Tuesday 4th of February 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Feb-2025

ا بعد سقوط الأسد دعوات في بغداد لاستبقاء القوات الأميركية في العراق
مركز تقدم للسياسات
 
تقدير موقف:
تقديم: منذ سقوط النظام في سوريا، أبدت تيارات سياسية متحالفة مع إيران في العراق مواقف معادية للحكم الجديد في دمشق. تقاطعت هذه المواقف مع تحفّظ وبرودة الحكومة العراقية في التعامل مع التحوّلات السورية. وتبدو ظواهر التوجّس بشكل متقدم من خلال تقارير تتحدث عن مراجعة مواقف قديمة والميل إلى الدعوة لبقاء القوات الأميركية في البلاد.

-  في 1 فبراير 2025، قال نوري المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون، إنه "يجب الحذر من بقايا داعش والبعث المنحل"، مؤكدا أن "هؤلاء يشكلون أدوات للفتنة التي تهدد منجزات الشعب العراقي بعد التخلص من حقبة الدكتاتورية". 
-  جاء هذا الموقف في سياق إدانته لقيام "إرهابيين كانوا عندنا" بتولي الحكم في "بلد مثل سوريا متنوّع الأعراق والأديان"، مضيفا أن سوريا "انتهت تحت الإدارة التركية الإسرائيلية".
-  شدد المالكي على ضرورة "الوقوف في وجه من يحاولون تكرار التجربة السورية في العراق"، مشيراً إلى أن "العراق بلد مستقر وديمقراطي". وأكد أن من وصفهم بـ"الطائفيين والبعثيين" بدأوا يتحركون في غفلة من الأجهزة الأمنية، لكنه أضاف "ما دمنا موجودين والسلاح بيدنا، فسيندمون".
-  أشار المالكي إلى أنه "تم استهداف أتباع أهل البيت ويوميا نشاهد مقاطع فيديو عن مجازر تطالهم"، متسائلا: "أليست هذه فتنة كبرى ان لم نقف امامها ستعم هذه الفتنة حتى العراق".
-  تلتقي هواجس المالكي مع ما صدر من طهران، في 3 فبراير، على لسان القائد العام للحرس الثوري الايراني، حسين سلامي، من أن "العوامل التي لا مجال لذكرها الآن جعلت الأعداء يحققون بعض النتائج، لكن الوضع لن يبقى على حاله".
-  تمثل مواقف المالكي واجهة متقدمة “للشيعية السياسية" المتحالفة مع إيران، والتي تؤثر على الموقف الرسمي العراقي، مقارنة بمواقف دول عربية أخرى أزالت تحفّظاتها بشأن الحكم السوري الجديد، وأرسلت برقيات تهنئة لأحمد الشرع إثر تعيينه رئيسا لسوريا.
- في 14 يناير 2025، قال رئيس الحكومة العراقية، محمد شيّاع السوداني إن بلاده تشعر بالقلق من التحوّلات الأخيرة في سوريا، وأن الخطاب المرن والمنفتح الصادر عن الإدارة الجديدة في دمشق، ما زال يحتاج إلى أفعال جادة تبدد المخاوف ومصادر القلق.
- كان السوداني قد أصدر، عشية سقوط نظام بشار الأسد، مواقف مهدّدة اعتبر فيها أن "أمن العراق من أمن سوريا"، ملمّحا إلى تدخل عراقي لحماية البلد. وقد تمّ حشد القوات العراقية على الحدود بين البلدين. وقد وجّه حينها أبو محمد الجولاني، قائد "هيئة تحرير الشام"، رسالة مصوّرة للسوداني يطلب فيها عدم تدخل العراق.
-  قال السوداني أن أبو محمد الجولاني كان مسجونا في العراق، وأن الأجهزة الأمنية العراقية تعرفه جيداً، ملمّحا إلى تاريخه القديم بالعمل في صفوف تنظيمي القاعدة وداعش، كعامل مقلق من التحوّلات السورية التي يقودها بعد أن تخلى عن اسمه القديم.
-  تدرس الحكومة العراقية إرسال وزير الخارجية فؤاد حسين في زيارة رسمية إلى سوريا، في خطوة مكملة لسياسة انفتاح الدول الإقليمية على سوريا لا سيما بعد تولي أحمد الشرع الرئاسة في سوريا.
-  انقسمت المواقف السياسية في العراق حول تولي الشرع سدة الحكم في سوريا، إذ تبارى الزعماء السنة في العراق على إعلان التأييد والفرح بالمتغير السوري، على عكس القوى الشيعية التي أبدت تحفظا، بل وأسفا على ما حدث في سوريا، ويرون في السقوط المفاجئ لحليفهم خسارة استراتيجية تعيد رسم خرائط النفوذ في المنطقة، بما لا يخدم مصالحهم.
-  في 26 ديسمبر 2024، ترأس مدير جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري وفدًا عراقيا أمنيا توجه إلى سوريا، حيثُ التقى الشرع في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، وبحث معه جملة ملفات مشتركة.
-  في 31 يناير 2025، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين عراقيين أن سقوط نظام الأسد في سوريا دفع الفصائل المتحالفة مع إيران في العراق إلى إعادة النظر في مساعيها الرامية لإخراج القوات الأميركية من البلاد. وقالت الوكالة، إن سقوط الأسد أدى إلى إضعاف نفوذ طهران في المنطقة، مما جعل الجماعات المتحالفة معها في العراق تشعر بالضعف.
-  تنقل الوكالة عن مسؤول في الإطار التنسيقي الشيعي القول إن معظم قادة الإطار يؤيدون بقاء القوات الأميركية في العراق، ولن يرغبوا في مغادرتها نتيجة لما حدث في سوريا." وأضاف: "إنهم يخشون أن يستغل داعش الفراغ الأمني إذا غادر الأميركيون العراق، مما قد يؤدي إلى انهيار الوضع في البلاد".
-  كانت بغداد أعلنت في سبتمبر 2024 التوصل لتفاهم مع واشنطن حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق على مرحلتين تضمن انسحابا أميركيا يبدأ من سبتمبر 2025 وينتهي في سبتمبر 2026.
-  في أواخر أبريل 2025 تنعقد القمة العربية المقبلة في بغداد. ويتساءل المراقبون عن مدى تأثير الموقف العراقي الفصائلي والرسمي من الحكم الجديد في سوريا على مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في القمّة.

