Sunday 19th of January 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Jan-2025

مركز تقدم للسياسات: ما مستقبل روسيا في "سوريا الجديدة"؟
تقدير موقف:
 
مركز تقدم للسياسات
 
تقديم:
على الرغم من طلبات أوروبية واضحة من الإدارة الانتقالية الجديدة في سوريا بضرورة عدم وجود قواعد عسكرية في سوريا، فإن ضبابية، في دمشق وموسكو، تسود طبيعة العلاقات المقبلة بين البلدين. فمقابل خطاب حازم في دمشق ضد أي نفوذ إيراني في سوريا، حافظت الإدارة الجديدة على خطاب معتدل حيال العلاقة مع روسيا.  وتشير معلومات السلطة الجديدة في دمشق ان ميخائيل بوغدانوف مساعد وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس بوتين للشرق الأوسط سيزور دمشق في الأيام القادمة، لبحث كل الملفات العالقة بين البلدين بعد انهيار نظام الأسد.
 
- في 14 يناير 2024، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن النظام السوري السابق يتحمل المسؤولية عن تدهور الوضع في البلاد، وأن عدم رغبة النظام في تغيير أي شيء، وتقاسم السلطة مع المعارضة كان من أهم أسباب انهياره.
 
- قال إنه على مدار السنوات العشر الماضية، بعد أن طلب الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، من روسيا التدخل، وبعد إطلاق صيغة أستانا، ورغم المساعدة التي برزت من جانب الدول العربية، أبدت السلطات في دمشق مماطلة في العملية السياسية ورغبة في إبقاء الوضع على ما هو عليه.
 
- أضاف لافروف، أن موسكو دعت الحكومة السورية مراراً لدعم عمل اللجنة الدستورية التي أنشأت في سوتشي خلال المؤتمر السوري في 2018، غير أن "الحكومة السورية لم تبد أي استعداد لتقاسم السلطة مع المعارضة، ولا يدور الحديث هنا عن المعارضة الإرهابية".
 
- اعتبر أن هذه المماطلة رافقتها مشكلات ناتجة عن العقوبات الاقتصادية التي خنقت الاقتصاد السوري، بينما تعرض الجزء الشرقي من سوريا الغني بالنفط للاحتلال من الولايات المتحدة، وتم استغلال الموارد المستخرجة هناك لصالح دعم الروح الانفصالية في شمال شرقي سوريا.
 
- أشار لافروف أيضا إلى أن موسكو نصحت الأكراد بضرورة وجود سلطة مركزية في سوريا، وأنهم قالوا إن الولايات المتحدة ستساعدهم على إنشاء حكومتهم، وأن موسكو أكدت لهم أن تركيا وإيران لن تسمحا بقيام دولة خاصة بهم.
 
- رفض لافروف نظرية أن "خروج روسيا من سوريا يعني مغادرة مواقعها في الشرق الأوسط". وقال إن روسيا "لم ولن تغادر المنطقة". أكد ان السفارة الروسية لم تغادر دمشق. ولم يتطرق لوضع القواعد العسكرية الروسية في سوريا.
 
- لمّح إلى أن روسيا سهّلت وصول الإدارة الجديدة لتسلّم مقاليد الحكم في سوريا من خلال عدم استخدام أدوات عسكرية كانت قادرة على وقف تقدم "هيئة تحرير الشام" وبقية الفصائل.
 
- من جهته قال نائب الوزير ومبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، إن روسيا تنظر إلى العلاقات مع دمشق بوصفها "من أولويات سياستها الخارجية". وترددت معطيات الخارجية السورية، تفيد بأن بوغدانوف سوف يرأس وفداً روسياً إلى دمشق قريباً.
 
- يذكر ان لروسيا قاعدتين عسكريتين في سوريا، الأولى "حميميم" الواقعة في ريف محافظة اللاذقية والثانية تقع بالقرب منها على سواحل مدينة طرطوس.
 
- تعتقد مصادر مراقبة في موسكو أن المؤشرات والدلائل تذهب باتجاه بقاء حضور روسي صغير ومحدود، أو العودة لما كانت عليه موسكو في سوريا قبل 2011، وترى أنه، حتى مع وجود اتفاقية للاحتفاظ بالقواعد، فإن أهميتها في التخطيط العسكري لن تكون كما كانت سابقا، ومن المرجح أن تقتصر على مركز لوجستي.
 
- يعتقد باحثون روس أن الإدارة الجديدة في سوريا قد تسعى إلى الحفاظ على بعض الاستمرارية مع روسيا كجزء من الحفاظ على الاتصال الخارجي والمناورة بين القوى المختلفة.
 
- تعتقد نفس المصادر أنه، على الرغم من علاقاتها الصعبة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، من الصعب أن توافق أنقرة على احتفاظ روسيا بالمنشآت العسكرية بالقرب من الأراضي التركية
 
- يتمّ تداول معلومات في روسيا عن تكليف الرئيس الشيشاني رمضان قديروف بالتفاوض مع القيادة السورية الجديدة، لترتيب توافقات تتناسب مع مصالح الطرفين.
 
- تعوّل موسكو على عدم قدرة الإدارة السورية على التخلي عن الحاضنة التسليحية الروسية بسهولة، كما أن روسيا لا يمكنها استبدال الساحة السورية بأي مكان آخر، فلسوريا خصوصية جيوسياسية وجيو نفطية وجيو عسكرية متميزة. 
 
- أشارت مصادر مراقبة إلى أن موسكو ثمّنت موقف قائد الإدارة السورية، أحمد الشرع، الذي ما زال يقاوم الضغوط الغربية بشأن وجود قواعد روسية، لا سيما إثر زيارة وزراء خارجية أوكرانيا وألمانيا وفرنسا إلى دمشق، وأن روسيا تعوّل على غموض موقفه لنسج تفاهمات جديدة معه.

خلاصة:
**تسعى روسيا إلى إعطاء إشارات تودّد للإدارة الانتقالية في سوريا تمهّد لفتح صفحة جديدة في العلاقات الروسية السورية. من هذه الإشارات تحميلها النظام السوري السابق مسؤولية تدهور الأوضاع، وتلميحها بأنها سهّلت وصول "هيئة التحرير الشام" إلى دمشق.
**تقدم روسيا نفسها على نقيض من الرؤية الأميركية بشأن المسألة الكردية شمال سوريا، ما يجعل خطابها مقبولا من قبل دمشق وأنقرة.
**تثمن موسكو ضبابية الشرع في رفض الضغوط الذي تطالبه بإخراج النفوذ الروسي من سوريا وإقفال القواعد العسكرية الروسية.
** تراهن موسكو على دور للرئيس الشيشاني رمضان قديروف في تطوير علاقات جديدة بين موسكو ودمشق بالتعويل على حاجة سوريا إلى الاستمرار من البيئة التسليحية الروسية التي يقوم عليها نظام الدفاع السوري.
**لا يستبعد باحثون روس تراجع الحضور الروسي في سوريا إلى مستوى لوجيستي أو إلى ما كان عليه قبل عام 2011.