدارة الخطر امام حماس حتى كارثة 7 أكتوبر. والمرة الثانية في إدارة الحرب العادلة ضد حماس منذ ذلك الحين وحتى الآن. ولأن إسرائيل، بقرار حكومة الليكود، خرجت من قطاع غزة، فإن حماس سيطرت بالقوة على القطاع. قرار نتنياهو مثل اسلافه، "عدم تدمير سلطة حماس"، أي عدم إعادة احتلال القطاع، ظهر معقولا. ثمن الاحتلال والقتال والسيطرة على القطاع لفترة طويلة، كل ذلك ظهر ثقيل وغال ويصعب تحمله.
 
 
لأنه هكذا تقرر فإن إسرائيل وقفت امام سؤال: كيف سنتعامل مع القطاع المحكوم فعليا من قبل حماس. تحديد السياسة يحتاج الى الاختيار بين بدائل: اتفاق سلام مع حماس لن يكون لأنه بالنسبة لهم تدمير دولة إسرائيل ليس هدف سياسي فقط، بل هو أمر ديني. في ظل غياب بديل افضل، كانت هناك محاولة لخلق واقع من الحدود الهادئة لفترة طويلة. من اجل ذلك بذل نتنياهو جهودا مضنية لتمكين حماس من الحصول على تمويل كبير من قطر، واعطيت لها تسهيلات اقتصادية.
القرار بشأن سياسة كهذه يقتضي إدارة المخاطر. حماس بقيت عدو لدود، منظمة لا تسلم بوجود إسرائيل. إسرائيل اخذت مخاطرة عالية على أمل الوصول الى حدود هادئة، لكن حكومة نتنياهو فشلت فشلا ذريعا ومتواصلا في إدارة الخطر الشديد.
 نتنياهو، بمعرفته من هي حماس، كان يجب عليه أن يجري كل أسبوع أو شهر، بنفسه وعن طريق هيئة الامن القومي، جلسة مع رؤساء الجيش والشاباك واستيضاح ما الذي يحدث في غزة. هل توجد لدينا معلومات استخباراتية جيدة، بشرية وتكنولوجية، عما يحدث هناك؟ هل الشاباك و"أمان" (بشكل منفصل كما طلب في لجنة اغرانات) يجرون نقاشات تقدير حول ذلك؟ ما هو معنى المدينة التحت أرضية التي تقام هناك؟ ما هي خطط الحرب لحماس؟ هل نحن مخطئون وحماس غير خائفة؟ ماذا يمكنها أن تفعل؟ هل لدينا رد مناسب على ذلك؟ ما هي خطط دفاعنا في حالة قامت حماس بالهجوم؟.
واجب رئيس الحكومة اجراء مثل هذه النقاشات بشكل متواتر ازدادت عندما حذر رئيس الأركان وآخرون من أن هناك تآكلا في ردع إسرائيل بسبب الانقلاب النظامي، والرد عليه (حتى لو لم تتم الإشارة بالتحديد الى قطاع غزة). رئيس الحكومة، المسؤول الأعلى عن الامن القومي، كان يجب عليه التعمق في التحقيق في هذا الشأن.
 لو أن نتنياهو ورؤساء جهاز الامن تصرفوا بهذا الشكل لما كان هناك أي شك تقريبا بأنه كان يمكن تجنب الكارثة. هذه نظرية إدارة المخاطر. هنا يكمن الفشل الذريع لنتنياهو والكابنت والحكومة كلها. لقد كانوا على قناعة بأن هناك احتمالية بأن تنجح سياسة "الهدوء مقابل الأموال"، لكن كان يجب أن يعرفوا بأن هناك مخاطرة في أن هذه السياسة ستفشل وأن حماس ستهاجم. هذا الخطر الكبير لم تتم ادارته كما هو مطلوب.
  الفشل الثاني لنتنياهو هو إدارة الحرب بعد 7 أكتوبر. تدمير سلطة حماس هو هدف مناسب ومهم، ولا توجد إمكانية لتحقيقه بدون ضربة عسكرية قاسية، لكن أيضا لا توجد إمكانية لتحقيقه بواسطة ضربة عسكرية فقط. تدمير سلطة حماس مرهون بسلطة أخرى تقوم باستبدالها. وقد تم اقتراح على إسرائيل بديل كهذا من قبل الرئيس الأميركي وبعض الدول العربية. بديل حكومي لحماس كان يمكن أن يتم تشكيله من رجال السلطة الفلسطينية (التي ضعفها معروف، لكنها كانت مستعدة لذلك) بمساعدة قوات عربية (مصرية، إماراتية وغيرها)، وبمساعدة مالية ضخمة (ربما سعودية، إماراتية) من اجل إعادة اعمار القطاع.
 لا يوجد أي يقين بأن هذا سينجح، لكن هناك احتمالية لذلك بدعم اميركي ودولي واسع. هذه هي الرجل المكملة لعملية عسكرية. وبدونها لن تكون هناك أي فرصة لاسقاط نظام حماس. بالفعل، الآن بعد مرور 15 شهرا وبعد ضربة عسكرية قاسية فإن حماس ما تزال تسيطر على قطاع غزة.