الغد
هآرتس
بقلم: أسرة التحرير
بيان رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب أول من أمس، "يبدو أن حماس مستعدة للسلام" فتح شقا لنور في نهاية النفق. فقد دعا ترامب إسرائيل إلى "الوقف الفوري للقصف في قطاع غزة كي يكون ممكنا تحرير المخطوفين بأمان وبسرعة". بعد بضع ساعات من ذلك اضطر بنيامين نتنياهو بأن يأمر الجيش الإسرائيلي بالانتقال إلى صيغة دفاعية فقط.
تغريدة ترامب ظهرت في رد على جواب حماس على المخطط الأميركي لوقف القتال وتحرير المخطوفين. فقد أعلنت المنظمة بانها مستعدة لان تحرر كل المخطوفين، الأحياء والأموات، وأن تجري مفاوضات فورية على تفاصيل الصفقة. في الكتاب الرسمي أشارت إلى تحفظات، لكن ترامب لم يسمح لإسرائيل أن تستخدم التحفظات كي تعرقل الصفقة، وسارع لان يعنونه بإيجابي.
في تصميمه على إنهائها ووقف الحرب، لم يترك ترامب بديلا أمام نتنياهو، صاحب التاريخ الطويل من العراقيل. فقد أعلن بأن "هذا يوم عظيم. كل الأطراف ستتلقى معاملة نزيهة. نحن قريبون من السلام في الشرق الأوسط"، ولما كان الدعم لإسرائيل يتلخص اليوم إلى هذا الحد أو ذاك بترامب فقد اضطر نتنياهو لان ينشر بيانا هزيلا يؤيد "مساعي الرئيس ترامب". لكن التجربة المريرة تعلمنا بان هذه هي المرحلة الأخطر. فهو سيحاول، مثلما الحال دوما، تمديد المسيرة، طرح شروط جديدة، اتهام حماس بعدم الالتزام بالتفاصيل، وإعادة الدولاب إلى الوراء.
هذا نمط يكرر نفسه منذ بداية الحرب: بدلا من أن يستغل الفرصة يفوتها نتنياهو عن قصد كي يواصل الحرب. وعليه، فان المسؤولية ملقاة الآن على عاتق ترامب: ألا يتراجع، وأساسا ألا يسمح لإسرائيل ولحماس أن تعلقا مرة أخرى في رقصة الإعاقات المتبادلة.
عائلات المخطوفين، الجمهور الإسرائيلي والأسرة الدولية كلهم يدعون معا إلى وقف الحرب وإعادة المخطوفين. هم يرزحون في حبسهم، عائلاتهم تفقد صوابها، الجمهور الإسرائيلي ممزق إربا، وفي غزة القتل، التقتيل، التدمير، الجوع والأمراض تسود. "طلب وقف الحرب الآن ضروري"، جاء هذه الليلة من هيئة العائلات. "فهو سيمنع مسا خطيرا ولا مرد له للمخطوفين".
لقد اتخذ ترامب القرار الذي كان يتعين على إسرائيل أن تتبناه منذ اشهر عديدة فتوفر حياة مخطوفين كثيرين، حياة جنود وحياة الاف من الفلسطينيين. والآن هو ملزم بان يفرض على الطرفين ما لم يختاراه بنفسيهما: وضع حد للحرب. على إسرائيل أن تقبل خطة ترامب وان تستجيب فورا لدعوته. على حماس أن تفس بتعهدها لتحرير كل المخطوفين. هذا هو المسار الواقعي الذي يمكنه أن يضمن بان تتوقف الحرب حقا.