الغد
معاريف
آفي أشكنازي 25/8/2025
هجوم سلاح الجو في اليمن جاء بعد أن واصل الحوثيون – بتشجيع وتوجيه إيرانيين – تحدي إسرائيل.
في نهاية الأسبوع اطلقوا مُسيرة حلقت نحو أراضي إسرائيل عبر صحراء سيناء، وفي سياق دخولها إلى مجال غلاف غزة اعترضتها طائرات سلاح الجو. مقصدها كان، حسب التقدير، محطة توليد الطاقة في عسقلان أو منشأة استراتيجية أخرى – في مجال الطاقة أو قاعدة سلاح الجو.
الحوثيون، مثل الإيرانيين أيضا، يحاولون استهداف مراكز استراتيجية في البلاد: موانئ البحر والجو، محطات توليد الطاقة، طوافات الطاقة، قيادات وقواعد الجيش – مع التشديد على قواعد سلاح الجو – وكذا مراكز بحث أكاديمية، مثل معهد وايزمن في رحوفوت.
صحيح أن إسرائيل هاجمت في إيران، لكن يبدو أن طهران تعود رويدا رويدا إلى أعادة بناء ميزان الرعب حيال إسرائيل، وهي تفعل ذلك بالشكل الذي تعرفه – من خلال وكلائها.
محظور الوقوع في الخطأ: السبب الذي يجعل الحوثيين يطلقون النار نحو إسرائيل ليس الحرب في غزة. هذه مجرد الذريعة. الحوثيون يطلقون النار لان الإيرانيين يستخدمونهم كمقاول فرعي".
الصاروخ "الجديد" الذي اطلقه الحوثيون عشية السبت، مع رأس متشظي ليس غريبا على إسرائيل. رأينا مثله في حملة الأسد الصاعد. فقد اطلق الإيرانيون بعضا منها إلى بئر السبع وشمال البلاد.
بالمناسبة، من ناحية إدارة المخاطر، فإن الصاروخ ذا الرأس المتشظي اقل فتكا في مدى الضرر الذي يتسبب به في إصابته للهدف. رأس متفجر بمواصفات رسمية في صاروخ باليستي مع 250 حتى 500 كيلوغرام يتسبب بدمار كبير وبموجة صدى واسعة. ينجح في اختراق تحصين مثل الغرف الأمنية والملاجئ حين يصيبها إصابة مباشرة. ليس هكذا الصاروخ مع رأس متشظي، يلحق ضررا أقل بسبب حقيقة أن وزن كل رأس متشظ صغير جدا.
حتى الآن أطلق الحوثيون أكثر من 70 صاروخا ومُسيرة نحو إسرائيل، وتكاد تكون كلها أحبطت بنجاح. في الجيش وفي الصناعة الجوية يفحصون الآن ما الذي تسبب بـ "تفويت" الهدف عشية السبت.
لقد عملت إسرائيل ضد الحوثيين 15 مرة. وكانت العملية أمس ذات مغزى، كونها نقلت إلى الإيرانيين وإلى الحوثيين أيضا رسالة مهمة. الأولى هي أن إسرائيل دمرت القصر الرئاسي، الرمز السلطوي للحوثيين في اليمن. والثاني، فرضت إسرائيل الظلام على أجزاء واسعة من اليمن بعد أن دمرت محطتي توليد طاقة مركزيتين.
لكن فوق كل شيء هذه المرة لم يهاجم سلاح الجو في خط الساحل بل في عمق الأراضي فيما تمر الطائرات من فوق منظومات الدفاع الجوي للحوثيين – وفي واقع الأمر للإيرانيين.
في السطر الأخير، إسرائيل لا تعتزم مواصلة لعبة "البينغ بونغ" ولن تسمح بـ التنقيطات" من اليمن. في شعبة الاستخبارات "امان" يبنون منذ الآن بنك أهداف يتضمن بنى تحتية عسكرية، سلطوية ومدنية.
لقد كان الهجوم امس نوعا من المقدمة، ومعقول الافتراض بأن الرد لم يوجه لليمن فقط. وكما أشير، في الزمن الأخير تقع في مجال الحارة سلسلة من الخطوات التي يدفع بها إلى الأمام في إيران. الجيش يعزز القوات في الضفة لفهمه بان الإيرانيين يوجهون خلايا لتنفيذ عمليات في اثناء شهر أيلول، في محاولة لتشويش الأعياد. في سورية، مقاتلو لواء 747 انطلقوا إلى أعمال بهدف منع إيران من بناء شبكة في قرى التماس. في الجيش مصممون على عدم السماح بجعل بيوت في منطقة الفصل مخازن سلاح لميليشيات مؤيدة لإيران، من شأنها أن تهاجم بلدات الجولان وغور الأردن.
في كل ليلة تعمل فرقة البشان، إلى جانب مقاتلي 504 من "أمان" لتحدي نشطاء الإرهاب المجندين من إيران. ونعم، توجد أيضا محاولات من إيران لإعادة بناء حزب الله في لبنان وفتح خطوط تموين بالسلاح والمال.
في حملة الأسد الصاعد ضرب الجيش الإسرائيلي رأس الأفعى، لكن يبدو أن هذه تستيقظ وتنتعش في الأيام الأخيرة – وانتقلت منذ الآن إلى قسم إعادة التأهيل. السؤال هو هل سنجد أنفسنا بعد عربات جدعون 2 في "الأسد الصاعد 2".