Friday 19th of December 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Dec-2025

الفيتو الإسرائيلي على تركيا

 الغد

هآرتس
بقلم: ليزا روزوفسكي
 
تركيا لم تتم دعوتها الى اللقاء الذي نظمته القيادة الوسطى للجيش الأميركي (سنتكوم) في هذا الأسبوع في الدوحة، فيما يتعلق بقوة الاستقرار في غزة. هذا بطريقة أشارت الى ان القرار اتخذ بصورة فعلية، حتى لو لم يكن بصورة علنية في البيت الأبيض: قبول طلب إسرائيل ألا تكون تركيا جزءا من القوة الدولية – سواء كانت القوة مسؤولة عن نزع سلاح حماس أو فرضت عليها فقط مهمات "حفظ السلام" وليس تنفيذه. مع ذلك فإنهم في الولايات المتحدة يحاولون الآن فهم أي دور لتركيا مع ذلك ان تلعبه في القطاع، رغم ان إسرائيل تعارض أي تدخل لها – حتى في مجال إعادة الاعمار أو الجانب الإنساني.
 
 
المقولة الشائعة عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقول بانه ينشغل بالحفاظ على ائتلافه اليميني المتطرف ويضعه فوق كل الاعتبارات. أيضا الولايات المتحدة تسعى الى الحفاظ على هذا الائتلاف الهش الذي بني حول خطة ترامب. فمن جهة، ترغب واشنطن في إرضاء إسرائيل، ومن جهة أخرى، ترغب في إرضاء شركائها العرب والمسلمين، الذين توجد بينهم خلافات أيضا، ومن جهة ثالثة، الشركاء الأوروبيين الذين تتوقع الولايات المتحدة منهم تمويل جزء كبير من تكلفة إعادة الاعمار.
  بهذا الشأن يمكن القول ان احد الشروط الرئيسية التي تضعها الدول الغربية هو اشراك معين للسلطة الفلسطينية في مستقبل غزة، في الوقت القريب. هذا لانه من ناحيتها فان السلطة الى جانب الأمم المتحدة هي الانبوب الشرعي الذي من خلاله يمكن للاموال الأوروبية ان تتدفق الى القطاع. مع ذلك، كما هو معروف، أيضا أميركا والأوروبيين أيضا، شركاء في المطالبة بان تجري السلطة إصلاحات شاملة قبل ان تحكم في القطاع. لذلك فانه سيتعين عليهم التنازل. الأشخاص الذين تحدثوا مع نتنياهو بهذا الشان تولد لديهم الانطباع بانه هو أيضا يفهم، رغم تصريحاته، ان عودة السلطة الى غزة هي امر محتم. هذا الامر لا يتساوق مع السياسة الإسرائيلية الاستفزازية التي تمنع ممثلي الدول الغربية لدى السلطة من الوصول الى مركز التنسيق في كريات غات. ولكن ربما إسرائيل بحاجة الى اجتياز عدة مراحل من اجل التسليم بالامر الذي لا يمكن منعه.
  لعل القلق على التحالف هو ما يفسر غضب الولايات المتحدة إزاء اغتيال القيادي البارز في حماس رائد سعد في يوم السبت. واشنطن لا تعترض على سياسة التصفيات بحد ذاتها، بل هي تعتبر هذا الاغتيال مبرر، اذ ترى انه خرق وقف اطلاق النار عندما خطط لعمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي. وتكمن مشكلتها في التوقيت، اذ ان إسرائيل فعلت ذلك في مرحلة حساسة من محاولة دفع خطة ترامب قدما واغضاب بعض الأطراف في التحالف.
 هناك امر يحتل مكانة بارزة في سلم أولويات الولايات المتحدة في الوقت الحالي، وهو إيجاد حل للازمة القائمة بشان فتح معبر رفح. وتجري محادثات حول هذه القضية في القاهرة. وقد أعلنت إسرائيل استعدادها لفتح المعبر فقط للخروج من قطاع غزة. وقد اثار هذا الإعلان غضب مصر (وبالتالي الدول الإسلامية أخرى)، وقالوا ان المعبر لن يفتح الا اذا كان في الاتجاهين. وتعتقد الولايات المتحدة ان هذا الامر ناتج في الأساس عن سوء تفاهم، وان إسرائيل لم تكن تنوي منع عودة الغزيين، بل كانت تسعى الى فحص التعاون مع مصر في عمليات التهريب الى قطاع غزة. وقد جاءت تلميحات مشابهة من إسرائيل. وفي الوقت الراهن يؤجل فتح المعبر الذي يعتبر خطوة ضرورية للانتقال الى المرحلة الثانية.
 ما يتقدم حقا هو التحضيرات لبناء احياء للفلسطينيين شرق الخط الأصفر الخاضع لسيطرة إسرائيل. ومن وجهة نظر الولايات المتحدة كان من المفروض ان يبدأ البناء قبل يومين. كما ان فتح معبر اللنبي لنقل المساعدات الى قطاع غزة هو ضروري أيضا لتمكين الولايات المتحدة من نقل كمية كبيرة من الخيام تقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات، لشرق غزة، وهي خيام مخزنة في مستودعات منذ فترة طويلة.
 الجيش الإسرائيلي يقوم بإزالة الذخائر غير المنفجرة في رفح في داخل "المجمعات" التي كما يبدو ستبنى عليها احياء مؤقتة للفلسطينيين، حيث سيعيشون وفقا للخطة، بعيدا عن سيطرة حماس. مع ذلك فان الولايات المتحدة تدرك بان إسرائيل لن تتمكن من تمويل إزالة كل عمليات اخلاء الذخائر، فيما جرى تسميته بـ"غزة الجديدة" – شرق الخط الأصفر. وتسعى الولايات المتحدة لجمع الأموال من الدول العربية والأوروبية رغم معارضة قطر دفع تكاليف ما دمرته إسرائيل – وهذا موقف ما تزال الولايات المتحدة تأمل في تغييره. مع ذلك يتوقع ان تشارك إسرائيل في تمويل مشروع إعادة الاعمار شرق خط التماس، وان لم تتضح حصتها النهائية بعد.