Thursday 30th of November 2023 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Sep-2023

«الملك المؤسس شاعرا» ندوة للأكاديميين المجالي والضمور في معرض عمان الدولي للكتاب
الدستور - نضال برقان -
 أقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب الذي ينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة، وأمانة عمان الكبرى في قاعة معرض عمان للسيارات- طريق المطار، مساء يوم السبت الماضي ندوة بعنوان «الملك المؤسس شاعرا»، بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين الأردنيين.
 
وقدم أستاذ اللغة العربية وآدابها الدكتور حسن المجالي خلال الندوة إضاءات على شخصية الملك المؤسس، واصفا إياه بأنها شخصية متفردة امتلكت من صفات القيادة الكثير، ونجحت في ظل ظروف غير عادية.
 
وقال إن الملك المؤسس كان شاعرا بالفطرة، وتشرب من التراث العربي بحكم نشأته في الجزيرة العربية، مضيفا أن الثقافة العربية ترى أن فراسة الفارس لا تكتمل إلا بعد أن يكون شاعرا، وقد جمع الملك بينهما، وكان يلوذ بالشعر في بلاطه من أعباء المسؤولية، وكان شعره متميزا بلغته التي تمتاز بمعانيها العروبية..
 
وتوقف الدكتور المجالي ما بين فكرة الالتزام السياسي عند المؤسس، والفن واشتراطاته التي يتوقف عندها النقاد، موضحا أن الملك المؤسس كان يمتلك وعيا بالشعر، ويرى أن للشعر أهله وخاصته ممن يمتلكون ناصيته، وعلى الرغم من ذلك كان صاحب مشروع عروبي، وظل متمسك به حتى أخر أيامه، كما ظل وفيا للشعر..
 
من جهته، قال أستاذ النقد والأدب الحديث الدكتور عماد الضمور إن الملك عبد الله الأول المؤسس هو من ارسى دعائم الحركة الثقافية في إمارة شرق الأردن، وأن هوية الدولة الأردنية بزغت أدبا وشعرا من بلاط الملك المؤسس الذي شهد تواجدا للكثير من الشعراء ومنهم عرار وعبد المنعم الرفاعي، وغيرهم من الشعراء الذي ينتمون لمدرسة كلاسيكية تميزت بتماسك خطابها الشعري، مضيفا أن الشعر في بلاط الأمير لم يكن بمعزل عن الحركة الشعرية العربية بل مواكبا لها، كما شكل مجلسه حالة من التواصل..
 
وذكر أن هناك قصائد كثيرة للملك المؤسس كانت على شكل معارضة شعرية مع شعراء آخرين مثل صبحي أبو غنيمة وعرار، وتعكس هذه القصائد ملامح مهمة من نشأته حيث نجد في شعره النبرة الحجازية، وحنينه للديار، والمدينة المقدسة، صاحب ذلك قوة في إيصال الصورة الشعرية التي تميزت بغنائها، وموضوعات مختلفة، كما كان للملك المؤسس آراء نقدية تدل على عمق التجربة الأدبية، وكانت هذه الآراء ليست انطباعية، وإنما كانت نقدا معللا..
 
وتطرق الدكتور الضمور إلى أن أهمية شعر الملك المؤسس يدركها النقاد قبل تأسيس حيث نجد وضوحا في لبصمة الشعرية، وأكثر من ظاهرة فنية وموسيقية النظم بقوافي نادرة وهذا يدل على تأثر الملك المؤسسة بالشعراء القدماء، وصلته لاحقا بالشعراء الكلاسيكيين مثل الشاعر احمد شوقي، وغيره، وحرصه أيضا على لاطلاع على المجلات المصرية التي كانت تنشر الشعر بشكل واسع.
 
وكان الدكتور علي المومني، قد استهل الندوة بسيرة الأمير الشاعر والملك المؤسس الذي كان شاعرا وأديبا يرعى الشعراء والأدباء، وله إسهامات كثيرة في هذه المجال، كما تحدث عن مراحل مهمة من بناء الدولة، ومرحلة الاستقلال..
 
وذكر أن المؤرخون قالوا «إن الحركة الشعرية بدأت في ديوان أو بلاط الملك المؤسس، وحيث كانت له اهتمامه شعرية، وكان يحفظ الشعر، كما تحدث عن كتبه ومؤلفاته التي طبعت أكثر من مرة والتي تبين دور الأمير آنذاك والملك لاحقا واهتمامه بالأدب، ودعمه للصحافة في الأردن، وكيف دفع باتجاه خلق حالة متقدمة من الاهتمام بالأدب.
 
... وناشرون يدعون لرؤية عربية واضحة من اجل الاستثمار في الصناعات الثقافية
 
ناقشت جلسة حوارية عقدت مساء يوم السبت الماضي ضمن فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب، وضمن فعاليات برنامج دولة قطر ضيف الشرف للمعرض الذي يقيمه اتحاد الناشرين الأردنيين لليوم الثالث على التوالي «صناعة النشر في دولة قطر»، وخلصت إلى أن الصناعات الثقافية هي جزء من الاقتصاد الوطني.
 
وتحدث في الجلسة نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب، ومدير دار الوتد إبراهيم عبد الرحيم السيد، ومديرة الملتقى القطري للمؤلفين، ومديرة دار روزا للنشر والتوزيع في قطر الدكتورة عائشة الكواري، ورئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، ومدير معرض عمان الدولي للكتاب، جبر أبو فارس، وإدارة الروائي أحمد الطراونة.
 
