Thursday 11th of December 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Dec-2025

لا حساب لمن تبنى الإبادة للفلسطينيين

 الغد

هآرتس
بقلم: تسفي برئيل
 
في الخلاف المحموم حول مناسبة مفهوم إبادة جماعية لسياسة ونشاطات إسرائيل في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، فإنه حول الوقائع الرئيسية لا يوجد خلاف. صحيح أن هناك نقاشا إحصائيا حول عدد القتلى الدقيق، أو حول عدد الأشخاص الذين فقدوا بيوتهم، لكن بالتحديد هذا النقاش التقني يحدد عتبة الهاوية التي تقف عليها إسرائيل. أي هل يكفي الـ70 ألف قتيل، من أجل إثبات أن الامر يتعلق بإبادة جماعية، أو أن هناك حاجة إلى رقم عال.
 
 
لكن حصر عدد الضحايا، سواء أكان كبيرا أم صغيرا، يخفي حقيقة أكثر فظاعة. إذ يعتقد جزء كبير من الشعب الإسرائيلي أن القتل والترحيل مبرران، وأنه حتى لو لم ينطبق عليهما تعريف الإبادة الجماعية، فقد كان يجب تنفيذهما. لحسن الحظ ما يزال تفكير التمني لا يعاقب عليه. وما يزال بإمكان الإسرائيليين الحلم كما يشاءون بإبادة الفلسطينيين. ليس فقط في قطاع غزة، بل أيضا في الضفة الغربية وفي شرقي القدس وفي داخل إسرائيل.
الخطر هو أنه في اللحظة التي فيها يصبح تمني الإبادة العرقية والقومية أمرا مشروعا، فإنه يجد طريقه لتحقيق ذاته حتى من دون إبادة جسدية. المثال البارز على ذلك، هو معاملة عرب إسرائيل الذين أصبحوا منذ زمن كيانا منبوذا محظورا الاقتراب منه في المجال السياسي. يكفي النظر إلى الاستطلاعات التي تفحص تشكيلة الكتل من أجل فهم أن العرب، هم "خارج الجدار" وأن التحالف معهم هو مثل حكم الإعدام لأي حزب يهودي.
الإبادة السياسية على أساس العرق أو القومية، يوجد لها اسم وهو "الإبادة السياسية". 
هذه العملية تبدو إنسانية، حيث ما يزال السياسيون العرب بعيدين عن الإعدام، بل هي مقبولة ومبررة حتى من قبل السياسيين اليهود الذين يتظاهرون بالليبرالية. لأنه في نهاية المطاف هي مسألة بقاء سياسي ومسألة دفاع ضرورية، لان "هذا ما يريده الشعب"، إلى حين حدوث التغيير الذي سيهدم هذا الجدار الدفاعي. نظام نتنياهو يشن حملة تطهير سياسية وثقافية ضد شريحة واسعة من الجمهور، التي قيادتها وصفت بأنها "عدو داخلي"، الضرورية من أجل "وحدة الشعب".
هذه حملة منهجية وهي مستمرة بلا انقطاع. ويستثمر قادتها الأدوات القانونية لتشويه أسس الديمقراطية، ويحرضون أتباعهم على تأجيج خطاب عام، عنيف ومهدد. وهم لن يكتفوا بـ"الانقلاب النظامي"، بل إن هدفهم هو تشكيل مجتمع متجانس، خاضع وخائف، ليس فقط في المجال العام، بل في المجال الخاص أيضا. وقد تم تحديد المراحل: أولا، تحديد "العدو"، وهي عملية شبه مكتملة، ثم تطبع عليه رموز تصنيفية، ("خونة"، "رجال دين"، "رافضون للتجنيد"، "دولة عميقة"، "معاداة الصهيونية")، بعد ذلك يسهل نزع شرعيته وربطه بأعداء حقيقيين مثل حماس، أو "مجرد" عرب، الأمر الذي يبرر، بل ويقتضي، القضاء عليه.
إن القيادة التي أجزاء فيها تعتقد أن إبادة عدو خارجي، هي فقط فكرة بالطبع وخيار لا تجب إدانته، وتتبنى الإبادة السياسية للمواطنين العرب كطريقة مناسبة، لن تتوقف عن السعي إلى تحويل الشعب اليهودي في إسرائيل إلى عدو. إن المصطلح "انقلاب" صغير عليها.