Friday 10th of October 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Oct-2025

أتَرغَبُ في معرفة لِمَ تشعر بالاكتئاب ، وكيف تتغلب عليه؟ إليك 4 ملاحظات
سوشيال ميديا-
 
 طروب العارف-
 
 
الاكتئاب (باللغة الإنكليزية Depression) يُعرَفُ بأنه أحد الأمراض النفسية الشائعة وهو اضطراب   في المزاج يتميز بشعور مستمر بالحزن وفقدان الاهتمام والمتعة بالأنشطة اليومية وبأنها حالة نفسية وعاطفية تؤثر على طريقة التفكير والتصرف لدى الشخص.
ومع الروتين اليومي وسباق الحياة الذي لا ينتهي، قد نشعر بالاكتئاب دون أن نعرف أو نفهم السبب، ومع كل أنواع الاكتئاب المختلفة الموجودة، لن يتمكن معظمنا من تحديد سبب هذا الشعور الصعب بسهولة. 
وإذا كنت تتساءل أيضًا عن سبب شعورك بالحزن الشديد وعدم قدرتك على تحديد السبب، فعليك الاستمرار في قراءة ما بينه بابا ميل كي تعرف الأسباب الأربعة التي قد تجعلك تعاني من الاكتئاب دون أن تدرك ذلك.   
 
1- الوحدة
 
أحد الأسباب هو الافتقار إلى الروابط الاجتماعية - وهو الوضع الذي يؤدي في الواقع إلى الشعور بالوحدة؛ حتى لو كان البعض منا لا يمانع في ذلك وليس لديه مشكلة في البقاء بمفرده، فقد يؤدي ذلك إلى معاناتنا من الاكتئاب. إن السعادة أن نكون بمفردنا مهمة جدًا، وقد تجعلنا نشعر بالسعادة، ولكن مع مرور الوقت قد تتغير وتؤدي بنا إلى الاكتئاب دون سبب واضح.
ضع في اعتبارك أيضًا أنه لمجرد تواجدك دائمًا بين الناس، سواء أثناء ممارسة التمارين الرياضية أو في المواقف الاجتماعية، فهذا لا يعني أنك لست وحيدًا. العامل المهم هنا هو الروابط الحقيقية ذات المعنى التي لديك مع الناس وما إذا كانت مُرضية. 
 
لذا، إذا كنت تشعر بالاكتئاب، يجب عليك إلقاء نظرة على علاقاتك الاجتماعية ومعرفة عدد الأشخاص الموجودين حولك حقًا. وإذا كنت تريد الاتصال بشخص ما للحصول على المشورة أو لمجرد إجراء محادثة صادقة، فكم عدد الأشخاص الذين يمكنك الاتصال بهم؟ إذا كانت الإجابة على هذا السؤال رقمًا لا يرضيك، فاعلم أنه لم يفت الأوان أبدًا لتغيير الوضع. وهنا عليك التركيز إذا كنت تعزل نفسك عن الأصدقاء أو العائلة الجيدين، فيجب أن تحاول التواصل ومعرفة ما إذا كان من الممكن إعادة بناء العلاقات، ويمكنك أيضًا تجربة أنشطة جديدة حيث يمكنك مقابلة أشخاص آخرين وإنشاء علاقات اجتماعية صادقة. 

2- لا معنى ولا هدف
 
قد نشعر باكتئاب ونعاني منه بسبب الافتقار إلى المعنى أو الهدف في الحياة، حتى لو كان كل شيء من حولنا مثاليًا ولدينا وظيفة جيدة وعائلة محبة وسعيدة. ويرجع هذا لأننا في أعماقنا فقدنا الاتصال مع هدفنا الأصلي ومعرفة ما نريده من حياتنا.
لذلك يجب عليك أن تتراجع خطوة إلى الوراء وتنظر إلى حياتك. اسأل نفسك ما الذي كان يجعلك سعيدا؟ هل تتذكر ما هو هدفك الرئيسي في الحياة وهل تسعى لتحقيقه كل يوم؟ قد تتغير الإجابات على كل هذه الأسئلة بمرور الوقت، فما كان صحيحًا قبل 10 سنوات قد لا ينطبق عليك اليوم. 
 
لذا، تذكر أنه يمكنك تغيير الوضع في أي لحظة، كل ما عليك فعله هو إلقاء نظرة على حياتك، ومحاولة معرفة ما إذا كانت هناك أشياء تبدو جيدة على السطح، ولكنها في الواقع تجعلك غير سعيد ومكتئبًا من الداخل؛ بمجرد القيام بذلك، لا ضير في أن تستشير صديقًا مقربًا أو أحد أفراد العائلة ومعرفة ما إذا كان بإمكانهم مساعدتك في رؤية شيء لا يمكنك رؤيته. 
 
