عودة أكثر من نصف مليون غزي إلى منازلهم بمشهد مهيب تُغضب بن غفير: «هذا استسلام تام»
الراي - كامل إبراهيم
بعد ١٥ شهرا من الاستهداف والقتل والتهجير بدأ فجر أمس عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة، عبر شارع الرشيد الساحلي، وسط قطاع غزة.
وفي اليوم التاسع من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بدأ سيل جارف من الغزيين المهللين المكبرين بالعودة من الجنوب الى شمال قطاع غزة، وذلك بعد أن أعلنت قطر، مساء الأحد، عن تفاهمات جديدة بين حركة حماس وإسرائيل يعود بموجبها نازحو قطاع غزة بدءا من صباح الإثنين.
وسار النازحون مشياً على الأقدام انطلاقاً مُكبِّرين من منطقة «تبة النويري» غرب مدينة النصيرات، مروراً بمحور نتساريم، بعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي منه. وبدت علامات الفرحة والابتهاج على وجوه النازحين العائدين إلى ديارهم.
وأعلنت حركة حماس أنها سلمت الوسطاء المعلومات المطلوبة عن قائمة الأسرى الذين سيُطلق سراحهم طوال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. فيما أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن ستة محتجزين إسرائيليين، بينهم أربيل يهود، مقابل السماح للمهجرين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال القطاع.
واعتبرت حركة حماس، أن «عودة النازحين انتصار، وإعلان فشل وهزيمة الاحتلال، ومخططات التهجير». ولفتت إلى أن «مشاهد عودة الحشود الجماهيرية إلى مناطقهم التي أجبروا على النزوح منها رغم بيوتهم المدمّرة، تؤكد عظمة الفلسطيني ورسوخه في أرضه، رغم عمق الألم والمأساة».
وأشارت إلى أن «هذه المشاهد المفعمة بفرح العودة، وحبّ الأرض، والتشبّث بها، هي رسالة لكل المراهنين على كسر إرادة شعبنا وتهجيره من أرضه».
وافادت القناة الـ12 العبرية:بأن قوات الجيش الإسرائيلي بدأت الانسحاب من محور نتساريم (وسط)، الفاصل بين جنوب قطاع غزة وشماله، والذي أنشأه الاحتلال مع بدء عمليته البرية يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأغضبت مشاهد تدفق آلاف النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله أمس، وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير، قائلاً: «ليس هذا ما يبدو عليه النصر المطلق بل الاستسلام التام».
وقال بن غفير: «فتح ممر نتساريم هذا الصباح وإعادة عشرات الآلاف من سكان غزة إلى شمال القطاع هو انتصار واضح لحماس، ويعد جزءا مهينا من صفقة غير مسؤولة».
وتابع: «هذه ليست ملامح «نصر مطلق» بل هذا «استسلام مطلق».
وقال وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس معقباً بعد بدء عودة النازحين لشمال قطاع غزة «لن نسمح بالعودة إلى واقع ما قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول».
وأضاف: «سنواصل تطبيق وقف إطلاق النار بشكل حازم في الشمال والجنوب».
وتابع: «من يخالف التعليمات أو يهدد قوات الجيش الإسرائيلي سيتحمل التكلفة كاملة».
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عقب عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله إن «حماس حصلت على ما تريد».
وتابعت: «سيعود شمال القطاع ليكون مكتظًا بالسكان بأكثر من مليون ونصف شخص، وهذا سيصعب على إسرائيل العودة للقتال في شمال القطاع إذا أرادت ذلك بعد المرحلة الأولى من الاتفاق».
وقالت تقارير إسرائيلية إن الشاباك الإسرائيلي أصدر أمراً بتعليق الرحلات الجوية الإسرائيلية إلى مطار بافوس بقبرص لأسباب أمنية لم يحددها، والاكتفاء بمطار العاصمة لارنكا.
وبحسب «الشاباك»، فإن «الاعتبارات الأمنية» أدت إلى التعليمات الاستثنائية بخصوص منع الرحلات الجوية إلى بافوس.