Friday 31st of January 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jan-2025

تداعيات نفي اتصال ترامب بالسيسي بشأن تهجير الفلسطينيين
تقدير موقف،
 
مركز تقدم للسياسات
 
تقديم: يكشف نفي القاهرة لتصريح للرئيس الأميركي مع نظيره المصري لمناقشة فكرة نقل سكان من غزّة إلى سيناء، عن أزمة صامتة بين مصر والولايات المتحدة تأخذ أشكالا وتعبيرات عديدة. فما هي سمّات هذه الأزمة واحتمالاتها؟
-  ذكر ترامب أنه تحدث مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لكنه رفض أن يقول بشكل مباشر ما إذا كان للسيسي رأي في استقبال المزيد من اللاجئين الفلسطينيين. ونقل موقع أكسيوس عن الرئيس الأميركي أنه تحدث إلى الرئيس المصري بشأن نقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر، ورجح قبول مصر والأردن استقبال مهجرين من القطاع.
 
-  في 27 يناير، نفى مصدر مسؤول رفيع المستوى ما تناوله الإعلام حول إجراء اتصال هاتفي بين السيسي وترامب. وأكد أن أي اتصال هاتفي لرئيس الجمهورية يتم الإعلان عنه وفقا للمتبع مع السادة رؤساء الدول، خاصة فيما يتعلق باتصال على هذا المستوى وفي هذا التوقيت الدقيق الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط، وعلى ضوء ما يمثله ذلك من أهمية خاصة في ظل العلاقات المتميزة التي تجمع رئيسي البلدين.
 
-  في 26 يناير، قال بيان لوزارة الخارجية المصرية إن مصر تشدّد على رفضها لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني، سواء من خلال الاستيطان، أو ضمّ " الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير.
 
  -  في 27 يناير، شدد حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب المصري على رفض المجلس بشكل قاطع أي ترتيبات أو محاولات لتغيير الواقع الجغرافي والسياسي للقضية الفلسطينية، لافتا إلى أن أطروحات تهجير الفلسطينيين لا تقتصر على تهديد الفلسطينيين وحدهم، بل تمثل خطراً جسيماً على الأمن والاستقرار الإقليمي.
 
-  في 28 يناير، أعلنت 10 نقابات مصرية رفضها القاطع لموقف ترامب وتصريحاته غير المقبولة بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن معتبرة أن هذا الطرح يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
 
- اعتبر مراقبون مصريون أن ما صدر وسيصدر من رد فعل مصري رسمي وبرلماني ونقابي وشعبي هدفه إظهار متانة الرفض المصري لفكرة ترامب ويرسل رسالة قوية وجادة بهذا الخصوص لترامب نفسه.
- يضيف المراقبون أن ترامب أراد رفع مستوى الضغوط على مصر عبر التقدم في فكرته من خلال تمرير معلومات تقول إنه ناقشها مع الرئيس المصري، من دون أن يعطي تفاصيل عن ظروف هذا النقاش وتوقيته، وأن مسارعة القاهرة إلى نفي الاتصال هدفه أيضا نفي امكانية نقاش موضوع من هذا النوع.
 
- لاحظ المراقبون تحركا شاملا لكافة وسائل الإعلام المصرية ونجومه لرفض افكار ترامب والتحريض ضدها والتجييش لصالح رفضها. كما لوحظ تحرّك مكثف للإعلام الاجتماعي ضد هذا المشروع.
 
