الغد - منى أبو صبح - تعد العطلة الصيفية محطة توقف كبيرة للطلبة؛ فمن خلالها يمكنهم أن ينموا طاقاتهم ومهاراتهم، ويصقلوا مواهبهم، وينفتحوا على نوافذ كثيرة ومفيدة، ففي الوقت الذي يتوجه فيه بعض الطلبة إلى محلات "البلاي ستيشن، والبلياردو"، وإلى ميادين كرة القدم والسلة والطائرة، يجد آخرون ملاذهم في المراكز والنوادي، في حين ينتظر البعض تخطيط العائلة للتنزه والترفيه.
وتحمل كثير من الأسر همّ العطلة الصيفية وتظل تخطط لها منذ منتصف العام الدراسي، باعتبار أن هذه العطلة تتسع لفراغ كبير يمكن أن يستفيد منه أبناؤها، فيما أسر أخرى لا تولي أي أهمية للعطلة، فتمر عليهم مرور الكرام، من دون أن يستفيدوا منها في شيء.
روان سلمان، طالبة في الصف السادس، تقول "العطلة الصيفية جميلة جدا، وأنا أنتظرها بفارغ الصبر. فوالدتي وعدتنا بأن نذهب إلى العقبة، إضافة إلى الأماكن الترفيهية المحببة لقلوبنا".
وتضيف، "كما أن مدرستي أعدت نشاطات رائعة للإجازة، وقد وافق والدي على المشاركة فيها. فهذه العطلة بالنسبة لي، ستكون سعيدة ومفيدة".
أما الطالبة فدوى عمران، وهي في الصف الثامن، فقالت "رغم أن الإجازة راحة من الدراسة، ومن الصحو باكرا طوال العام، إلا أنها مملة بشكل كبير، بسبب عدم قدرتي على قضاء الوقت في أشياء مفيدة، ومحببة لنفسي، كوني أقضي غالبية الأوقات في المنزل، فلا تسمح لي والدتي بالخروج مع صديقاتي، أو زيارتهن. لهذا لست متلهفة كثيرا لهذه العطلة".
أما الطالب فارس الحاج رضا، فيقول "إن الإجازة فرصة لكي أقوم بعدد كبير من الأنشطة التي حرمت منها طوال العام الدراسي، بسبب الانشغال بمتابعة الدروس والامتحانات. فأنا أحب الخروج مع أصدقائي لنعلب كرة القدم في إحدى الساحات الفارغة".
ويضيف "للأسف، عدم وجود ملاعب لكرة القدم يجعل غالبية الأطفال يضطرون إلى اللعب في الشوارع، وهذا يسبب كثيرا من المشاكل لأن الناس ينزعجون من الأصوات، هذا بالإضافة إلى خطر السيارات".
وتمنى فهد خليل، الطالب في الصف التاسع، أن تقوم مدرسته بإنشاء ناد صيفي، تمارس فيه الأنشطة الترفيهية والتعليمية، ويكون في المستوى الذي يتمناه الطلبة.
ويقول "تحرص عائلتي على تنظيم رحلات إلى عدد من المواقع السياحية، برفقة الأقارب والأصدقاء، لنرى جمال الطبيعة وسحرها، فأنا متلهف لها كثيرا، وأنتظر العطلة بفارغ الصبر، فهي أجمل مكافأة نحصل عليها بعد الامتحانات والتعب".
التربوية والمديرة في إحدى المدارس الحكومية، د.أمل بورشيك، تقول "للأسف تأخذ العطلة طابعا سلبيا، ولا تنظم فيها ساعات نوم الطلبة، وتخرج العائلة على طورها، بالزيارات ونوم الأطفال لدى الأقارب، فتؤثر سلبا على الطلبة، وينسون كل ما درسوه خلال العام الدراسي".
وتضيف "لذا على العائلة انتهاز فرصة العطلة لزيادة ساعات اللقاء مع أطفالهم، والحوار البناء معهم، وإثرائهم بالقصص المفيدة، أو البرامج التلفزيونية الهادفة، وسرد القصص، وزيارة الأقارب في حدود معقولة، وتخطيط رحلات وزيارات مع أقارب، والوقوف على خبراتهم والتحدث عنها".
ويعتقد الأربعيني أبوياسر، وهو أب لأربعة طلاب، أن وقت الفراغ مشكلة يجب وضع حلول لها، أو التغلب عليها قدر الإمكان، من خلال برامج مفيدة، مشيرا إلى أن استغلال وقت الفراغ يكون بممارسة الهوايات، أو المشاركة في النشاطات الصيفية، في المدارس أو النوادي، وبتقسيم الوقت، بحيث لا يمر وقت الإجازة بلا فائدة.
ويقول "عادة أترك أبنائي يلعبون كما يريدون في بداية العطلة بعد عناء الدراسة، لكن في منتصفها أتدخل وأقوم بتوجيههم للنشاطات النافعة".
وتبين سلوى عبدالله، المعلمة في إحدى المدارس الخاصة، أن أكثر ما يشغل بال الكثيرين من الآباء والأمهات هو وقت الفراغ الذي سوف يعيشه الأبناء، بسبب حلول العطلة الصيفية، وانتهاء الالتزامات الدراسية المطلوبة.
والحقيقة أن وقت الفراغ يجب ألا يؤخذ من منظوره السلبي، وفق عبدالله، حيث يمكن أن يستثمر هذا الوقت بشكل إيجابي، وبما ينعكس على الأبناء بشكل مفيد وفاعل.
وتقول "يجب أن لا تكون العطلة تعليمية فقط، حتى لا يكرهها الأبناء، فلا بد أن يكون الترفيه فيها أكثر، فهي فترة استجمام أكثر من أي شيء، ويمكن أن تستغل في ممارسة بعض الأنشطة، كالرياضات البدنية المناسبة".
نوال شعبان، وهي أم لثلاثة أبناء، تقول "بالنسبة لي ليست المشكلة في التخطيط للإجازة الصيفية، ولكن المشكلة في التنفيذ. فالأنشطة الصيفية لا حصر لها في المراكز والمدارس وغيرها. المشكلة تكمن في عملي كموظفة في إحدى الشركات".
وتضيف "كيف يمكن لي أن أوازن بين حاجة الصغار وعملي؟ كيف أتمكن من الحفاظ على حقهم بالاستمتاع بالإجازة وعلى واجباتي كموظفة. ولكن في بعض الأحيان أعالج الأمر بالحصول على إجازة سنوية نقضيها معا في التنزه والترفيه".
وتبين بورشيك أهمية النوادي الصيفية بالقول إنها تتيح التعارف على طلبة آخرين في النادي، والوقوف على مهارات ثقافية واجتماعية ورياضية لدى الطلبة، والمشاركة في أعمال تطوعية؛ مثل الإطار الجماعي، وزيارة إحدى دور المسنين والأيتام، وحضور بعض المحاضرات المفيدة.
وتوضح أنه يمكن إنضاج خبرات الطالب، وبلورة كفاءاتهم، وإكسابهم مهارات جديدة، خلال العطلة الصيفية، من خلال برنامج النوادي الصيفية التي تحتوي على العديد من النشاطات، أو من خلال التواصل مع المعلمين للاستفادة من خبرتهم أو مشاركتهم في بعض الرحلات الجماعية.