وفي بداية الندوة، قالت مديرة الملتقى القطري للمؤلفين، ومديرة دار روزا للنشر والتوزيع في قطر الدكتورة عائشة الكواري، إن هناك ارتباطا وثيقا بين صناعة النشر والاقتصاد، مضيفة أن صناعة النشر تقع ضمن الاستثمارات المعرفية، والاستثمار المعرفي معروفة صعوباته، ومن يدخل من هذه الباب يدخله من باب المسؤولية الاجتماعية التي تحمل في طياتها رؤية الاقتصادية.
 
وأشارت الدكتورة الكواري إلى أن هناك تنوعا في دور النشر القطرية، وهناك أهداف نسعى إلى تحقيقها، ومنها العمل مع الناشرين ضمن رؤية واضحة، والحلم أن يكون لدينا مجتمعات قرائية، وهذا يحتاج إلى توحيد الجهود من أجل النهوض بواقع صناعة النشر في العالم العربي عموماً ودعم معارض الكتاب كونها منفذاً رئيساً للتسويق، فنسبة الكتب المباعة عن طريق المعارض تبلغ 53% من إجمالي الكتب المباعة، مشيرا إلى أن وجود دولة قطر في معرض عمان للكتاب هذا العام يشكل أيضا فرصة لتعريف بدور النشر القطرية، ومد جسور التعاون بين المؤلفين الناشرين القطريين مع إخوانهم الأردنيين.
 
أما نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب، ومدير عام دار الوتد إبراهيم السيد، فقد عرض لتاريخ صناعة النشر في قطر التي قال إنها بدأت مع المؤسس جاسم بن محمد بن ثاني من خلال الاهتمام بالكتب التي كان يشتريها من الهند وبغداد، وكان يتكفل بتوزيعها على المواطنين القطريين في ذلك الوقت تشجيعا منه لتحصيل المعرفة..
 
كما استعرض جهود صناعة النشر من خلال المؤسسات الحكومية، وكيف تطورت لاحقا، ذاكرا دار الكتب القطرية التي تأسس قبل 62 عاما، والدور الذي تقوم به الآن مكتبة قطر الوطنية التي تحتوي على الكثير من الوثائق والكتب.
 
وتحدث نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب، السيد عن التجربة القطرية الرائدة في إقامة معارض الكتب، ومنها تجربة إقامة معرض الدوحة للكتاب الذي وصل هذا العام إلى دورته (32)، وأصبح من أهل المعارض العربية حيث كان من أوائل المعارض العربية في عام 1972 بشهادة الناشريين الذين يعرفون أهمية هذه المعرض بالنسبة لهم جنبا مع المعارض العربية الأخرى.
 
من جهته، وقال رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين ومدير معرض عمان الدولي للكتاب جبر أبو فارس، في مدخلته له، إن الهدف من وجود ضيف شرف في معرض عمان للكتاب هو التبادل الثقافي بين الأشقاء بالدرجة الأولى، والتعرف على ثقافة الآخرين وجهودهم في الشأن الثقافي وهذا العام يسرنا التعرف على الثقافة القطرية التي تتميز بمشاريعها الثقافية، وحسن إدارتها للفعل الثقافي بصورة متطورة، مضيفا أن العلاقة مع قطر بدأت منذ تأسيس اتحاد الناشرين، وتطورت لاحقا، وأصبح هناك حرص كبير من الناشر الأردني على التواجد في الساحة الثقافية القطرية، وتحديا في معارض الكتاب.
 
وكان الروائي أحمد الطرارونة الذي أدارة الجلسة قد أشار إلى أننا عندما نتحدث عن صناعة النشر، فإننا حتما سنحيل الموضوع مهما كان يحظى بإبعاد ثقافية إلى موضوع اقتصادي بحت، ورغم ذلك لا يمكن فك الاشتباك القائم بين الثقافة والاقتصاد، موضحا أن العالم اليوم تعتبر الصناعات الثقافية بمجملها واحدة من اهم الركائز الاقتصادية في أي اقتصاد عالمي، ومن هذه الصناعات صناعة النشر..
 
وفي نهاية الجلسة دار نقاش بين الحضور، والمشاركين في الجلسة، حيث أوضح مدير دائرة المكتبة الوطنية الأردنية الدكتور نضال العياصرة إلى أن هناك 6000 رقم إيداعي سنوي في المكتبة الوطنية، ولدينا قوانين حقوق المؤلف، داعيا إلى الاتجاه إلى نحو النشر الإلكتروني مؤكدا أن ما تدفعه الجامعات الأردنية للاشتراك في قواعد بيانات يصل إلى عشر مليون دينار سنويا.
 
أما مؤسس دار الشروق في الأردن فتحي البس، فتحدث عن تطور صناعة النشر في قطر، مبينا أنه ليس أمامها المشكلات الأخرى التي تواجه دول أخرى، وعلى الرغم من ذلك فان نجاح صناعة النشر في أي دولة عربية هو نجاح للناشرين بشكل عام.
 
ورأى أن الصناعات الثقافية يجب أن لا تخضع لاقتصاديات السوق.
 
وحضر الجلسة الوفد القطري الرسمي، وناشرون أردنيون وقطرون، وجمهور المعرض.