رصين -رصد- يتربع المسلسل المصري "بوجي وطمطم" على عرش أشهر المسلسلات الرمضانية الموجهة للأطفال. بدأت أولى حلقات بوجي وطمطم في ثمانينات القرن العشرين وتمحورت القصة حول الطفل المصري وارتباطه بالبيئة المصرية وكان أول جزء من هذه السلسلة تناول موضوع سلوكيات الأطفال وتم عرضه في رمضان عام 1983. وعلى الرغم من أنه مسلسل مصري خالص، إلا أنه استطاع اكتساب شهرة واسعة في الوطن العربي لتناوله مواضيع تهم الطفل والأسرة العربية عامة، مثل عدم الكذب، الشجاعة، مساعدة الأخرين، التعاون... إلخ. فلقد كان هذا المسلسل من أشهر علامات التلفزيون المصري في رمضان ونجح في خلق رابط بين الشخصيات والمشاهدين.

 

تم تقديم ما يقرب من 18 جزء من تأليف يسري خميس وإخراج الراحل رحمي، ومن أشهرها بوجي وطمطم في رمضان، الفيل الجميل، حكايات مع بوجي وطمطم، الفانوس السحري، بوجي وطمطم وأسرار جحا ومحطة فلافيلو. شهد المسلسل المشاركة الصوتية لعدة شخصيات فنية، مثل الفنان الراحل يونس شلبي في دور "بوجي" والفنانة هالة فاخر في دور "طمطم".

 

وعلى الرغم من توقف "بوجي وطمطم" بعد وفاة رحمي، إلا أن نجله باسم رحمي قرر إعادة تقديم المسلسل في نسخة جديدة تتلائم مع متغيرات المجتمع بعد توقف السلسلة لمدة 10 أعوام. وبالفعل، استعان المخرج بالفنانة الشابة إيمي سمير غانم في دور طمطم والفنان محمد شعبان في دور بوجي وقدما "بوجي وطمطم والكنز المفقود" في عام 2011، إلا أنها لم تكن سوى نسخة باهتة من العمل الاصلي ولم يستطع تحقيق نجاح موازي للأجزاء السابقة. ولكن، باسم رحمي دافع عن العمل في الكثير من الأحاديث الصحفية مؤكدا أن السبب الرئيسي وراء عدم نجاح العمل يعود لضعف ميزانية الانتاج حيث لم تتعد مليون و300 الف جنيه مصري في حين أن ميزانية انتاج أخر موسم لـ "بوجي وطمطم" في عام 1999 كانت مليونا ونصف المليون! وأوضح رحمي أن تلك العقبة جاءت بنتيجة سلبية لأنها أثرت على اختيار نجوم العمل لارتفاع أجورهم ولم يتسنى لفريق العمل التصوير في أماكن مختلفة ومتعددة ففقد العمل الابهار البصري. ويبقى السؤال هل ستتم إعادة تجربة تقديم "بوجي وطمطم" بصورة عصرية مرة أخرى أم ستنطوي الصفحة وتبقى في الذاكرة الحلقات القديمة لهذا المسلسل الشهير؟