3- المشاعر المكبوتة
 
كل واحد منا لديه مشاعر أولية وثانوية –  المشاعر الأوليةتشمل الحزن والغضب والقلق وما إلى ذلك، والمشاعر الثانوية هي التي تنعكس على مشاعرنا الأولية؛ لذلك قد نشعر بالحزن بشأن شيء ما، ومن ثم ستلعب مشاعرنا الثانوية دورًا وتتفاعل مع هذا الحزن بإخبارنا أنه لا ينبغي لنا أن نشعر بالحزن لأنه ليس بالأمر الكبير أو أنه سيشير إلينا بأننا يجب أن نشعر بشيء آخر لأن الحزن لا يليق بالوضع الحالي.
 
ولهذا السبب فإن البشر هم المخلوقات الوحيدة التي يمكن أن تشعر بالغضب من الغضب - لأن لدينا هذا البعد الإضافي لمراقبة الذات. ونتيجة لذلك، إذا شعرنا أن مشاعرنا غير مبررة، فقد نقوم بقمعها، وهذا يمكن أن يقودنا إلى الاكتئاب.
 
أما المشاعر الثانوية فتأتي من القيم التي نشأنا عليها والتي نمتصها من بيئتنا وعائلتنا وأصدقائنا. 
تلتصق بنا هذه القيم بمرور الوقت، وبمجرد أن نشعر بمشاعر رئيسية لا تتوافق معها، سنبدأ في تمزيق أنفسنا من الداخل ومحاربة أنفسنا. صحيح أن مثل هذا الشيء قد يكون صعبًا للغاية، لكن التعامل معه ممكن - ابدأ بمحاولة فهم سبب غضبك أو حزنك أو سعادتك بأشياء معينة؛ حاول أن تنظر إلى نفسك، وترى ما تشعر به حقًا، وامنح نفسك الإذن بالشعور بهذه الطريقة. وفي حالة الإخفاق في التوصل إلى نتيجة فلا تتردد في طلب المساعدة المهنية. 
 
 4- الصوت الداخلي
 
الصوت الداخلي، أو المونولوج الداخلي، هو التدفق الداخلي للأفكار والمشاعر والحديث الذاتي الذي يحدث في عقلك دون صوت خارجي.
يمكن أن تكون أسباب الصوت الداخلي مبنية على الأخطاء أو الإخفاقات التي مررنا بها، أو ببساطة لأننا نمارس الكثير من الضغط على أنفسنا. يتطور صوتنا الداخلي مع مرور الوقت، ففي البداية قد لا نشعر به على الإطلاق، ولكن مع مرور الوقت قد يهاجمنا لفظيًا من الداخل كل يوم مما قد يؤدي بنا إلى الاكتئاب.
 
من الصعب جدًا تشخيص هذا النوع من الاكتئاب لأننا لا نستطيع أن نرى مدى قسوتنا على أنفسنا، وفي هذه الحالة بالذات، ربما لن يلاحظ الأشخاص من حولنا ذلك أيضًا. لذلك، يجب عليك أن تبدأ بالانتباه إلى أفكارك والطريقة التي ترى بها نفسك، وإذا كنت تشعر بالاكتئاب ولا تستطيع فهم السبب، فمن المحتمل أن يكون صوتك الداخلي هو السبب. 
 
وهنا، اسأل نفسك، هل تمارس الكثير من الضغط على نفسك وتشعر بالسوء عندما لا تلبي توقعاتك؟ إذا كانت الإجابة بنعم بشكل لا لبس فيه، فإن صوتك الداخلي هو الذي يسبب هذا الاضطراب الداخلي.
إذا كنت تعاني من هذا الصوت، يمكنك البدء في كتابة كل ما يدور في ذهنك في يوم واحد، ثم قراءة ما كتبته والبدء في التركيز على ما تظن أنه يقودك إلى الشعور بالاكتئاب. وفي حين أن هناك طرقًا للتعامل مع هذا الصوت الداخلي الذي يجلد نفسه، فقد يحتاج البعض إلى زوج من العيون والأذنين المهنية للمساعدة في هذه العملية، لذلك إذا لم تتمكن من التعامل بنجاح مع صوتك الداخلي بنفسك، فلا تخف من طلب المساعدة المهنية.
 
الملاحظات الختامية
 
واختتم موقع بابا ميل بتقديم النصيحة بأن نتذكر أن الاكتئاب هو مرض عقلي، ومن الضروري الاهتمام بمعالجته لأن الصحة العقلية لن تتحسن من تلقاء نفسها.  ولهذا السبب من المفيد والمستحسن أن نأخذه على محمل الجد.
وتذكر أنك اكتسبت الآن 4 أسباب لفهم ماهية اكتئابك وكيفية التعامل معه والتغلب عليه، ولكن إذا شعرت أن لا شيء من هذا يناسبك، أو أنك غير قادر على الوصول إلى الهدوء العقلي، فيجب عليك عندها استشارة معالج محترف.