الراي-فرح العلان - ينشغل الزميل الصحفي المهتم والمتابع للشأن الثقافي المحلي معتصم ابو جابر، حاليا، في العمل بمجلة «الطريق» التي تصدر بدعم من منظمة طوارىء اليابان (JEN) في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، ويسعى من خلال هذا العمل الصحافي الى نقل معاناة اللاجئين وتوعيتهم في العديد من النواحي الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، ويعمل مع فريق المجلة على تدريب العديد ممن يعشقون العمل الصحافي لكي يستطيعوا نقل واقعهم الى الراي العام العالمي».
وفيما يتعلق بالمشهد الثقافي الاردني يقول أبو جابر: «اعتقد انه بحاجة الى التركيز على تجسيد الثقافة الاردنية بعد موجة لجوء شهدناها في السنوات الخمس الاخيرة، حيث اختلاط الثقافات قد يؤثر على ملامح الثقافة المحلية لدينا. وهذا العمل بحاجة الى دعم كامل من قبل الحكومة نتيجة ما يعانيه المثقفون من دعم خجول لا يفي بالغرض على مستوى المجتمع المحلي باكمله، كما يجب دعم جميع المثقفين في المحافظات النائية ليستطيعوا من خلاله نقل نتاجهم الثقافي، وذلك من خلال تفيعل دور المؤسسات الثقافية في المحافظات، والتي تحولت الى مؤسسات هدفها تحصيل الدعم المالي من اجل تقديم خدمات اجتماعية تبتعد كليا عن الثقافة.
يضيف ابو جابر «من الملاحظ ان المجتمع المحلي لا يهوى القراءة والاطلاع بشكل كاف، لكن هذا لا يمنع نشر الوعي الثقافي من خلال المسرح ودعم كافة المهرجانات المتعلقة بالشعر والتراث في جميع المحافظات وتوسعتها لتكون المشاركة على مستوى الوطن العربي.
وتطرق ابو جابر الى المشهد الفني وخاصة الدراما، فقال: المشهد الفني اكثر سوءا من المشهد الثقافي، عجلة الانتاج متوقفة، والانتاجات الحالية تخرج عن مضمون واهداف توعوية كتجسيد التاريخ والحضارة ونذهب الى اعمال الانتاج التنفيذي الذي لا هدف له سوى الربح المالي حيث لا يخرج منها الا العمل الرديء ينظر اليه المشاهدون كوسيلة للتسلية فقط.
آخر ما قرأه ابو جابر هو كتاب «التطهير العرقي لفلسطين» حيث تمكن مؤلفه وهو مؤرخ يهودي إسرائيلي يدعى «إيلان بابي» ينتمي إلى طائفة المؤرخين الجدد في إسرائيل، من اطلاعهم على بعض الوثائق السرية في الأرشيف الوطني الإسرائيلي، التي أتيحت للباحثين لأول مرة عام 1988 بعد مرور أكثر من 40 عاما على تأسيس دولة إسرائيل».
ووفقا لبابي، يقول أبو جابر: إن عملية التطهير العرقي، قد تم التخطيط لها بصورة مسبقة وواعية عبر شبكة مترابطة وتنظيم محكم وأوامر صريحة وواضحة تنطلق كلها من فلسفة الحركة الصهيونية وممارساتها المرتبطة بصورة كلية بالرؤية والمخطط الرأسمالي العالمي باعتباره صاحب المصلحة الرئيسية في قيام دولة إسرائيل، ويركز بابي بالأساس على ما يعرف بالخطة داليت التي انتهجتها الوحدات العسكرية الإسرائيلية بقيادية ديفيد بن جوريون، وهنا يطلق بابي على ديفيد بن جوريون اسم مهندس التطهير العرقي بعد تسببه في الطرد القسري 800 ألف فلسطيني عامي 1948 و 1949.