Thursday 30th of January 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Nov-2014

"مكاني بينكم": حملة لدمج ذوي الإعاقة في المدارس النظامية
الغد - تغريد السعايدة - في سبيل تنمية سياسة الدمج بين الأطفال ذوي الإعاقة وغيرهم من طلاب المدراس، نشطت مؤخرا حملة “مكاني بينكم”، والتي أطلقها المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين، للتشجيع على قبول الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة، واندماجهم مع الطلبة بشكل كامل، كونهم لا ينقصون عنهم شيئا ويوجد نسبة منهم من المتفوقين دراسياً.
وتعد الحملة الوطنية الإعلامية التوعوية لدمج تعليم طلبة ذوي الإعاقة في المدارس النظامية سواء الحكومية أو الخاصة، “مكاني بينكم”، من الحملات التي دأب المجلس على إطلاقها منذ العام 2011، من خلال عقد ورشات عمل حول آليات المناصرة وكسب التأييد وقيادة الحملات مع منظمات المجتمع المدني والاعلاميين، وكان نتاج هذا المشروع إطلاق حملة أو فكرة “مكاني بينكم”.
ضابط الاتصال في المجلس عبيده عبده، تبين أن الحملة برمتها تهدف في الأساس إلى العمل على تغيير التوجهات والصورة النمطية في المجتمع حول قبول “الآخر” من الطلبة ذوي الإعاقة، إذ إن المشاهدات والمتابعات أظهرت أن هناك نوعاً من الاختلاف والصعوبة في تقبل الطلبة من غير ذوي الاعاقة أو ذويهم للأطفال ذوي الإعاقة في المدارس.
وأكدت عبده أن فكرة العمل في “مكاني بينكم” تعمل على مسارين وهما حملة مجتمع مدني في تنفيذ خطط خاصة بالتعليم الدامج، ومسار المجلس الأعلى والذي يتمثل في تنظيم التشريعات والقوانين، بالإضافة إلى إيجاد اتفاقية تحديد الأدوار والمسؤوليات مع وزراة التربية والتعليم ووزارة التنمية الاجتماعية والمجلس الأعلى. 
بيد أن “مكاني بينكم”، وفق عبده، هي المحفز والعامل على تغيير تلك النظرة والتوجه، من خلال بث تلك الرسائل الإعلامية والتوعوية، والتي “نتمنى أن يكون لها اثر كبير في المجتمع”، إلا أن التحقق أو التعرف على الفائدة المرجوه من ذلك سيتم الحكم عليه بعد فترة من إنتهاء الحملة، وعلى سبيل المثال، يمكن الحكم على ذلك مع بداية الفصل الثاني أو حتى نهاية العام الدراسي من خلال عمل إحصائية لحجم الطلبة المقبولين في المدارس النظامية كـ “حصيلة” لنتاج الحملة في سبيلها للتغير.
ويعمد المجلس من خلال حملته إلى تحديد مجموعة من الأهداف كذلك، إذ بينت عبده أن هناك هدفا عاما يتلخص في تفعيل وتعزيز حق التعليم الدامج لطلبة ذوي الإعاقة مع الطلبة من غير ذوي الاعاقة في المدارس النظامية الحكومية والخاصة، وتوعية المجتمع المحلي بهذا الحق وأهميته.
ونوهت عبده الى أن هناك مجموعة من المدارس كانت متعاونة جداً في مجال التعليم الدامج، وتم تعميمها، والأمل ينصب بالفعل حالياً على أن يزداد هذا التوجه بين الكثير من المدارس، خاصة وأن هناك تعاونا بين وزارتي التربية والتعليم والتنمة الاجتماعية والمجلس من جهة، إذ إنه  يتم تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع الطلبة ذوي الإعاقة وتنمية قدراتهم التعليمية للوصول بهم إلى بر الأمان في مجال “حق التعليم”.
وتابعت هناك مجموعة من الأهداف الخاصة والمتمثلة في الوصول الى سياسة تضمن تطبيق حق التعليم الدامج في وزارة التربية والتعليم كما نص قانون حقوق الاشخاص المعوقين المادة (4) الفقرة ( ب) من خلال اصدار الأنظمة والتعليمات والتسهيلات اللازمة، ووضع برامج توفر بيئة تعليمية دامجة للأشخاص ذوي الإعاقة تتضمن الدعم اللوجستي، وتأهيل الكوادر وتوفير وتطوير المناهج من قبل الوزارات المعنية.
وتشدد عبده على أهمية تغيير اتجاهات الكوادر الادارية والتعليمية والطلبة في البيئة المدرسية، وأولياء الأمور ايجابيا نحو التعليم الدامج لطلبة ذوي الإعاقة في المدارس النظامية، وزيادة توعية المجتمع المحلي بأهمية دمج التعليم للطلبة المصابين مع الطلبة غيرالمصابين بذوي الاعاقة في المدارس النظامية.
