Friday 18th of October 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Oct-2024

الولايات المتحدة تهدد إسرائيل وفرنسا تهاجمها

 الغد-يديعوت أحرونوت

ايتمار آيخنر
 
 
 
لا ينبغي لأحد أن يتفاجأ بالكتاب المتشدد الذي بعث به وزير الخارجية الأميركي بلينكن ووزير الدفاع اوستن للوزيرين غالنت وديرمر. الحقيقة هي أن الأميركيين يحذروننا منذ الشهر الأخير من هذه الإمكانية -والإسرائيليون تجاهلوا.
 
 
لقد رأى الأميركيون التقارير عن خطة آيلند، وهم يشكون في أن وقف المساعدات الإنسانية الى شمال غزة يعد مؤامرة إسرائيلية تستهدف تجويع السكان لأجل الوصول الى إنجازات في ميدان المعركة. تلميح بالغضب الأميركي كان يمكن أن نراه في تغريدة كامالا هاريس قبل يومين: "الأمم المتحدة تبلغ بأنه لم يدخل أي غذاء الى شمال قطاع غزة على مدى نحو أسبوعين وإسرائيل ملزمة بعمل المزيد، وعلى عجل".
تقول مصادر إسرائيلية إن هذا هو الكتاب الأكثر حدة الذي ترسله الولايات المتحدة الى إسرائيل منذ عشرات السنين، وبخاصة بكل ما يتعلق بتوريد السلاح. وشرحت هذه المصادر تقول "إنهم يقولون لنا: أنتم في الطريق الى عدم الالتزام بالتشريعات الأميركية وعندها لن نتمكن من بيعكم السلاح حتى لو رغبنا في ذلك. هم يحذروننا من أن نصل الى هذا الوضع. هذه دعوة للصحوة".
في الكتاب، أعلن بلينكن وأوستن بأنه إذا لم تتوقف إسرائيل في غضون 30 يوما عن منع نقل المساعدات الإنسانية الأميركية الى غزة، فستضطر الإدارة لأن تفعل "مذكرة الدفاع القومي" فتمنع نقل السلاح الى إسرائيل بموجب قانون المساعدات. كما يوجد في الكتاب مطلبان مفاجئان: السماح بزيارة الصليب الأحمر للمعتقلين الفلسطينيين وتجميد التشريع ضد الأونروا. من المهم التشديد على أن إسرائيل هي التي وقعت على هذه المذكرة في شهر آذار (مارس) من هذه السنة.
وبينما تهدد الولايات المتحدة بحظر السلاح على إسرائيل، علقت علاقات إسرائيل-فرنسا في درك أسفل غير مسبوق. فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سبق أن قال إنه يفرض حظر سلاح على إسرائيل، هاجم رئيس الوزراء نتنياهو في نقاش مغلق أجراه مع وزرائه، ماكرون الذي قال "على نتنياهو ألا ينسى أن دولته أقيمت بقرار من الأمم المتحدة، ولهذا فمحظور عليه أن يعفي نفسه من الالتزام بقرارات الأمم المتحدة"، حسب صحيفة "لا برزيان" الفرنسية.
بعد وقت قصير من ذلك، نشر نتنياهو بيان رد ذكر فيه بالماضي المظلم لفرنسا: "تذكير للرئيس الفرنسي -ليس قرار الأمم المتحدة هو الذي أقام دولة إسرائيل، بل النصر الذي تحقق في حرب الاستقلال بدماء مقاتلين أبطال كثير منهم كانوا ناجين من المحرقة- بما في ذلك من نظام فيشي في فرنسا".
ينبغي التمييز بين الولايات المتحدة وفرنسا. فالأميركيون مضغوطون جدا بالانتخابات للرئاسية التي ستكون بعد ثلاثة أسابيع. وضع كامالا هاريس يبدو أقل جودة والأمر الأخير الذي يحتاجه بايدن الآن هو أزمة دولية تثبت أن الولايات المتحدة فقدت مكانتها.
بالنسبة للفرنسيين، يدور الحديث عن عجز مطلق لماكرون الذي حل البرلمان وأقام حكومة ليس واضحا كم هي قادرة على الصمود. ماكرون يقاتل في سبيل مكانة فرنسا الدولية، وفي هذه الأثناء تتبين سياسته كفشل مطلق. وهو يحاول الآن القتال في سبيل شرف فرنسا، ولهذا فهو يسمح لنفسه بأن يهدد إسرائيل بشكل غير لطيف.
وإذا كان هذا غير كاف: رئيسة وزراء إيطاليا مالوني قالت، أول من أمس، في البرلمان في روما "منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر)، لم نورد ذخيرة وسلاحا لإسرائيل. جمدنا كل العقود". كما قالت "ما تفعله إسرائيل ضد قوات "اليونيفيل" غير مقعول". بيان مالوني هو وصف حقيقي للواقع، لكنه مخيب للآمال جدا حين يأتي من زعيمة تعد صديقة لإسرائيل. هذا يشير الى العزلة المقلقة التي علقت فيها إسرائيل على خلفية الأزمة الدبلوماسية تجاه قوة اليونيفيل في جنوب لبنان. فقد طلبت إسرائيل من القوة التحرك 5 كيلومترات شمالا. اليونيفيل رفضت وإسرائيل تلقت انتقادا شديدا من الأسرة الدولية على سلوكها.