Tuesday 4th of February 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Nov-2013

"صوبات الحطب" بين الضرر الصحي وتعدي على المال العام
الراي - بصيرا - سهيل الشروش - تتوالى موجات البرد المتتالية التي يواجهها خلال فصل الشتاء ويتزايد الطلب على مصادر الدفء المناسبة لمواجهة هذا النوع من البرد الذي وصفه العديد من أبناء اللواء بالقاسي وتلك إشارة إلى شدة برودة الأجواء.
 
وأشار بعض المواطنين خلال مقابلتهم "الرأي" أن مصادر التدفئة المتعارف عليها في اللواء مثل صوبات الغاز والكاز والكهرباء لم تعد مجدية لا سيما بوجود الارتفاع الكبير على أسعار الوقود والغاز وذلك ما دفع الكثير منهم إلى البحث عن مصادر وقود أخرى رخيصة الثمن وذات قدرة كبيرة على التدفئة.
 
"صوبات الحطب" هي المصدر الوحيد الذي وجده هؤلاء المواطنين متوفرا في ظل أوضاعهم المالية المترهلة والذي لا يحتاج سوى للجهد فقط لجلبه وهذا ما أكده العديد من المواطنين "للرأي" أنه متوفر.
 
وخلال جولة ميدانية قامت بها "الرأي" إلى عدد من المناطق التي يكثر فيها المواطنون الباحثون عن الأخشاب وأغصان الأشجار الميتة القابلة للاشتعال فقد أكد بعضهم إلى أن البحث عن هذا المصدر للوقود بات روتينيا وذلك لعدم وجود صوبات الغاز والكاز والكهرباء في بيوتهم قطعا.
 
وكشف مصدر قضائي موثوق إلى"الرأي" أن عدد المخالفات خلال العام الماضي فقط هو 33 مخالفة في اللواء و 9 مخالفات خلال هذا العام وجميعها مخالفات تحطيب حيث كان المشتكي في جميع تلك المخالفات هو الحق العام وليس ممتلكات خاصة.
 
وقال أستاذ الكيمياء فراس الزويدين أن الغاز المنبعث من "صوبة الحطب" هو مكون من ثاني أكسيد الكربون"CO2" وغاز ثاني أكسيد النيتروجين "NO2" وهذا النوع من الغازات يتسبب بالاختناق والالتهابات الرئوية.
 
وأضاف الزويدين أن هذه الغازات هي ضارة بشكل كبير على الثروة الحيوانية المحيطة وذلك لأن "أكاسيد الكربون" و"أكاسيد النيتروجين" عندما تتصاعد إلى طبقات الجو العليا فإنها تتفاعل مع بخار الماء وتشكل "حمض النايتريك"الذي يسبب "المطر الحمضي" حيث يؤثر بدوره على الحياة الحيوانية من خلال مصادر مياهها الطبيعية
 
وأكد المواطن عناد عيال سلمان أنه يستعمل "صوبة الحطب" منذ 4 سنوات وأنه لجأ إلى هذا النوع التقليدي للتدفئة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وأنه يوفر مصادر وقودها من خلال شراء "جفت الزيتون" بأسعار رخيصة جدا مقارنة بأسعار المحروقات.
 
وكشف مدير زراعة بصيرا المهندس حسين القطاميين أن عدد مخالفات التحطيب الجائر التي أصدرتها المديرية بحق المخالفين هي 9 مخالفات منذ بداية هذا العام وهذا رقم يدعو إلى تكثيف الحملات التفتيشية التي تقوم بها المديرية للحد من هذه الظاهرة.
 
وأضاف القطاميين أن المديرية بدأت خلال هذا العام بتشكيل فرقا متخصصة تشرف على عملية البحث والتحري عن أماكن تواجد "الحطب" الذي تسبب بوجودها المواطنين من خلال كسر الأشجار وتركها لفترة حتى تنشف وتصبح قابلة للاشتعال وتحرير المخالفة لمن يعتدي وتحويله إلى القضاء مباشرة.
 
وأشار المواطن محمد المزايدة أنه بدأ باستعمال "صوبة الحطب" ابتداء من هذا العام فقط وذلك لأنه يمتلك مخزونا كبير من "الحطب" في مستودعه مشيرا إلى أنه زار المستشفى عدة مرات منذ بداية استعمالها بسبب السعال وضيق في التنفس.
 
ويؤكد طبيب فضل عدم ذكر اسمه أن هذه الغازات المنبعثة من "صوبات الحطب" تتسبب في هيجان القصبات الهوائية بسبب السموم التي يستنشقها الإنسان وما يؤدي ذلك إلى ردة فعل طبيعية للجسم من خلال السعال الذي يتسبب بدوره بالتهابات تلك القصبات.
 
ويقول الطبيب ذاته أن خضوع المريض الذي يعاني من التهاب في القصبات الهوائية أو ضيق التنفس بسبب تلك الغازات لا يكون علاجه بالأمر السهل بل هو بحاجة إلى وقت كبير لكي يتخلص جسمه من هذه السموم بالكامل.