- يعتبر المراقبون أن هذه الحملة المكثّفة المتعددة الأدوات في مصر ضد اقتراح ترامب، معطوفة على البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية المصرية بنفس الاتجاه، تهدف إلى ردع ترامب عن إجراء اتصال مع الرئيس المصري لمناقشة هذه الافكار. 
- كشف خبير عسكري مقرّب من صناعة القرار في القاهرة أن ترامب لم يجرِ مكالمة هاتفية أعلن عنها مع الرئيس المصري، لأنه "وصل للرئيس الأمريكي رفض الشعب المصري لمقترح نقل سكان غزة إلى مصر".
- أضاف أن "الشعب المصري عظيم في كل المواقف وهو من أوقف ومنع مكالمة دونالد ترامب بالرئيس عبد الفتاح السيسي" موضحا أن الرئيس في النهاية يعبر عن رغبة ورأي الشعب.
- لاحظ مراقبون أميركيون أن ما ورد على لسان ترامب بشأن غزّة هو كلام جديد لم يأت على ذكره اثناء حملته الانتخابية، وأنها مجرد تصريحات وليست خطة أو مبادرة.
- لفت هؤلاء المراقبين إلى أن كلام ترامب عن أن هذه المسألة نوقشت في اتصاله مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، لم يرد في بيان البيت الابيض الرسمي عن الاتصال، بما يعني أن موقف ترامب هي مجرد افكار.
- تحذّر مصادر مصرية متابعة من أن كلام ترامب عن التهجير هدفه تمرير مطلب أقل يقضي بنقل أعداد محدودة تقلل من عدد السكان الفلسطينيين في قطاع غزّة، وأنه سيسعى إلى تمرير فكرة دخول "بعض" الفلسطينيين بشكل "مؤقت" بسبب أعمال "إعادة" الإعمار"، وأنه يسعى من وراء ذلك إلى إرضاء نتنياهو وحلفائه في اليمين المتطرّف (لاحظ دعم سموتريتش وبن غفير للفكرة) بغية تسويق فكرة مسار لـ "دولة فلسطينية"، تسهم في إقناع السعودية على قبول التطبيع. ورأت المصادر أن مصر لن تقبل تمرير هذا التكتيك على حسابها.
- تتحدث وسائل إعلام قريبة من صاحب القرار في مصر عن أن سيناء بصفتها ارضا مصرية قتل فيها 10 آلاف في حرب اكتوبر 1973 و 4 آلاف في الحرب على الإرهاب، وأن دماء من استشهدوا لن تذهب هدرا من أجل صفقة من هذا النوع، بما يعتبر تعبئة داخلية بهذا الاتجاه.
- قالت مصادر مصرية مراقبة إنه إضافة إلى الرفض المصري الذي يجب أن يستمر على مستوى الأيام المقبلة من قبل الفعاليات الاهلية والرسمية والإعلامية، فإنه مطلوب اصدار مواقف عربية ترفض هذه الخيار لما له من تأثير على المنطقة وعلى القضية الفلسطينية.
-  حذر مراقبون من أن ترامب قد لا ينهي هذا الحدل بمجرد صدور مواقف مصرية اردنية عربية، وأن مثال العقوبات التي فرضت مؤخرا على كولمبيا في قضية استعادة المهاجرين غير الشرعيين واضطرار كولمبيا إلى الخضوع، قد تستخدم للردّ على أفكار ترامب بشأن غزّة.
- كان وزير الخارجية الأميركي الجديد، ماركو روبيو، قد أمر في 25 يناير بوقف كل المساعدات الخارجية الأميركية تقريبا، مستثنيا تمويل إسرائيل ومصر، وفق مذكّرة داخلية.
خلاصة:
**لا يمكن لمصر أن تنفي رسميا اتصال ترامب بالسيسي إلا في حال عدم حصول ذلك فعلا. وأن القاهرة أرادت في هذا النفي، بشكل غير مباشر، وضع تصريحات ترامب في إطار موقف أميركي غير رسمي.
**استباقا لاتصال بين الرئيسين، وسّعت مصر من حجم حملة سياسية إعلامية أهلية وشعبية لرفض مقترح ترامب نقل سكان من غزّة إلى سيناء.
**تعتبر مصادر مطلعة في القاهرة أن عدم اتصال ترامب بالسيسي سببه إدراك الرئيس الأميركي لحجم الرفض الواسع لفكرته لدى الأوساط السياسية والشعبية المصرية.
**تلمّح أوساط القاهرة إلى ضرورة صدور مواقف عربية رافضة لاقتراح تهجير السكان الفلسطينيين لتداعيات ذلك على المنطقة والمسألة الفلسطينية.
**يحذّر مراقبون من ردّ فعل ترامب حيال الموقف المصري (والأردني) الرافض لمقترحه، مشيرين إلى تعامله مع كولمبيا بشأن المهاجرين غير الشرعيين.
**رغم استثناء أمر وزير الخارجية الأميركي، مصر وإسرائيل، من قرار وقف برامج المساعدات الدولية لدول العالم، فإن أمر المساعدات الأميركية لمصر يعود كلما اشتعلت أزمة بين القاهرة وواشنطن.