Thursday 28th of August 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Aug-2025

مع سورية خطوة إلى الأمام.. خطوتان إلى الوراء

 الغد-إسرائيل هيوم

بقلم: ايال زيسر  26/8/2025
 
 
لا يمر أسبوع لا يبشر فيه بتقدم ذي مغزى، لدرجة اختراق، في الاتصالات التي تجريها بينهما إسرائيل وسورية. وحسب وتيرة التقارير في وسائل الإعلام كان ينبغي لنا منذ زمن بعيد أن نغمس الحمص في دمشق. لكن حين يتقدمون "خطوة واحدة إلى الأمام وخطوتان إلى الوراء" فإنهم لا يصلون إلى أي مكان.
 
 
في الأسبوع الماضي فقط التقى في باريس وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر. هذا الأسبوع التقى المبعوث الأميركي إلى سورية ولبنان توم باراك مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وبتكليف من حكوماتهما طلب أن تسحب إسرائيل قواتها من الأراضي التي استولت عليها في لبنان وفي سورية. وأن تكف عن الأعمال الهجومية، ضد تهديدات لأمنها في عمق الأراضي لهاتين الدولتين.
في المقابل وعد إسرائيل بجبال وتلال. مثلا، أن تنزع حكومة لبنان سلاح حزب الله، وتوقع الدولتان، سورية ولبنان، معنا على اتفاقات سلام تضمن الهدوء على طول الحدود. وفي الحالة السورية – حقوق الأقلية الدرزية التي تعيش في الدولة أيضا.
مع صعود أحمد الشرع إلى الحكم وهو المعروف من أيامه كجهادي بلقب أبو محمد الجولاني تبنت إسرائيل سياسة "نفعل ونسمع": بداية ندمر قدرات عسكرية تبقت في سورية من عهد بشار الأسد، ونسيطر على مناطق حيوية لأمن حدودنا، وبعد ذلك نسمع ما لدى الشرع أن يقوله.
البداية كانت باعثة على الأمل. الشرع ورث دولة مدمرة وهو يستصعب ضمان الاستقرار والهدوء فيها، وبالتالي فقد كان وما يزال مستعدا إلى أن يتحدث مع إسرائيل، وعبرها يـأمل في الوصول إلى قلب وجيب واشنطن. غير أنه منذ أن جاءت المذبحة بأبناء الأقلية العلوية في الساحل السوري والتنكيل بالأقلية الدرزية في جنوب الدولة، مما دل على أنه حتى لو كان الشرع لم يعد يرفع علم الجهاد، فإنه يبقى ملتزما برؤية إقامة دولة شريعة إسلامية في سورية، لا يكون فيها مقبولا نمط حياة علماني أو وجود أقليات دينية.
إسرائيل تجندت لمساعدة الدروز، لكن بضغط واشنطن التي تمنح اليوم الرعاية للنظام في دمشق، كفت عن الهجوم في سورية وعادت للحديث مع نظام الشرع.
من الاتصالات مع السوريين، يفهم أن الشرع يخشى من هجوم إسرائيلي يؤدي إلى إسقاط نظامه ويسعى إلى الهدوء على طول الحدود، مما يساعد في استقرار حكمه.
يدور الحديث إذن عن اتصالات ذات طابع تكتيكي، بل وفني موضوعها تسوية الواقع على طول الحدود المشتركة بين الدولتين، وربما أيضا تقديم مساعدات إنسانية للدروز في جنوب سورية.
اتفاق سلام بين الدولتين ليس على جدول الاعمال في هذا اللحظة – وإن كان فقط بسبب مصاعب الشرع في الدفع قدما بخطوة كهذه من دون غلاف عربي عام، مثل اتفاقات إبراهيم. وهذه تنتظر كما هو معروف إنهاء الحرب في غزة والضوء الأخضر من السعودية.
على إسرائيل أن تتابع بسبع عيون الشرع، ورغم ماضيه يمكن ويجب الوصول معه إلى تفاهمات تخدم مصالحنا ولا تعرض أمننا للخطر بخاصة، في ضوء حقيقة أن سورية هي دولة مدمرة وعديمة جيش قد تهددنا. والحمص في دمشق؟ سينتظر على ما يبدو أياما أفضل.