Friday 25th of April 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Apr-2025

كباش الفداء نفدت.. نتنياهو بقي المسؤول الأخير

 الغد-هآرتس

بقلم: ألوف بن
 
لو أن نتنياهو نجح في مؤامرته، إقالة رئيس الشاباك رونين بار، وفي وضع شخص مخلص سياسي على رأس الجهاز، لكانت احتفالات النصر في قيصاريا وميامي والقناة 14 ستشكل هدفا ذاتيا. لأنه في هذه الحالة من بين كل المسؤولين عن كارثة 7 تشرين الأول (أكتوبر)، رئيس الحكومة كان آخر الذين بقوا في مناصبهم. الى جانبه وتحته نفدت كباش الفداء التي كان يمكن اتهامها بالفشل. ("لم يتصلوا بي")، واستمرار الحرب من دون حسم ("ليسوا هجوميين")، حتى جو بايدن الذي، حسب نتنياهو، منع إسرائيل من تحقيق النصر المطلق في الشمال وفي الجنوب أنهى ولايته وتم نسيانه.
 
 
الآن، يقف نتنياهو أمام حماس بشروط خيالية من ناحيته: الرئيس ترامب يقدم المواعظ للتطهير العرقي في غزة، الرأي العام في الغرب أقل اهتماما بمعاناة الفلسطينيين، الذين تظاهروا ضد إسرائيل تم طردهم من الجامعات في أميركا، على جهاز الأمن يسيطر المخلصون له - وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان ايال زمير، الى جانب القدامى الذين تساوقوا مع الزعيم وبقوا في مناصبهم مثل رئيس الموساد وقائد سلاح الجو.
الجيش الإسرائيلي يهاجم من دون قيود قانونية وأخلاقية، ويقتل كل يوم عشرات الفلسطينيين ويتفاخر بإحصاء الجثث كـ"ضغط عسكري". فقط في الحالة النادرة التي كشفت فيها "نيويورك تايمز" جريمة حرب إسرائيلية -مذبحة الطاقم الطبي الفلسطيني في رفح- الجيش تنصل من أكاذيبه وقام بإقالة ضابط صغير.
حتى في هذه الظروف إسرائيل بعيدة عن هزيمة حماس. تدمير حزب الله وسقوط نظام الأسد في سورية، اللذان عملا على تهدئة جبهة الشمال، لم يغيرا ميزان القوة في الجنوب. فحماس تسيطر على القطاع وتراكم من جديد القوة وتقوم باحتجاز المخطوفين الإسرائيلي، والجيش الإسرائيلي يراوح في المكان أمامها في نشاطات عبثية. بدلا من أن يعمل نتنياهو على تماسك الرأي العام في إسرائيل وتجميعه حول استئناف الحرب بكل القوة، هو يواجه معارضة متزايدة داخل البيت.
دعوة نتنياهو للتضحية بالمخطوفين مقابل طرد الفلسطينيين من غزة ("تطبيق خطة ترامب")، لم تجعل الجمهور يتحمس، باستثناء طائفة أتباعه المجانين. آلاف رجال الاحتياط وقعوا على عرائض تطالب بوقف الحرب، آخرون كثيرون يتهربون بهدوء من أوامر التجنيد. احتجاجهم لم يثر بسبب الشعور المفاجئ بالذنب تجاه الفلسطينيين أو الإدراك المتأخر بأن نتنياهو ينشغل أكثر من أي شيء آخر ببقائه السياسي، بل بسبب الفشل في تحقيق أهداف الحرب -تدمير حماس، إعادة المخطوفين وإعادة إعمار البلدات في الغلاف.
المؤرخ البريطاني لورانس فريدمان، وهو من أهم المفكرين العسكريين في الغرب، كتب في هذا الشهر في "فورن افيرز" بأن الدول والجيوش تميل الى الاستعداد للحروب القصيرة والانتصارات السهلة، ويخيب أملها عندما تكتشف أن معظم النزاعات تستمر لسنوات من دون حسم. حرب الاستنزاف في أوكرانيا وفي غزة، تمثل الطبيعة الإنسانية أكثر من المفاجأة الخاطفة لحرب الأيام الستة، لكن يصعب الاستعداد لها وتجنيد الموارد القومية لنضال طويل.
عندما يصطدم الواقع بخطط وآمال، فإن الزعماء والقادة يبحثون عن طرق قصيرة للنصر. في إسرائيل خاب أمل أتباع "جيش الهايتيك" الذين أملوا الوصول الى حسم من الجو بقوة نيران متفوقة ومن دون خسائر، أيضا من يدعون الى "العملية البرية"، الذين تخيلوا الدبابات وهي تسير بسرعة نحو معاقل العدو. إن قتل قادة العدو من حزب الله الذي نجح بصورة مثيرة للانطباع، لم يدمر حماس. ولا حتى القتل والتدمير والتجويع في قطاع غزة.
الآن نتنياهو سيكتشف أن استبدال القادة ورؤساء أجهزة الاستخبارات أيضا لن يغير أي شيء في الجبهة. هو يستطيع رواية للمحللين اليمينيين في أميركا آلاف الروايات الخيالية عن نفسه كمواصل لدرب تشرتشل، الذي يؤمن بالنصر أمام كل المتشككين والانهزاميين. ذلك لن يساعده. فالشخص الذي سمى نفسه "قوي أمام حماس" بقي وحده في القمة، والمسؤول الوحيد عن السقوط الأصعب الذي عرفته إسرائيل.