الغد-هآرتس
أسرة التحرير 19/2/2025
كهانا حي ويسمونه بنيامين نتنياهو. الترحيل أيضا حي ويسمونه "الخطة لخروج الفلسطينيين الطوعي من قطاع غزة". يجدر بنا أن نبدأ بالاستيعاب أن هذه السياسة الرسمية للحكومة.
أول من أمس أعلن وزير الدفاع لكهانا (نتنياهو)، إسرائيل كاتس بانه قرر إقامة مديرية خاصة لمغادرة سكان قطاع غزة طوعا. في بيان عن وزارة الدفاع كتب أن كاتس اتخذ قراره في ختام بحث شارك فيه مسؤولون كبار في جهاز الأمن. وحسب البيان، فإن منسق أعمال الحكومة في المناطق عارض في البحث خطة أولية في الموضوع أعدت بناء على طلب برغي نتنياهو الصغير. "تتضمن الخطة مساعدة واسعة، تتيح لكل مواطن من غزة يرغب بالهجرة طوعا إلى دولة ثالثة الحصول على غلاف يتضمن أمور أخرى، ترتيبات خروج خاصة عبر البحر، الجو والبر"، كما كتب في البيان. الاقتباسات ليست مأخوذة عن رواية من نوع التاريخ البديل، هذا بيان صادر عن وزارة دفاع دولة اليهود.
فضلا عن حقيقة أن كاتس يتوقع من أحد ما أن يصدق أنه قرر شيئا ما، ينبغي أن نرى بخطورة كبيرة مضمون الأمور. فإقامة المديرية هي استمرار مباشر لتعليمات كاتس للجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي، إعداد خطة "تتيح لسكان قطاع غزة ممن هم معنيون بذلك أن يغادروا إلى كل مكان في العالم يوافق على استيعابهم". كاتس لا يرى نفسه شخصا أمر الجيش بالاستعداد لارتكاب جريمة حرب. هو يعتقد أن الخطة "الجريئة" لترامب يمكنها أن تخلق "إمكانيات واسعة لخروج السكان ممن يكونون معنيين بذلك من غزة، ولتساعد أيضا السكان في أن يتم استيعابهم بالشكل الأفضل في بلدان المقصد. كاتس.
من المهم لنا أن نتغلب على الإغراء في أن نرى هذه الخطة كتصيد آخر من بيت دونالد ترامب. فقد قبلها نتنياهو بحماسة، وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" قال: "إن هذه هي "الفكرة الجيدة الأولى التي سمعتها، فكرة استثنائية. يجب فحصها وتنفيذها، فهي ستخلق مستقبلا آخر للجميع". وتساذج نتنياهو كعادته فقال: "ما الضير في السماح للغزيين ممن يريدون المغادرة – أن يغادروا؟ يمكنهم أن ينتقلوا إلى مكان آخر، ويعودوا. هناك حاجة لإعادة بناء غزة".
عندما يدحرج رئيس الولايات المتحدة ورئيس وزراء إسرائيل فكرة ووزير دفاع إسرائيل يأمر الجيش بالاستعداد لتنفيذها، لا يمكن أن يبقى هذا بمثابة مادة لمسرحية هزلية. هذا يستدعي انتباها جماهيريا، سياسيا ودوليا في قمة الجدية، واستعدادا لاقتلاع الفكرة وهي في مهدها. وهذا أساسا لأنه بخلاف المعارضة التي لاقت فكرة الترحيل التي روج لها كهانا في حينه، هذه المرة تغلف الجريمة بورق السولفان البرتقالي لترامب، وعلى خلفية مذبحة 7 تشرين الأول (أكتوبر)، تستقبل بحماسة في قلب التيار الإسرائيلي الأساس أيضا.