Friday 31st of January 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Apr-2016

إبراهيم خليل يحاضر عن الإرهاب في الرواية العربية
الغد - عزيزة علي - رأى د. إبراهيم خليل أن الإرهاب قديم، ومتنوع، فمنه إرهاب الدولة، وإرهاب العصابات التي لا علاقة لها بالجماعات الجهادية؛ مشيرا إلى أن رواية "خربة خزعة " ليزهار يليمينسكي- الكاتب الصهيوني- لا تخلو من وصف دقيق لممارسات الإسرائيليين الإرهابية في فلسطين عشية الحرب في العام 1948 وما بعدها. واستعرض خليل في الندوة التي نظمها منتدى الرواد الكبار أول من أمس، وهي بعنوان "مواجهة الإرهاب روائيا"، وأدارتها القاصة سحر ملص بعض الروايات العربية التي وردت فيها إشارات للإرهاب، من رواية واسيني الأعرج "ذاكرة الماء"، في العام (1997)، التي جاء فيها على لسان إحدى الشخصيات أن الإرهاب لم يدع واحدا آمنا في بيته، أو في عمله "صار القتلة يستكثرون فينا حتى الرصاصة، بكل بساطة نذبح كالخراف أمام أولادنا". ورأى خليل تواتر الإشارة إلى الإرهاب في الرواية العربية منذ زمن وهذه الإشارات غير قليلة، حيث احتل الإرهاب حيزا كبيرا في الخطاب السردي لدى بعض الروائيين في روايات محددة منها رواية "رغبات ذاك الخريف" لليلى الأطرش، ورواية "سأرى بعينيك يا حبيبي" لرشاد أبو شاور، ورواية "موسم الحوريات" لجمال ناجي، ورواية "سماء قريبة من بيتنا لشهلا العجيلي"، وأخيرا رواية "مياه متصحرة لحازم كمال الدين". وأوضح المحاضر أن بعض هذه الروايات يلقي الضوء على الطبائع الشخصية التي ينماز بها الإرهابي عن غيره، وعلى الحوافز التي تجعله يتحول من إنسان طبيعي إلى آخر إرهابي، كما تشير بعض الروايات ومنها "سماء قريبة من بيتنا، ومياه متصحرة"، إلى إرهاب الدولة، فضلا عن إرهاب الجماعات المتطرفة، مبينا أن رواية "سماء قريبة من بيتنا" تنفرد بالتركيز على الأثار السلبية لسيطرة الإرهابيين على أجزاء من سورية، وما يعانيه الآمنون من ممارسات، كالقتل، والذبح، والرجم، والهدم، والخطف، والاعتقال، وغير ذلك من ممارسات تتراكم باسم الدين. ولا يفوت الكاتبة أن تدين، بعبارات صريحة، وغير مواربة، وعلى لسان بعض الشخصيات المهمة في الرواية، النظام لتفريطه بالرقة، فيما يكاد يكون إيحاءً بتعاونه مع التنظيم الإرهابي، وغضه النظر عن جرائمه. فيما تنفرد رواية مياه متصحرة لحازم كمال الدين بالتنبيه على خطورة الإرهابِ الطائفي. وتناول أيضا خليل رواية "رقص"، للروائي معجب الزهراني، الذي اشار فيها إلى استيلاء بعض الإرهابيين على الحرم المكي الشريف، والاحتفاظ برهائن، والتهديد بقتلهم، وقد جاءت إشارته هذه في سياق الحديث عن الثورة الدينية في إيران، مبينا أن رواية "حماقة ماركيز" للروائي عواد علي، حيث إشارة لحادث إرهابي أودى بكل من هاشم، وسلمان البدر إلى المشفى، وقدر لهذا الأخير، الذي كان قد أسر في الحرب العراقية الإيرانية، وقضى في سجون طهران نحو 23 عامًا، وعاد أخيرًا لبغداد، قدر له أن يلقى مصرعه، أو كاد أن يلقى مصرعه، في انفجار سيارة مفخخة نفذها إرهابيون. وقد نبه الساردُ على لسان إحدى الشخصيات لشيء مهم، وهو أن السيارة الخمرية التي استقلها كل من هاشم، وسلمان، لم تكن هدفا للإرهابيّين، ولكن التفجير أودى بعدد غير قليل من السيارات، والأشخاص، على أساس أنَّ الإرهاب عشوائيُ الأهداف. وقال المحاضر إن من يريد استقصاء الروايات التي تشير للإرهاب إشارات متفاوتة، إجمالا أو تفصيلا، فسيجد الكثير كرواية "الإرهابي" لعبدالله ثابت، 2010 التي تروي حكاية جهادي شارك في هجوم 11 سبتمبر على برجي التجارة ثم عدل معلنا التوبة. ورواية " ريح الجنة " لتركي الحمد 2005 التي تروي هي الأخرى أحداثا تتصل بما جرى في نيويورك في 11 سبتمبر على ألسنة بعض المشاركين فيها من غير أن يحقق شروط الرواية فنيًا، ورواية "يا مريم" لسنان أنطوان، 2012 التي تشير للاعتداء على كنيسة النجاة ببغداد، وغيرها الكثير. وتحدث خليل عن دور النقد في هذه القضية قائلا "أن آخر ما يؤرق الناقد العربي هو أن يكون ناقدا ذا هويّة ثقافية تستند استنادا جيدا لرصيد معرفي أولا، ولمزاج ثقافي، وفني، وحضاري، من جهة أخرى"، لافتا إلى أن الرعيل الأول من النقاد مثل "العقاد، وطه حسين، ومحمد مندور، وغيرهم"، لهم العذر في أن يقتفوا آثار النقاد الغربيّين، وذاك شيءٌ دفعتهم إليه ظروفُ النهضة الأدبية في حينه، وظهور أنواع أدبيّة جديدة، والانفتاح المتزايد على الثقافة الأخرى. وخلص المحاضر إلى أن بعض الروايات تتجلى فيها ظاهرة السخرية من الإرهاب، والإرهابيين، فالصورة التي ترسم للإرهابي كاريكاتيرية، مضحكة، مع التركيز على رغبة الإرهابي في الانتحار، أو الاستشهاد، لضمان الفوز بالحور العين، والغلمان المخلدين، في الآخرة.