ومن خلال تلك الرسائل التي تُبث يومياً عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وحتى اللوحات الإعلانية  الموزعة في الشوارع العامة، فإن هذه فرصة للناس، وفق عبده، ليتعرفوا على الحملة والهدف من خلالها، وهو ما أكدته والدة أحد الأطفال ذوي الإعاقة، أم خالد، إذ إنها تعتقد أن تلك الحملات لها الدور الكبير في أن يتعرف الأطفال من غير ذوي الاعاقة على طبيعة أقرانهم من ذوي الإعاقة وتقبلهم في المجتمع الدراسي، خاصة أنها من خلال حياتها اليومية تجد أن الكثير من الأطفال يجدون صعوبة في تقبل غيرهم، خاصة مع غياب الوعي وعدم تعرف الأهل بالأطفال من الفئات الأخرى.
بيد أن عبده ترى أن هناك مجموعة من الفئات المستهدفة التي تحرص الحملة إلى توصيل المعلومات والرسالة إليها، وأولها “البيئة المدرسية” بكافة كوادرها الادارية والتعليمية والطلبة وأولياء الأمور بشكل خاص، والمجتمع المحلي بشكل عام، وذلك من خلال مجموعة من الرسائل الجاهزة للبث الى الجمهور، وبالفعل تم بثها في وسائل الإعلام، بالإضافة إلى التعريف بأخبار الحملة وأهدافها
وتم تصميم الملصقات التي تحاكي الحملة من خلال  مضامين عدة أبرزها “تعزيز حق تعليم طلبة ذوي الاعاقة، ودعم المعلم في المدارس النظامية لهم ، عدا عن تعاون طلبة من غير ذوي الاعاقة مع طلبة مصابين بها، وتعديل اتجاه أولياء أمور طلبة المدارس النظامية اتجاه طلبة ذوي الاعاقة”.
وتصميم الملصقات الرئيسية الأربعة، جاء بأشكال ومضامين مختلفة تصب في الهدف ذاته، بحسب عبده، إذ  إنه يوجد ملصق يحمل عنوان “حقي أن أتعلم” ويهدف الى تعزيز حق التعليم للأشخاص ذوي الاعاقة، وآخر “بعتز بصداقتك”، والموجه إلى الطلبة ليقفوا إلى جانب ذوي الإعاقة، وملصق آخر “ابني زي ابنك” وهو موجه للأهل، وأخيراً “ثقتك نجاحي” وهو ملصق مخاطبة للمعلمين لمساندتهم لطلبة ذوي الإعاقة ودعمهم من خلال تعزيز ثقتهم بانفسهم وتعزيز ثقة المجتمع بقدراتهم.
ولم تقتصر الحملة على وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروئة فقط، وإنما جاءت لتشمل مجموعة من الوسائل التوعوية والجماهيرية الأخرى، مثل الخطب النموذجية لأيام الجمع في المساجد، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر واليوتيوب.
إلا أن الأهمية في نشر التوعية في هذه الحملة تنصب، وفق عبده، على المدارس فقد دأب المجلس الأعلى لشؤون ذوي الإعاقة تنصب على المجتمع المدرسي من خلال الانشطة المدرسية، والعمل على تفعيل الاذاعة المدرسية تحقيقا لأهداف الحملة، وإعداد مسابقة لأفضل عمل فني مدرسي سواء أكان رسومات أو حصص النشاط في الجدول الدراسي، تحقيقاً لأهداف الحملة بين الطلبة.
وشددت عبده على أن المجلس سيعمل على متابعة نتائج الحملة في المستقبل، من خلال عمل متابعات ودراسات وإجراء عملية إحصاء لعدد الطلبة الذين تم قبولهم في المدارس، والذي من الممكن من خلاله الحكم على نجاح الحملة، والعمل على الاستمرار فيها.
جمعية الياسمين والتي تهتم بفئة ذوي الإعاقة من متلازمة الداون، دأبت على العمل لسنوات طوال في سياسة الدمج بين أطفال الداون والأطفال الآخرين، إذ  أكدت رئيسة الجمعية عواطف أبوالرب،  مبينة “ أن الجمعية تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في الارتقاء بمستوى أطفال متلازمة داون النفسي والتعليمي، إلى جانب توعية المجتمع بتقبلهم والتعايش معهم بشكل طبيعي”، مما يعني ضرورة العمل على التوعية المجتمعية والتي تبدأ من الأسرة.
الجمعية تعمل على تقديم خدمة “البورتج”، التي تعني تأهيل أطفال متلازمة داون من خلال التدخل المبكر منذ الميلاد، وفي بعض الحالات قبل ولادة الطفل في حال قدمت الأم كشفاً طبياً يؤكد إصابة الطفل بالمرض”، بالإضافة إلى تنظيم دورات للأمهات وجلسات نفسية وتشجيعية وتبن أن الطفل قادر على التعايش مع المجتمع والإندماج فيه ودمجه بمدرسة مع أقرانه من الأطفال السليمين، مما يتماشى مع الحملات الأخرى المنطلقة من المجلس مثل حملة “مكاني بينكم