جهد دبلوماسي يقوده الملك.. والقضية الفلسطينية أولوية
الراي - د.فتحي الأغوات -
أكدت الرؤية الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني تجاه قضايا العرب والمنطقة، بمدلولاتها المفصلية العميقة أحقية الخطاب الأردني الرسمي وواقعيته لحل قضايا المنطقة والعالم.
جلالة الملك ومن خلال مواقفه ولقاءاته مع قادة وزعماء العالم حرص على توضيح المنهجية الدبلوماسية الأردنية الراسخة والثابتة تجاه قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وماجرى من تصعيد وعدوان اسرائيلي على غزة وضرورة ايقافها والعمل على ايجاد حل عادل وشامل يضمن الحقوق المشروعة للفلسطينيين.
ما يملكه الملك من فكر ثاقب ورؤية مستنيرة تجاه مختلف الأحداث الاقليمية والدولية، جعل جلالته مرجعا لقادة وزعماء العالم والمنطقة للمشورة والتباحث في مختلف القضايا والملفات المصيرية المهمة.
الحسم الملكي في تشخيص جلالته للوقائع والتحديات والمخاطر التي قد تواجه منطقتنا كان جليا بما لا يدع مجالا للتأويل هو أن قضية السلام في الشرق الأوسط رهن بعودة الحقوق العربية والفلسطينية وأن لا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، حيث وضع جلالته العالم أمام مسؤولياته، في ظل ما تعرضت له غزة من تدمير وإبادة جماعية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الدبلوماسية الأردنية حرصت دائما على ارسال رسائل وعناوين سياسية وأمنية مهمة، على وقع تطورات إقليمية وعالمية باتت تؤثر في الأحداث بشكل متسارع، إذ يبرز الدور المحوري والاستراتيجي للمملكة والموقف الاردني المحوري والثابت حيال ما يجري من تطورات في المنطقة، وضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي شكل دائما صوت الحق والعدل في مخاطبة الضمير الدولي والانساني، بضرورة التحرك وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الصحية والإنسانية إلى غزة دون انقطاع.
وفيما يخص التطورات في سوريا فقد مثلت زيارة وزير الخارجية ايمن الصفدي، الأولى لمسؤول عربي رفيع منذ سقوط النظام السابق يصل الى دمشق، حرص الدبلوماسية الاردنية على وحدة الارض السورية واستقرارها كعمق استراتيجي مهم للدولة الأردنية من جهة ولتكريس وشائج الأخوة والمصير المشترك بين الشعبين الشقيقين، وعكست الحرص على التعاون بين البلدين الشقيقين، ودورها في مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، ورغبة الأردن في تعزيز الحوار الدبلوماسي والذي من شأنه دعم جهود الاستقرار في المنطقة. رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الزيتونة?الدكتورة رشا المبيضين قالت ان الدبلوماسية الأردنية تصدت بكل صلابة وقوة للتمادي الإسرائيلي على الشرعية الدولية وكشف حقيقتها، وزيفها أمام العالم كونها لا تخضع للمحاسبة ولا تحترم القرارات الدولية، وأضافت ان العدالة الدولية باتت موضع شك وتساؤل في ظل حالة الانتقائية والازدواجية التي تغلف المواقف الدولية من الأحداث التي شهدها قطاع غزة الذي تعرض لحرب إبادة وجرائم حرب وتستهدف المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء على مرأى ومسمع من العالم أجمع وماتقوم بها اسرائيل من اعتداءات وقتل للمدنيين في الضفة الغربية.
وبينت المبيضين أن الدبلوماسية الأردنية تواصل حملتها الاقليمية والدولية من اجل رفع الظلم ووقف العدوان على شعب غزة والضفة الغربية.
وأضافت لقد خاطبت الدبلوماسية الأردنية خلال حملتها المتواصلة في المحافل الدولية في الأمم المتحدة وفي المؤتمرات الدولية، بان العالم والمنطقة لن تهدأ وتستقر الا بحل عادل للقضية على أساس الشرعية الدولية وحل الدولتين.
وقالت إن جلالة الملك اكد وبصوت واضح للجميع ان الأردن يدين اي اعتداءات على المدنيين مهما كانت جنسياتهم، لافتة الى ان جلالته أوضح امام قادة العالم الغربي كله رسالة الأردن والعالم ان الدم الفلسطيني وحياة الفلسطيني ليست اقل أهمية من حياة ودم الإسرائيلي وضرورة تطبيق القانون الدولي على الجميع وليس بشكل انتقائي، ولا تتوقف حقوق الفلسطيني وحرياته عند حدود اختلاف الاعراق والدين.
وحول دور الدبلوماسية الاردنية حيال التطورات في دمشق وسقوط نظام الاسد،لفتت المبيضين الى تحديات أمنية وسياسية واقتصادية تعاملت معها الدبلوماسية الاردنية بحرفية، مشيرة الى ان استقرار سوريا يسهم في معالجتها وتخفيف آثارها، وفي تعزيز أواصر التعاون الأردني السوري القائم على التاريخ والمصالح المشتركة. وفي الاطار ذاته، قال الباحث والمحلل السياسي الدكتور مصطفى عليان إن مواقف الاردن كان دائما الأكثر تأثيرا في الدبلوماسية الدولية في حماية الفلسطينيين، لافتا إلى أن استثمار جلالة الملك لعلاقاته مع عدد من القيادات الدولي? وزيارته وجولاته على عواصم صناعة القرار الدولي والاجتماع بقيادتها ودعوتها للقيام بدورها حيال حماية المدنيين في غزة والضفة كان له الاثر الكبير في حماية حقوق الشعب الفلسطيني ومايتعرض له من ممارسات اسرائيلية عنصرية وظلم في غزة والضفة. وأضاف عليان لقد كشفت الدبلوماسية الاردنية دائما للعالم زيف الرواية الإسرائيلية في تبريرها للحرب على غزة وعلى الضفة، مشيرا ان جلالته كان يحرص دائما على وضع العالم وقادته أمام مسؤوليتهم في إيقاف الحرب وضرورة إحلال السلام، وتطبيق العدالة في التعامل مع قضايا العالم المختلفة. ولفت ال? دور الاردن في توضيح ما يحدث للفلسطينيين واثر ذلك في تغير المواقف الدولية، وان أصواتا دولية تتعالى الآن باتجاه إيجاد حل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني الاعزل وهو تطور يشكل نجاحا لجهود الدبلوماسية الأردنية في هذا الشأن.