Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Apr-2017

الأمير الحسن: الحرب السورية تهجر 2.3 مليون طفل وتقتل 652 العام الماضي

 سموه يفتتح المؤتمر الشبابيّ السابع حول التعليم والإبداع والاستثمار

 
نادية سعد الدين
عمان -الغد-  فيما أكد سمو الأمير الحسن أن الحرب في سورية، أسفرت عن استشهاد 652 طفلاً، العام الماضي، بزيادة قدرها 20% عن العام 2015، و647 طفلاً جريحاً، ولجوء أكثر من مليونين و300 ألف طفل إلى دول أخرى، دعا سموه إلى إحياء مبادرات شبابية عربية لتمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في الحياة المجتمعّية العامة.
ونوه سموه، في افتتاح المؤتمر الشبابيّ السابع أمس حول "التعليم والإبداع والاستثمار: نحو رؤية عربية مشتركة"، بتنظيم منتدى الفكر العربيّ، إلى أهمية "استنهاض الهمّم الشبابيّة، وتحقيق الصحوة المنشودة ضمن حدود المتغيرات الإقليمية العربية".
وبيّن الحاجة "لعقلنة وأنسنة المشروع الثقافي العربي وتقريبه من متطلبات مؤسسات الدولة، توازياً مع استثمار الرأسمال الإنسانيّ".
وقال سمّوه: "نحتاج إلى بناء مؤسسة عربية جامعة، تضمّ الرأي السياسي الرسمي والأهلي والاقتصادي والاجتماعي، ويكون للشباب دورهم الفاعل فيها، بما يتطلب تمكينهم من المواطنة والسعي من أجل تحقيق العدالة والسلام بين صفوفهم".
ولفت إلى أهمية "تعزيز قيّم التكافل الاجتماعي العربيّ"، مضيفاً أن "الأردن، البلد الصغير، يضمّ 49 تجمعاً من اللاجئين بأسمائهم المختلفة"، ما يستدعيّ "تحقيق الدمج بين اللاجئين والمجتمعات المحلية لتمكينهم من تحقيق الاكتفاء الذاتي والعيش الكريم".
وحول مخيم الزعتريّ، قال إن "80% من مجمل سكانه من الأطفال، والكل مصاب بالمآلات النفسية للحروب والويلات".
وقال: "فيما يعتمد نحو 6 ملايين طفل سوري على المساعدات الإنسانية، فضلاً عن تجنيد الأطفال للقتال ولتنفيذ العمليات الانتحارية وحراسة السجون، مما تمخضّ عنه مشكلات صحية وأمراض عقلية، أدت إلى نقص حادّ في الفرصة الإنسانية أمام الأطفال ليكبروا بشكل طبيعي". 
وأوضح بأن نسبة غير قليلة من "اللاجئين والمشردين باتوا بلا أوراق، ولا دولة"، لافتاً إلى أهمية "بلورة مفهوم القدّرة التحمليّة الجامعة في إطار الهلال الخصيب، ودول النفط العربيّ المزدهر".
وقال إن "قرارات القمة العربية، التي عقدت في نهاية آذار (مارس) الماضي بعمّان، لم تتناول موضوع الجوع والفقر، ولا الفروق القائمة في مستويات المعيشة".
وركز سموه على ضرورة "متابعة المشروع النهضوّي العربي، الذي انطلق فعلياً قبل 100 عام، وذلك أمام بروز منظومة قيّمية جديدة، واتساع الهوة العالمية، إزاء التغير الراهن، على مستوى العقل والخطاب والتأثير، وضمن سياق التفاعل العالمي مع مجريات الأحداث".
ولفت إلى مساعي "إلغاء الإقليم الجامع، واستبعاد فكرة الأمة العربية الواحدة، التي تشكل عنوان الثورة العربية، عند التركيز على الحالات القُطرِّية الضيقة، أو مقترحات التقسيم".
وشدد على أهمية "تمتين اللغة العربية كأداة تواصل مع الآخرين"، بصفتها ركناً أساسياً في المشروع النهضوي العربي، عبر "تطوير مضامينها، وتحديد مضامين المشروع ورسالته، لأجل رفد المنابر الثقافية بالفكر الأخلاقي الذي يتم إغناؤه بالتعددية والأصالة المستنيرة".
من جانبه، قال أمين عام المنتدى الدكتور محمد أبو حمور، إن هناك "فجوة بين ما تقدمه المؤسسات الأكاديمية للشباب من مهارات ومعارف، وما يحتاجه سوق العمل".
واعتبر أن "الأنظمةَ التَّعليميةَ في الدولِ العربية تحتاج إلى إصلاحات في مختلف المجالات، بما في ذلك المناهج وأساليب التدريسِ، وأنظمةُ البحث العلمي، وسُبل الاستفادة من التكنولوجيا وتطبيقاتِها المتنوعة، وخاصةً في مجال الابتكار والإبداع". 
بدوره، قال نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي، الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، إن "الإقصائية التي يعاني منها الشباب العربي اليوم تعدّ نتاج انعدام الثقة فيه كعنصر تنموي ناشط في المجتمع، وهدر طاقاته المعرفية والبدنية هدراً ترك المجال للمتزمتين باختطافهم وتفتيت ولاءاتهم".
وأكد ضرورة "تكليف بالشباب بالمناصب الرفيعة، حيث بات الاستثمار في المورد البشري اليافع من واجبات السياسات العامة التنموية للدول العربية، مع ضرورة أن يؤسس ذلك الجانب التربوي ورعاية المواهب والإبداع بشكل رئيسي". 
من جانبه، أشار عضو المنتدى من لبنان، نزار يونس، إلى "الخطاب الدوغمائي المتزمت الذي ترّوج له الجماعات السلفية، لإحياء هويات ماضوية إقصائية متصارعة وقاتلة".  ورأى أهمية "الاعتداد بهوية قومية واحدة معترف بها منفتحة على تعددية الاجتماع العربي، وملتزمة بالحرية وبالديموقراطية، منزَّهة من التعصب والعنصرية، ملتزمة بالمحافظة على حقوق الأفراد والجماعات وعلى المساواة والكرامة الإنسانية في ظل المشروع ثقافي عربي يعيد تشكيل الوجود العربي في دنيا العرب".
من جهتها، ألقت الشابّة ملاك العقيلي كلمة المشاركين، لفتت فيها إلى أهمية "إطلاق مبادرات تعود بالفائدة على المجتمع، والتغلب على الحواجز التي تقف عائقاً في طريق التقدم، وإيجاد حلول لبعض التحديات التي يواجهها العالم، بالتكاتف مع القادة الشباب العرب وصنّاع القرار وريادي الأعمال والمبتكرين والمجتمع المدني".