خلاصة:

**تمثل تصريحات نوري المالكي والانقسام السياسي الداخلي بشأن الحكم الجديد في سوريا، خشية واضحة من نظام الحكم في بغداد بعد سقوط نظام بشّار الأسد في سوريا، ويعبّر عن توجّس من تغيّر موازين القوى التي فرضت نظام الحكم منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003.
**تندرج تصريحات المالكي داخل مشهد "الشيعية السياسية" المتحالفة مع إيران، ويتقاطع موقفه المتقدم في انتقاد الحكم السوري الجديد مع تحفّظ حكومة محمد شيّاع السوداني في التعامل مع التحوّل السوري.
**على الرغم من تطوّر موقف دول عربية من التحوّل السوري لاسيما في زيارة أمير قطر لدمشق وزيارة الشرع للرياض وزيارات وزراء خارجية عرب لسوريا، فإن بغداد ما زالت "تدرس" إرسال وزير الخارجية العراقي إلى دمشق.
**وفق مواقف المالكي، فإن فريقه السياسي يخشى أن يشجع حكم "الإرهابيين في سوريا"، بحسب وصفه، على تحرّك جديد للبعث وداعش، ما يكشف عن خشية حقيقية تستدعي استخدام لغة تحريضية سادت الخطاب السياسي بعد سقوط النظام العراقي السابق.
**لافت جدا تحوّل موقف الفصائل الشيعية في مراجعة ما كان شعارها الأساسي خلال السنوات الأخيرة في طلب انسحاب القوات الأميركية من العراق، ما يستدعي استكشاف ما إذا كان هذا الموقف إيرانيا أيضا في إطار رسائل طهران الجديدة لإدارة ترامب في واشنطن.
**رغم تقويم أميركي بعدم وجود خطر داعشي داهم، فإنه في حال إعلان بغداد رسميا الخشية من عودة التنظيم الإرهابي فإن ذلك قد يؤدي إلى تغيير خطط الانتشار الأميركي في العراق وسوريا.
**تسلّط المواقف السلبية العراقية من التطوّر السوري الضوء على مشاركة الشرع في القمة العربي المزمع عقدها في بغداد في أبريل 2025.